إستغاثة من إسرائيل إلى المحامين العراقيين

العراقيون غارقون بمشاكلهم لكن رؤيتهم وموقفهم من القضية الفلسطينية في غاية الوضوح.

قبل أن تتدافع الكلمات كي تخرج من مخيلة كاتب هذا المقال، ظلت تتصارع منفعلة ومتّقدة بالدهشة والغرابة لما يمكن التعليق به عن خبر لا يكاد يعدو مشهداً من مشاهد الكاميرا الخفية أو مجرد لعبة بالنسبة لمرسلها لِجّس نبض من إستقبلها.

يقول الخبر الذي يُضحك كثيراً ويُبكي أكثر إن نقابة المحامين العراقيين كشفت عن تلقيها رسالة من نظيرتها نقابة المحامين الإسرائيلية! عبر البريد الإلكتروني الرسمي للنقابة، يتضمن طلباً "لنصرة قضيتهم" كان الموقّع صاحب الطلب ونصرة القضية الإسرائيلية هو نقيب محاميهم عميت بيخر.

غرابة الموضوع يكمن عن أي نصرة يتحدث أولئك الغاصبين، وإن كان لهم قضية تستحق الدفاع عنها أصلاً؟

تقول أحلام اللامي نقيب المحامين العراقيين "تعجبت عندما عُرضت أمام أنظاري الرسالة المرسلة من نقابة المحامين الإسرائيليين كما تسمى، وأجهل عن أي قضية يقصدون؟" حيث وصفتها بالرسالة الباردة والموقّعة من عميت بيخر رئيس نقابتهم.

لا أدري بماذا كان يفكر الإسرائيليين وهم يبعثون برسالتهم إلى نُظرائهم العراقيين، جواب نقابة المحامين العراقيين الذي كان دون سلام أو تحية لا يحتاج إلى توصيف أكثر عن مضمون الرد الذي تلقته النقابة الإسرائيلية عن رسالتها التي تمتزج كلماتها بين السخرية وجس النبض، وربما فعل مقصود للإيحاء بوجود روابط مشتركة بين النقابتين لتفعيل العمل المشترك.

وتؤكد نقابة المحامين العراقيين في بيانها أن المحامين العرب أول من إنتفضوا لفلسطين ودافعوا عن قضيتهم التي لم ولن تنتهي والإصرار على عدم الإعتراف بذلك الكيان.

الأغلب أن الفعل الإسرائيلي كان يحاول إستدراج العراقيين إلى محاولة التطبيع عن طريق الإيحاء بإستقبال نقابة المحامين لهذه الرسالة وإن كان الرفض العراقي هو ما يسود المضمون والعنوان الذي رافق الرد إلا أن إسرائيل برسالتها الإلكترونية تريد تلخيص فكرة أن مجرد قراءتها فهو مكسب معنوي لذلك الكيان.

نقابة المحامين العراقيين رفضت الطلب الإسرائيلي الغريب والأكثر غرابة أن يوجه للمحامين العراقيين.

الطلب الإسرائيلي الذي يُعتبر هو الأول من نوعه مع منظمات المجتمع المدني في العراق.

لا زال الفاعل الإسرائيلي يراهن على تغيير المواقف أو التنحي عن نصرة القضية الفلسطينية من جانب العراقيين أو العرب حتى بعد تغير الأنظمة والأزمنة، لكن فات هؤلاء أن القضية الفلسطينية كبُرت مع الأطفال العراقيين وأصبحت من المتلازمات في واقعهم السياسي المأزوم لأنهم باتوا يدركون أن حل القضية الفلسطينية سيوجب لزوماً حل المشاكل العراقية التي لا زالت كابوساً لم يستيقظ منه الشعب العراقي.