أول تواصل مباشر بين السيسي والأسد في انعاطفة نحو مصالحة محتملة

مشاعر التضامن مع دمشق بعد الزلزال المدمر تعلو على الخلافات السياسية وتفتح الباب لتواصل سياسي بين مصر وسوريا وإنهاء قطيعة بدأت في عهد الرئيس المصري الراحل محمد مرسي.
زلزال سوريا يعبد الطريق لاستئناف العلاقات السورية المصرية
مصر تعمل منذ سنوات على انهاء الوجود العسكري التركي في سوريا
التقارب التركي السوري قد يعجل بمصالحة مصرية سورية

القاهرة/موسكو - أعلن المتحدث باسم الرئاسة المصرية أحمد فهمي اليوم الثلاثاء أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي تواصل هاتفيا مع نظيره السوري بشار الأسد، معبرا عن تضامنه مع سوريا ومقدما تعازيه فض ضحايا الزلزال العنيف الذي خلف آلاف القتلى والمصابين، فيما يعتبر هذا الاتصال الأول من نوعه على الإطلاق بين الزعيمين، وسط توقعات بأن يعبد الطريق لاستئناف العلاقات بين البلدين المقطوعة منذ عهد الرئيس الراحل محمد مرسي.

ويعتبر الاتصال تحولا كبيرا في العلاقات المصرية السورية، في حين يرجح أن يفتح المدّ التضامني مع دمشق الباب لاتصالات أوسع ومحادثات تمهد لعودة سوريا للجامعة العربية، وسط دفع عربي قادته دولة الإمارات التي كانت سباقة في استئناف العلاقات مع النظام السوري وإعادة فتح مقرات بعثاتها الدبلوماسية في العاصمة السورية استنادا لمنطق الواقعية السياسية وضرورة عدم ترك سوريا فريسة للتغلغل الإيراني التركي والأجنبي.

وبحسب مصادر متطابقة بينها موقع روسيا اليوم، عبر الرئيس السوري لنظيره المصري عن امتنانه لاتصاله ولتضامنه مع سوريا في محنتها الأخيرة، مشددا على اعتزاز بلاده بالعلاقات التاريخية مع مصر، بينما تعلو مشاعر التضامن على أي خلافات سياسية وتباين في وجهات النظر.

ووجه السيسي بإرسال المساعدات الاغاثية الممكنة لسوريا وتقديم كافة أوجه العون لسوريا.

ولم تقطع القاهرة علاقاتها بالكامل مع دمشق، لكن الاتصالات لم ترق لمستوى استئناف العلاقات بشكل كامل على غرار ما فعلت الإمارات في 2018، إلا أنه كان يوجد تنسيق غير معلن بين البلدين.

ونقلت موقع قناة 'روسيا اليوم (ار تي) عن مصادر لم تسمها قولها إن الاتصال المباشر بين السيسي والأسد كان يتم التحضير له منذ عامين تمهيدا لاتصالات مباشرة بين رئيسي البلدين.

لكن يبدو أنه بسبب التطورات والتقلبات الجيوسياسية لم تسنح الفرصة لتواصل مباشرة بينهما، إلا أن مصر كانت من ضمن الدول الرافضة للتدخل التركي في شمال سوريا وكانت تطالب وتدعم إخراج القوات التركية من الأراضي السورية.

وترتبط مصر بعلاقات وثيقة مع الإمارات ومن المتوقع أن تلعب أبوظبي التي استأنفت علاقاتها مبكرا مع دمشق، دورا محوريا في دفع التقارب السوري المصري.

كما أن اتجاه تركيا لمصالحة مع النظام السوري من شأنه أن يعجل بمصالحة مصرية سورية ضمن حسابات المصالح والنفوذ وضمن جهود مصر لكبح التمدد التركي في المنطقة.

وتردد في السنوات الأخيرة وبقوة مطلب ضرورة استعادة دمشق لمقعدها في جامعة الدول العربية بعد شغور المنصب منذ العام 2012، لكن الموضوع يثير انقسامات وتباينات في وجهات النظر.

وتصدرت قطر الدول العربية الرافضة لاستئناف العلاقات مع دمشق، متهمة الأسد بارتكاب جرائم بحق شعبه، مطالبة في الوقت ذاته بحل سياسي ينهي الأزمة.

ودعمت الدوحة جماعات إسلامية متشددة وجماعات المعارضة السورية منذ اندلاع النزاع السوري في مارس/اذار 2011.

وبين متحفظ ومعارض بقي كرسي سوريا في الجامعة العربية شاغرا، لكن مع عودة العلاقات الإماراتية السورية ومع أول اتصال هاتفي بين الأسد والسيسي، قد تشهد الأيام القادمة انعطافة كبيرة في العلاقات من القطيعة إلى المصالحة وتعزيز التعاون.