أنور المرتجي يتناول أطروحة إدوارد سعيد في الرباط للكتاب

الناقد المغربي يرى أن كتابه 'خطاب ما بعد الكولونيالية في النقد الأدبي تمثيلات المثقف والسلطة' يمكن أن يخدم الشعوب العربية في ما يتعلق بالتجربة الاستعمارية.

الرباط - يعيد كتاب "خطاب ما بعد الكولونيالية في النقد الأدبي تمثيلات المثقف والسلطة" للناقد المغربي أنور المرتجي الصادر عن دار النبوغ المغربي في طنجة بالشراكة مع دار الفردوس للنشر والتوزيع في تونس، تناول أطروحة المفكر الفلسطيني الراحل إدوارد سعيد المتعلقة بالواقع الاستشراقي.

وقدم أنور المرتجي كتابه خلال فعاليات الدورة التاسعة والعشرين من المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، وأعقب ذلك نقاش أثرى اللقاء.

وبحسب نص لتقديم الكتاب، فإن النظرية ما بعد الكولونيالية ظهرت كرد فعل ومقاومة موجهة ضد الخطاب الكولونيالي، أما خطاب ما بعد الكولونيالية، فقد تأسس نظريا ومنهجيا مع كتاب الاستشراق الذي يعتبر المصدر المؤسس للفكر ما بعد الكولونيالي.

ومن أهم المحاور التي تطرق لها الكتاب موضوع الزنوجة والنقد الكولونيالي المضاد وتمثيلات المثقف والسلطة وغيرها، بحسب الوثيقة التعريفية بالكتاب.

ويرى الكاتب المغربي أن كتابه يمكن أن يخدم الشعوب العربية في ما يتعلق بالتجربة الاستعمارية والأحكام العرقية التي وجهت للدول العربية إبان الحماية والاستعمار، متمنيا أن يتم تعممه.

وأوضح المرتجي في حديثه لموقع "مدار21" المغربي أن الدول العظمي هي من استعمل الاستشراق من أجل تطويع وتقديم صورة نمطية وقدحية ودونية ضد المجتمعات والمستعمرات التابعة لفرنسا أو أميركا.

ولفت إلى أن "أحسن تعريف للمثقف حسب إدوارد سعيد، يتجلى في كون المثقف عليه أن يقول الحقيقة دون أن يصمت عنها".

وخص الناقد السوري صبحي حديدي كتاب "خطاب ما بعد الكولونيالية في النقد الأدبي تمثيلات المثقف والسلطة" بتقديم واف، أشار من خلاله إلى أن "كتاب أنور المرتجي سوف يحتل سريعا موقعا متميزا تماما، مبكرا بقدر ما هو عميق وشامل وسجالي، في نطاق الدراسات العربية النادرة التي لا تستأنس بمنجزات النقد ما بعد الكولونيالي فحسب، بل تُحسن تطويع تعقيداتها النظرية والاصطلاحية على سبيل استخدامها والاشتغال عليها وبها في آن معا، فضلاً عن تصويب الكثير من مظاهر الشطط والاختزال والتبسيط في الميادين التي بات النطاق ما بعد الكولونيالي ضحية لها، كما يتوجب القول".

وأنور المرتجي ولد في العام 1951 بمدينة القصر الكبير. حصل على دكتوراه السلك الثالث. يشتغل حاليا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بفاس. انضم إلى اتحاد كتاب المغرب سنة 1976.

صدر له "سيميائية النص الأدبي" الدار البيضاء دار أفريقيا الشرق 1987، "تغريبة ليون الإفريقي" منشورات اتحاد كتاب المغرب 2012، 95 ص.

ويقدم المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط الذي يستمر إلى غاية التاسع عشر من مايو/أيار الجاري لجمهوره أكثر من 100 ألف عنوان.

وتشهد الدورة 29 من المعرض تنظيم فعاليات ضمن برنامجها الثقافي العام، يحضرها المئات من الكتاب والمفكرين والشعراء المغاربة والأجانب، وتتضمن ندوات موضوعاتية، ولحظات استرجاعية لفكر وإبداع بعض الرموز الثقافية التي أسست مسارات فكرية وإبداعية متميزة، بالإضافة إلى لقاءات مباشرة بن المبدعات والمبدعين وجمهورهم.