إسرائيل تجسّ نبض حزب الله بأوّل قصف يستهدف العمق اللبناني
بيروت - استهدفت غارة إسرائيلية اليوم السبت مركبة في جنوب لبنان على مسافة نحو 45 كيلومترا من شمال الحدود بين البلدين، في أول ضربة تطال عمق الأراضي اللبنانية منذ اندلاع الاشتباكات الدائرة بين حزب الله والدولة العبرية إثر الحرب على غزة، ما يؤشر على انعطافة في المواجهات التي ظلت طيلة الفترة السابقة محدودة، بينما اعتبر حسن نصرالله الأمين العام للجماعة اللبنانية أن الجبهة مفتوحة على المزيد من التصعيد في حال استهدفت إسرائيل لبنان.
وذكرت الوكالة الوطنية للاعلام أن "مسيرة معادية استهدفت سيارة بيك أب في أحد البساتين بمنطقة البراك في الزهراني على الساحل اللبناني"، دون أن تعلن عن سقوط ضحايا.
وكان تبادل القصف وإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله مقتصرا على المنطقة الحدودية بين لبنان وإسرائيل، منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس وهذه هي المرة الأولى التي تنفذ فيها إسرائيل ضربة ضد هدف على هذا البعد من الحدود.
وهدد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت اليوم السبت سكان العاصمة اللبنانية بيروت بأنهم "سيلقون مصير أهل قطاع غزة"، في حال نشبت حرب بين إسرائيل وحزب الله.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلي (رسمية) عن غالانت قوله "قد ينتهي الأمر بسكان بيروت إلى نفس الوضع مثل غزة، حيث يرفعون بالفعل العلم الأبيض ويهربون من منازلهم" وأضاف خلال مشاركته في جلسة تقييم أمني شمالي البلاد "حسن نصرالله يجر لبنان إلى حرب قد تندلع".
وأشار إلى أن الأمين العام لحزب الله، "على وشك ارتكاب خطأ فادح ومن سيدفع الثمن هم مواطنو لبنان" وتابع "عدوانية حزب الله لم تعد مجرد استفزاز".
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري إن إسرائيل تضرب على نطاق واسع في جبهة الشمال، ردا على تسلل ثلاث مُسيّرات.
وأفاد الجيش الإسرائيلي اليوم السبت بأن طيرانه الحربي قصف أهدافا تابعة لحزب الله في الأراضي اللبنانية، تزامنا مع قصف مدفعي وقال في بيان نشره على حسابه بمنصة "إكس" "هاجمت طائرات مقاتلة قبل قليل عددا من البنى التحتية لمنظمة حزب الله في لبنان بالتزامن مع إطلاق نيران المدفعية".
وبدوره أعلن حزب الله استهداف جنود وعدة مواقع إسرائيلية قرب الحدود اللبنانية الجنوبية بالصواريخ والمدفعية وقال في بيانات منفصلة إنه استهدف موقع الجرداح الإسرائيلي بالقذائف المدفعية وحقّق فيه إصابات مباشرة.
وفي بيان آخر أفاد الحزب بأن عناصره استهدفوا ثكنة راميم العسكرية الإسرائيلية في قرية هونين بالأسلحة الصاروخية و"حققوا إصابات مؤكدة" وقال إنه "استهدف صباح اليوم السبت قوة مشاة في تلة الكرنتينا بمنطقة حدب يارو وحقّقوا إصابات مؤكدة".
وأفادت وكالة الأنباء الرسمية اللبنانية بأن "حزب الله استهدف موقع الحدب البستان في القطاع الغربي بالقذائف الصاروخية"، مشيرة إلى أن "الجيش الإسرائيلي قصف بقذائفه المدفعية أطراف بلدات الضهيرة الجبين والبستان وصولا حتى أطراف رامية على الحدود الجنوبية".
وذكرت أن أطراف بلدات مركبا وحولا ورب ثلاثين والناقورة وعلما الشعب تعرضت لقصف مدفعي إسرائيلي فيما أغارت مسيرة إسرائيلية على منطقة مفتوحة في بلدة ميس الجبل.
وقال حسن نصر الله الأمين العام لجماعة حزب الله اللبنانية اليوم السبت إن الجماعة المسلحة استخدمت أنواعا جديدة من الأسلحة وقصفت أهدافا جديدة في إسرائيل في الأيام القليلة الماضية وتعهد بأن "تواصل العمل" على الجبهة الجنوبية ضد عدوها اللدود.
وهذا هو الخطاب الثاني لنصر الله منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في أكتوبر/تشرين الأول. وفي أول خطاب له في وقت سابق من هذا الشهر قال إن هناك احتمالا لتحول القتال على الجبهة اللبنانية إلى حرب شاملة.
وذكر نصر الله أن هناك "ارتقاء" في عمليات حزب الله على طول جبهته مع إسرائيل. وأضاف في خطاب بثته محطات التلفزيون "ارتقاء كمي على مستوى عدد العمليات وحجم الاستهدافات، عددها وأيضا ارتقاء على مستوى نوع السلاح".
وقال إن الجماعة استخدمت صاروخا يعرف باسم البركان، واصفا حمولته المتفجرة بما يتراوح بين 300 إلى 500 كيلوغرام. وأكد أنها استخدمت طائرات مسيرة مسلحة لأول مرة.
وأردف نصر الله قائلا إن الجماعة استهدفت أيضا بلدة كريات شمونة بشمال إسرائيل للمرة الأولى ردا على مقتل ثلاث فتيات وجدتهن في وقت سابق من هذا الشهر.