أم قصر تقاوم ندرة المياه بمحطة جديدة لتحلية المياه الجوفية

أزمة ندرة المياه دفعت العديد من سكان أم قصر بمحافظة البصرة لهجر بيوتهم والاستقرار في مركز المحافظة.

البصرة (العراق) - تستهدف محطة جديدة لتحلية المياه في أم قصر بمحافظة البصرة العراقية معالجة أزمة ندرة المياه المتاحة للسكان وتوفيرها للاستخدام في أغراض الزراعة واحتواء موجة غضب تتجدد في كل مرة تشهد فيها المدينة احتجاجات على عدم انتظام تزويد السكان بالماء بسبب أزمة مياه مزمنة وبفعل خدمات يصفها السكان بأنها سيئة للغاية.

وقال حسين مرتضى معاون رئيس مهندسي محطة تحلية أم قصر إن سعة المنشأة التي سيتم تشغيلها بكامل طاقتها في يونيو/حزيران المقبل يمكن أن تصل إلى إنتاج ألف متر مكعب من المياه النظيفة اعتمادا على المياه الجوفية.

وأضاف "هذه المحطة أول مرة بالعراق بهذا الحجم، تستخدم المياه الجوفية لتحليتها وضخها للمواطن. محطة سعتها على مرحلتين، أول مرحلة 400 متر مكعب والثانية 600 متر مكعب، مجموعها 1000 متر تخدم ناحية أم قصر".

وتابع "هذه المحطة تستخدم المياه الجوفية، مصدرها مياه الآبار. لجأنا إلى هذا المصدر لأن هذه المنطقة صحراوية، لا يمر بها أي نهر ولا مصادر مياه قريبة. واتجهنا إلى هذه الفكرة، نستخدم مياه الآبار أو المياه الجوفية لتصفيتها وتحليتها وإنتاجها للمواطن كمياه صالحة للشرب".

وقال صالح عبدالمهدي مدير ناحية أم قصر إن الحصول على المياه النظيفة ظل مشكلة في هذه المنطقة لسنوات عديدة بسبب الزيادة السكانية الكبيرة ونمو الأنشطة الصناعية، مضيفا "ناحية أم قصر تبعد عن مركز محافظة البصرة ما يقارب 75 كيلومترا، أكبر مشكلة بها خدمية، قضية شح وملوحة مياه الإسالة، حتى بالفترة السابقة، فترة النظام السابق، كانت هذه المشكلة موجودة لكن مع تقادم الزمن وارتفاع النسبة السكانية وارتفاع الفعاليات بهذه المدينة.. المدينة تستقطب عمالة وعدد السكان يزداد سنة بعد سنة، بدأت تكبر هذه المشكلة".

وأوضح أن هذا الاتجاه كان له تأثير عكسي على مدى السنوات الماضية إذ اضطر كثير من السكان إلى الرحيل لأنهم لم يتمكنوا من تلبية احتياجات أسرهم من المياه.

وقال "وصل بنا الحال خلال السنوات السابقة إلى أن يكون تجهيز الماء للمناطق بمعدل يومين بالأسبوع بأحسن الأحوال. وكل يوم بمعدل من ست إلى ثماني ساعات، فما كان أمام الناس إلا الارتحال من مدينة أم قصر ولو بشكل مؤقت. البعض أجروا بيوتهم وتركوا بيوتهم وانتقلوا إلى مركز المحافظة، لكن اليوم إن شاء الله، نحن مصرون على معالجة هذه المشكلة وهذه بارقة الأمل".

ويقول السكان إن أزمة المياه يصعب التغلب عليها إذ تؤثر تكاليف المياه بشكل كبير على ميزانياتهم في ظل استمرار ارتفاع أسعارها.

وقال سعيد عبدالواحد، وهو مواطن من أم قصر "المياه في مدينة أم قصر أزمة قوية جدا. يعني صراحة من سنوات وأنت تشاهد كل بيت عليه ثلاثة أو أربعة خزانات بسبب أزمة المياه. يعني بالأسبوع يضخون المياه أحيانا يومين وأحيانا يوم. تصبح أزمة، والناس تشتري من التناكر (خزانات المياه المتنقلة)".

وقال المواطن محمد عبدالحسن "إذا صاحب عائلة كبيرة ولديه عائلة لازم يشتري من المحطات أو من سيارات التناكر. المبلغ اللي تصرفه، أقل شي إذا تريد تصرف أسبوعيا، 15 إلى 20 ألف دينار عراقي (10 دولارات إلى 13 دولارا) أسبوعيا على الماء، يعني كم تحتاج بالشهر". ويعاني العراق من نقص المياه بسبب ارتفاع درجات الحرارة والتلوث.

وقال عمار عبدالخالق مدير دائرة المياه الجوفية بالمنطقة الجنوبية (جنوب العراق) "المياه الجوفية كما هو معروف هي عبارة عن خزانات موجودة تحت الأرض بأحجام مختلفة غير محددة لحد الآن. أسماؤها وأماكن وجودها محددة لكن كمية المياه الموجودة فيها بشكل دقيق غير محددة طبعا بشكل علمي".

وأضاف "إذا خزان تأخذ منه مياه ولا تضيف له مياه سوف ينفد بمرور الزمن. يعتمد على كمية المسحوب من الماء وإذا لا توجد تغذية (تعويض) أكيد سوف ينفد بمرور الزمن لكن إذا توجد تغذية.. طبعا التغذية تعتمد على مياه الأمطار إذا توجد إنها قريبة تغذي".

وقال "نحن نعرف هنا الأجواء في محافظة البصرة، هي أجواء صحراوية وخصوصا بالسنين الأخيرة، ارتفاع درجات الحرارة وقلة الأمطار بالعراق عموما، لذلك التغذية تكون جدا قليلة".

ويسعى العراق كذلك إلى التعافي من آثار صراعات على مدى سنوات بدءا من غزو صدام حسين للكويت في عام 1990 إلى الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 والذي أدى في نهاية المطاف إلى الإطاحة به، واندلاع أعمال عنف من أعضاء تنظيم الدولة الإسلامية المتشدد الذين سيطروا على مساحات شاسعة من البلاد، وتدمير اقتصاد العراق ومنشآت بنيته التحتية.