أيام قرطاج المسرحية تنتفض على وباء كورونا
تونس - حدّدت الهيئة المديرة لأيام قرطاج المسرحية موعد تنظيم الدورة 22 للتظاهرة المرتقبة بشدة في صفوف هواة الفن الرابع من 4 إلى 12 ديسمبر/كانون الأول 2021.
وكانت الهيئة المديرة لأيام قرطاج المسرحية قررت الغاء الدورة 22 في العام 2020 بسبب وباء كورونا وتنظيم دورة جديدة خلال السنة الحالية.
وكانت تونس قامت باجهاض العديد من التظاهرات الفنية والثقافية والمسرحية بسبب الأزمة الصحية العالمية لفيروس كورونا وكذلك استنادا إلى التدابير الوقائية التي اتخذتها الحكومة لمجابهة تفشي الوباء، بالإضافة إلى مراسلات الاعتذار الواردة على إدارات المهرجانات من الفرق الدولية والأجنبية.
وفي ظل تراجع اعداد الاصابات والوفيات بوباء كورونا والتي بلغت مستويات قياسية خلال الاسابيع الفارطة، فتحت أيام قرطاج المسرحية باب الترشيحات في دورتها الحالية أمام المسرحيين التونسيين والعرب والأفارقة للمشاركة في المسابقة الرسمية لهذه الدورة.
وقد حدّد المهرجان يوم 7 سبتمبر/ايلول كأجل نهائي لتلقي طلبات المشاركة.
شارك في المهرجان في دورته السابقة الذي حمل شعار "عيش الفن وجدد غرامك" أكثر من 110 عروض مسرحية تونسية وعربية وإفريقية وعالمية.
وتنافس في المسابقة الرسمية 14 عرضا مسرحيا، من بينها 2 من تونس و10 مسرحيات عربية و2 إفريقية.
فاز العرض المصري "الطوق والإسورة" لفرقة مسرح الطليعة بجائزة أفضل عمل مسرحي متكامل وفي ختام فعاليات الدورة الـ21 من مهرجان أيام قرطاج المسرحية.
وتخلل حفل الافتتاح الذي تم تنظيمه بمدينة الثقافة وسط العاصمة عروضا فنية موسيقية وكوريغرافية بقيادة الفنان التونسي زهير قوجة، والراقصة التونسية مريم الفرشيشي.
وقال حاتم دربال، مدير المهرجان، إن الدورة السابقة تميزت بتعمقها في الهوية والحضارة الإفريقية.
واعتبر انها دورة تنبض بالحياة باعتبارها تحتفي بالمسرح كفن وتاريخ وإبداع.
وأضاف بأنّ "الشعوب العربية والإفريقية أكثر جوعا للمسرح وتتعطش للفنون وفي حاجة للارتواء أكثر بهذا الفن الرابع".
ورغم اهمية المسرح في المشهد الثقافي التونسي الا انه يستقطب فقط اثناء التظاهرات الموسيمية مثل المهرجانات شريحة واسعة من الجمهور ويبقى في المقابل طيلة ايام السنة رهن فئة قليلة من هواة الفكر والفن والابداع لا سيما اذا تعلق الامر بالمسرح "الهادف".
واتسمت الأعمال السينمائية والمسرحية والدرامية التونسية بشهادة النقاد والمتابعين بالجرأة والعمق، كما انها واكبت التطورات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي مرت بها تونس في فترة ما قبل وبعد ثورة يناير 2011.
وعرفت السينما التونسية نهضة واكتسحت مهرجانات دولية وعالمية واقتنصت جوائز مرموقة فيها الا ان خطوات المسرح التونسي على الصعيد العربي مازالت بطيئة ودون المأمول رغم ما حققته من تتويجات وفقا لنقاد.
ويعتبر المسرح التونسي صوت ونبض الشارع ويعبر عن هموم ومشاكل وتطلعات واحلام المواطنين على اختلاف توجهاتهم الفكرية والثقافية والدينية، إلا أنه يعاني من قلة الدعم المادي والمعنوي ويجابه صعوبات وتحديات عديدة فاقمتها ازمة كورونا وابتعاد الجمهور عن المسارح.