أيمن الحكيم  يكشف أسرار هند رستم

كتاب "ذكرياتي" يروي العديد من أسرار الفنانة الراحلة هند رستم، خصوصا آراءها الجريئة في الفن والحياة والسياسة.
طرائف ما كان يجري في كواليس فيلم "ابن حميدو"
هند رستم تحكي عن طفولتها، والصدفة التي قادتها إلى مجال الفن
لم تشارك في أيٍ من عمل درامي تلفزيوني

القاهرة ـ يكشف كتاب "ذكرياتي .. هند رستم" للكاتب أيمن الحكيم، العديد من أسرار الفنانة الراحلة هند رستم، خصوصا آراءها الجريئة في الفن والحياة والسياسة، وذكرياتها الممتعة والمدهشة بأمانة.
كما يتناول الكتاب حكايات نادرة عن شقاوة "فرقة المشاغبين" عمر الشريف ورشدي أباظة وأحمد رمزي، وعن فنانين ومخرجين آخرين عرفهم الحكيم، وطرائف ما كان يجري في كواليس فيلم "ابن حميدو" ما بين زينات صدقي وإسماعيل يس.
وتكاد تسمع في الكتاب صوت هند رستم المميز وهي تحكي عن طفولتها، والصدفة التي قادتها إلى مجال الفن، والظروف التي اضطرتها للاعتزال، وعن رؤيتها للإغراء كفن، وتقييمها للمقارنة بينها و"مارلين مونرو"، وكذلك كيف كانت تنظر هند رستم، صاحبة أدوار المرأة القوية المسيطرة، إلى الرجل ؟ وإلى الحياة الزوجية؟ وكيف عاشتها مع زوجها الطبيب المرموق؟ وهل تقبل هند رستم أن تعتبر زوجها "سي السيد"؟
ويُضيف الناقد الفني أيمن الحكيم في كتابه، شهادة مهمة بقلم الابنة الوحيدة لهند رستم، حيث تحكي بسنت رضا عن هند رستم الأم، لتؤكد من جديد كم كانت شخصية استثنائية، فنيًّا وإنسانيًّا.  

رؤيتها للإغراء كفن
شهادة مهمة بقلم الابنة الوحيدة لهند رستم

 كما يحتوي الكتاب أيضًا على صور من حياة هند رستم وأفلامها، ومن بينها صور شخصية نادرة جدًّا تنشر فيه للمرَّة الأولى.
يذكر أن هند رستم (ناريمان حسين مراد) ولدت في حي محرم بك في الإسكندرية عام 1929 لأسرة تنحدر من تركيا. كان والدها موظفاً في هيئة سكك حديد مصر، تزوج والدتها التي كانت تتمتع بالجمال، إلا أنها كانت من أسرة متوسطة الحال. وكان هذا الأمر مرفوضاً من قبل أسرة حسين مراد الارستقراطية.
من هنا، نشأ الخلاف بين الزوجين اللذين استقرا على الطلاق، وانتقلت الابنة مع والدتها. وسرعان ما تزوجت الأم من أحد رجال الأعمال وانتقلت الابنة للعيش معهما. لكن هذا الزواج لم يستمر كثيراً. وبالفعل انتقلت والدتها إلى أحد الأحياء الفقيرة في القاهرة ومعها الابنة.
منذ التحاقها بالدراسة، شاركت هند رستم في الحفلات المدرسية التي كانت تنظمها المدرسة، وبدأ حلم النجومية والشهرة يدغدغها منذ الصغر حتى أهملت الدراسة وتركتها من أجل العمل الفني. وسرعان ما قدمها الكاتب بديع خيري للمسرح ككومبارس، إلا أنها فضلت العمل في السينما. وفي هذا الوقت، تعرّفت إلى فتاة تعمل في شركة إنتاج الأفلام.
كان أول أدوار هند رستم في عالم السينما عام 1949 مع الفنان نجيب الريحاني، وليلى مراد، ويوسف وهبي في فيلم "غزل البنات". ظهرت فيه لدقيقتين في أغنية "إتمخطري يا خيل" حيث كانت تركب الخيل خلف ليلى مراد.
وعلى مدى ثمانية أعوام، راحت تشارك في الأفلام بأدوار صغيرة مع نجمات مصر في ذلك الوقت مثل مريم فخر الدين، وفاتن حمامة ومديحة يسري وأخريات.
تزوجت الفنانة الجميلة من المخرج حسن رضا وأنجبت منه "بسنت". ثم ابتعدت فترة عن الحياة الفنية لانشغالها بالحياة الزوجية. بعدها، طلّقت لتتزوج من الطبيب الراحل محمد فياض الذي اعتزلت الفن من شدة حبها له. وهو ما قالته في أحد لقاءاتها التلفزيونية، مضيفةً أنّها غير نادمة على اعتزال الفن من أجله.
انتقلت إلى أدوار البطولة مع فيلمي "بن حميدو" و"لا أنام"، وقدمت حوالي 83  فيلماً خلال مشوارها الفني. وقد حصلت على العديد من الجوائز عن أعمالها على رأسها فيلم "الجبان والحب". وبعد مشوار طويل، اعتزلت عام 1979 وكان آخر ما قدمته "حياتي عذاب" أمام الفنان الكبير عادل أدهم والفنانة المعتزلة نورا.

اشتهرت "مارلين مونرو الشرق" بأداء أدوار الإغراء في أفلام عدة أشهرها "صراع في النيل" لعاطف سالم عام 1959، و"رجل بلا قلب" مع يحيى شاهين عـام 1960. كما نجحت في تقديم الأدوار الكوميدية في فيلم "حب في حب" مع  الكوميدي الراحل فؤاد المهندس، وحسن فايق، والفنانة إيمان، والفنان أحمد مظهر. وعلى الرغم من حضورها السينمائي الكبير، إلا أنها لم تشارك في أيٍ من عمل درامي تلفزيوني.
تم تكريم الفنانة الراحلة خلال "مهرجان القاهرة السينمائي الدولي" عام 1993. ودخلت أفلامها "رد قلبي" و"باب الحديد"، و"بين السماء والأرض" و"صراع في النيل"، قائمة أفضل 100 فيلم مصري في القرن العشرين في مناسبة الاحتفال بمئوية السينما المصرية عام 1996.