إسرائيل تخطط لاستهداف مواقع نووية ايرانية دون موافقة ترامب
واشنطن - ذكرت شبكة (سي.إن.إن) الإخبارية الأميركية اليوم الثلاثاء نقلا عن مسؤولين أميركيين مُطلعين أن معلومات استخبارات جديدة حصلت عليها الولايات المتحدة تشير إلى أن إسرائيل تُجهز لضرب منشآت نووية إيرانية.
وقد أثارت هذه المعلومات مخاوف جدية من تعقيد المشهد الدبلوماسي بين الولايات المتحدة وإيران، في ظل محاولات حثيثة لعقد اتفاق نووي جديد بعد أن انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من اتفاق 2015 خلال عهدته الاولى .وتشير التقديرات إلى أن أي هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية سيؤدي إلى نسف المسار التفاوضي الحالي، ليس فقط مع واشنطن، بل أيضاً مع الدول الأوروبية المشاركة في الاتفاق، مثل فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، التي تبذل جهوداً لإعادة إيران إلى الالتزام الكامل ببنود الاتفاق.
في المقابل، فإن خطوة كهذه من جانب إسرائيل، إذا ما تمت دون تنسيق مع الإدارة الأميركية، قد تُحدث شرخاً في العلاقات بين تل أبيب وواشنطن، خاصة في ظل التوتر القائم بين ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. ويُخشى أن تعتبر إيران الهجوم بمثابة إعلان حرب، مما قد يدفعها إلى اتخاذ إجراءات انتقامية في المنطقة، سواء عبر وكلائها أو عبر استهداف مصالح غربية. وبذلك، فإن التصعيد المحتمل لا يهدد فقط مستقبل الاتفاق النووي، بل يفتح الباب أيضاً أمام موجة جديدة من عدم الاستقرار في الشرق الأوسط.
وأضافت الشبكة الأميركية نقلا عن المسؤولين أنه لم يتضح بعد ما إذا كان القادة الإسرائيليون قد اتخذوا قرارا نهائيا مشيرة إلى وجود خلاف داخل الحكومة الأمريكية بشأن ما إذا كانوا سيقررون في نهاية المطاف تنفيذ الضربات. وليست هذه المرة الاولى التي يتم فيها الحديث عن امكانية استهداف اسرائيل للمواقع النووية الايرانية بعد تحريض من قبل عدد من المسؤولين الاسرائيليين لمنه امتلاك طهران للقنبلة النووية.
وقال مصدر مطلع على المعلومات الاستخباراتية (لسي.إن.إن) إن احتمال توجيه إسرائيل ضربة لمنشأة نووية إيرانية "ارتفع بشكل كبير في الأشهر الأخيرة"
وأضاف، وفقا لسي.إن.إن، أن فرصة الضربة ستكون أكثر ترجيحا إذا توصلت الولايات المتحدة إلى اتفاق مع إيران لا يقضي بالتخلص من كل اليورانيوم الذي تمتلكه إيران.
وتجري إدارة الرئيس دونالد ترامب مفاوضات مع إيران بهدف التوصل إلى اتفاق دبلوماسي بشأن برنامج طهران النووي. وقد أعلن الرئيس الجمهوري في تصريحات سابقة ان بلاده قريبة من توقيع اتفاق نووي مع الجانب الإيراني.
وأوضحت الشبكة الإخبارية أن المعلومات الاستخباراتية الجديدة استندت إلى اتصالات علنية وخاصة لمسؤولين إسرائيليين كبار، بالإضافة إلى اتصالات إسرائيلية تم اعتراضها وملاحظات لتحركات عسكرية إسرائيلية قد توحي بضربة وشيكة.
ونقلت (سي.إن.إن) عن مصدرين قولهما إن من بين الاستعدادات العسكرية التي رصدتها الولايات المتحدة حركة ذخائر جوية واستكمال مناورة جوية.
وكانت وسائل إعلام رسمية قد نقلت عن الزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي قوله في وقت سابق الثلاثاء إن مطالب الولايات المتحدة بامتناع طهران عن تخصيب اليورانيوم "زائدة عن الحد ومهينة"، معبرا عن شكوكه في ما إذا كانت المحادثات النووية ستفضي إلى اتفاق.
وكان علي شمخاني مستشار خامنئي أكد في تصريحات سابقة ان بلاده تتعهد بعدم بناء أسلحة نووية مطلقا، والتخلص من مخزونها من اليورانيوم العالي التخصيب والسماح للمفتشين الدوليين بالإشراف على عملية التخصيب مقابل الرفع الفوري لجميع العقوبات.