أول سعوديان أحدهما سيدة ينطلقان نحو الفضاء

الرائدان سينضمان إلى الإماراتي سلطان النيادي الموجود على متن محطة الفضاء الدولية لمدة عشرة أيام.

فلوريدا (الولايات المتحدة) - تنطلق مهمة خاصة تنظمها شركة "أكسيوم سبيس" وهي محطة الفضاء التجارية العالمية، الأحد، إلى محطة الفضاء الدولية مع أول سعوديين أحدهما سيدة، سيتوجهان إلى هذا المختبر الطائر.

وأول رائدة فضاء سعودية هي عالمة متخصصة في أبحاث الخلايا الجذعية السرطانية وتنطلق إلى محطة الفضاء الدولية، حيث ستركز على تطوير أبحاث سرطان الثدي.

وسيطلق صاروخ "فالكون 9" من إنتاج "سبيس اكس" الذي يقل ريانة برناوي وعلي القرني عند الساعة 17.37 (21.37 ت غ) من مركز كينيدي الفضائي في ولاية فلوريدا الأميركية.

وسيضم الطاقم أيضا بيغي ويتسن رائدة الفضاء السابقة في وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" التي توجهت إلى المحطة الدولية ثلاث مرات من قبل وستتولى قيادة المهمة، ورجل الأعمال الأميركي جون شوفنر الذي سيقود المركبة.

وسيمضي هذا الطاقم عشرة أيام على متن محطة الفضاء الدولية التي يتوقع أن يصل إليها الاثنين حوالي الساعة 13.30 بتوقيت غرينتش.

وكانت الهيئة السعودية للفضاء كشفت في فبراير/شباط بقولها "لكل رحلة روّادها.. ولكل مهمة أبطالها!" عن الاستعداد لإرسال رائد ورائدة فضاء سعوديين إلى محطة الفضاء الدولية خلال الربع الثاني من العام الجاري.

وأفاد هيثم التويجري مستشار الهيئة السعودية للفضاء "ريانة عالمة بارعة جدا، أبلت بلاء حسنا في مجالها العلمي، وعليه اختيرت واحدة من رواد الفضاء الذين سيتمكنون من تنفيذ التجربة التي سيقومون بها في محطة الفضاء الدولية".

وقالت ريانة برناوي التي درست العلوم في مؤتمر صحافي خلال الأسبوع الجاري "من دواعي سروري وشرف كبير لي أن أكون أول رائدة فضاء سعودية وأن أمثل المنطقة".

وأكدت أنها متحمسة للتحدث مع أطفال من محطة الفضاء الدولية، مضيفة أن "رؤية وجوههم عندما يشاهدون رواد فضاء من منطقتهم للمرة الأولى أمر مثير للاهتمام".

وفي حياته العادية، يعمل علي القرني طيارا حربيا، ويقول "كان لدي دائما شغف لاستكشاف المجهول وتأمل السماء والنجوم"، معتبرا أن "هذه فرصة رائعة بالنسبة لي لمتابعة هذا الشغف وللتحليق بين النجوم هذه المرة".

وكانت السعودية أرسلت أحد مواطنيها إلى الفضاء في الماضي، بينما شارك الأمير السعودي سلطان بن سلمان في مهمة أميركية في العام 1985.

لكن هذه الرحلة الفضائية الجديدة هي جزء من استراتيجية المملكة المحافظة لتحسين صورة البلاد، حيث تأتي الرحلة بهدف تأهيل كوادر سعودية متمرسة لخوض رحلات فضائية والمشاركة في التجارب العلمية والأبحاث الدولية والمهام المستقبلية المتعلقة بالفضاء.

الأمير محمد بن سلمان
رغبة ولي العهد السعودي في توسيع دائرة الإصلاح

وأنشأت المملكة هيئة الفضاء السعودية في 2018 وأطلقت العام الماضي برنامجا لإرسال روادها إلى الفضاء.

ويعد استكشاف الفضاء جزءا من خطة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان "رؤية 2030" التي تستهدف تطوير المملكة وتنويع اقتصادها ووقف ارتهانها للنفط.

