أنقرة تخطط لنفوذ أوسع شمال العراق

الجيش التركي ينفذ إنزالا جويا على مناطق حدودية في إقليم كردستان العراق وسط اشتباكات مع المقاتلين الأكراد.
مقتل اثنين من حزب العمال الكردستاني جراء قصف تركي شمال العراق

أربيل (العراق) - أعلن مصدر أمني كردي الاثنين أن الجيش التركي نفذ إنزالا جويا على مناطق حدودية مع اقليم كردستان العراق، في خطوة جديدة ضمن مخطط تركيا توسيع نفوذه شمال العراق وتكثيف عملياته ضد المقاتلين الأكراد.

فبعد أن كانت جميع التوقعات أن هذه الحملة التي بدأت في يونيو/حزيران الماضي سوف تكون مجرد عملية خاطفة قد تستغرق بضعة أيام، دخلت العملية شهرها الرابع، فيما ينتظر الجيش التركي شتاء قاس وسط تضاريس جبلية وعرة شمال العراق في صراعه مع المسلحين الأكراد.

وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، إن "الجيش التركي نفذ إنزالا جويا على مناطق  باتيفا ونزوري وسويلي وكشاني وبير بلاوبانكيا وشيلانة وريسي وافلهة وشيدني التابعة لمحافظة دهوك الكردية  بهدف استهداف مسلحي حزب العمال الكردستاني شمالي العراق".

 وأضاف أن "مدفعية الجيش التركي قصفت أيضا مواقع تابعة لحزب العمال الكردستاني في تلك المناطق كما اندلعت معارك واشتباكات مسلحة بين الجيش التركي ومسلحي الحزب عقب الإنزال الجوي".

وأفاد المصدر بأنه ليس لديهم معلومات مؤكدة حول الخسائر بشكل دقيق ولكن هناك معلومات تفيد بأن مسلحين اثنين قتلا في المعارك.

وكانت المقاتلات التركية قد قصفت منطقة 'برواري بالا' بناحية كاني ماسي في قضاء آميدي، واستهدفت المدفعية التركية أيضا مناطق جبل 'خامتير' بناحية دركار في زاخو شمال العراق، ما تسبب في اشتعال مساحات واسعة من الأراضي الزراعية والغابات اشتعلت فيها النيران، دون ورود معلومات عن حجم الخسائر الناجمة جراء القصف.

وهذه ليست المرة الأولى التي تشن فيها تركيا هجمات ضد حزب العمال الكردستاني داخل الأراضي العراقية. فقد نفذت هجوماً برياً في العام 2007، وآخر قبل نحو عامين تمكنت خلاله من تثبيت نقاط دائمة لها داخل الأراضي العراقية بعمق 30 كيلومتراً.

وشجع التراخي الدولي في لجم انتهاكات تركيا وتدخلاتها العسكرية الخارجية، أنقرة على المضي قدما في تنفيذ أطماعه التوسعية من سوريا إلى ليبيا وصولا إلى العراق، فبعد أن احتل أجزاء من الشمال السوري في تدخل عسكري بذريعة ملاحقته المسلحين الأكراد واحتلال أجزاء من الأرض السورية يستمر اليوم انتهاك السيادة العراقية.

وتحتفظ تركيا بأكثر من عشرة مواقع عسكرية منذ العام 1995 داخل الأراضي العراقية في محافظة دهوك لكنها تسعى الى تدعيمها شمال العراق في إطار دعم نفوذها في المنطقة.