وأشرف الأمير محمد بن سلمان على حملة إصلاحات اجتماعية شملت تخفيف القيود المفروضة على النساء، فسُمح لهن بقيادة السيارات وفُتح سوق العمل أمامهن، وبتن يقدن قطارات ويتدربن على رحلات فضائية ويعملن في قطاعات كانت سابقا حكرا على الرجال.

وتعكس هذه الرحلة المنتظرة إلى الفضاء رغبة في توسيع دائرة الإصلاح التي بدأها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان من بعدها الاقتصادي الصرف لتشمل البعد الاجتماعي الذي يقود نحو انفتاح تدريجي باتجاه الثقافة والترفيه والسياحة وأخيرا تنطلق نحو الفضاء لتقدم للكفاءات العلمية من الجنسين فرصة اللحاق بالركب العالمي في هذا المجال.

وعبر سعوديون في الرياض عن فخرهم ببلدهم لإرسال اثنين من أبنائها إلى الفضاء.

وقال المواطن السعودي محمد الشدي "أولا طبعا هذا ليس شيئا غريبا على المملكة السعودية. أنا فخور جدا الصراحة".

كما عبر المواطن محمد الخليفي عن سعادته بهذا الإنجاز، قائلا "لا شك أن هذا الشيء يفرحنا ويسعدنا والشعب السعودي تطور الآن ووصل إلى أعلى المراحل ولله الحمد. إحنا كسبنا الجوائز ومنها كثير في التعليم وغيره ونطمح إلى أن يكون الشباب السعودي من أفضل الشباب ويصلون إلى العالمية بالرحلة الفضائية وأتمنى لهما التوفيق إن شاء الله".

ويفترض أن يجري أفراد الطاقم الأربعة حوالي عشرين تجربة أثناء إقامتهم تتعلق واحدة منها بدراسة سلوك الخلايا الجذعية في انعدام الوزن.

وسينضم هؤلاء إلى رواد الفضاء السبعة الموجودين على متن محطة الفضاء الدولية، وهم ثلاثة روس وثلاثة أميركيين ورائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي الذي أصبح الشهر الماضي أول مواطن عربي يسير في الفضاء.

وهذه المهمة المسماة "ايه اكس-2" (Ax-2) هي الثانية المنبثقة من شراكة بين وكالة الفضاء الأميركية و"أكسيوم سبيس" التي توفر رحلات فضائية مماثلة لقاء ملايين الدولارات.

وتتولى الشركة تدريب رواد الفضاء المبتدئين واستئجار وسائل نقل وتسهيل فترة إقامتهم في الفضاء.

ريانة برناوي عالمة سعودية ستركز في محطة الفضاء الدولية على تطوير أبحاث سرطان الثدي

وكانت مهمة أولى أُطلق عليها "ايه اكس-1" (Ax-1) نقلت في أبريل/نيسان 2022 ثلاثة رجال أعمال ورائد فضاء سابق هو مايكل لوبيز-أليغريا لقضاء أسبوعين في محطة الفضاء الدولية.

وأشار بعض رواد الفضاء الموجودون في محطة الفضاء الدولية إلى أنهم اضطروا لتخصيص قسم من وقتهم الثمين للاهتمام بهؤلاء السياح.

وتشكل هذه المهمات بالنسبة إلى "أكسيوم سبيس" خطوة أولى نحو هدفها الطموح المتمثل في بناء محطة فضائية خاصة بها يُفترض أن تطلق النموذج الأولي منها في نهاية 2025.

وسيكون هيكلها متصلا بداية بمحطة الفضاء الدولية، قبل أن يُفصل عنها ويصبح مستقلا.

وتعتزم ناسا وقف العمل بمحطة الفضاء الدولية بحلول عام 2030، وإرسال روادها إلى محطات خاصة، ولذلك توفر تشجيعها لبرامج شركات كثيرة.

وتعهدت روسيا أخيرا بتمديد مدة العمل في محطة الفضاء الدولية حتى العام 2028، بعدما هددت بالانسحاب منها عقب بدء الحرب في أوكرانيا، مما أثار تساؤلات في شأن استمرار المحطة.

وعلى غرار الولايات المتحدة، يلتزم الشركاء الدوليون الآخرون في المحطة، وهم اليابان وكندا ووكالة الفضاء الأوروبية، بمواصلة عملياتهم في محطة الفضاء الدولية حتى العام 2030.