إسرائيل تراقب الجوار الإقليمي بأكبر منطاد في العالم تحسبا لواجهة محتملة

المنطاد الإسرائيلي المنصوب على مثلث الحدود الأردنية السورية هو الأكبر في العالم بطول يبلغ 117 مترا ومزود بكاميرات خاصة وأجهزة كمبيوتر ورادارات.
الجيش الإسرائيلي يتوقع أن تكون الحرب القادمة عبارة عن مواجهة متعددة الجبهات

القدس - بدأت إسرائيل في مراقبة أعماق كلّ من لبنان والأردن وسوريا والعراق عبر منطاد أطلقته في حدودها يتمتع بقدرات عالية من بينها كشف الصواريخ بعيدة المدى والطائرات المسيرة، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، فيما يأتي هذا التطور بعد أيام من المناورة العسكرية التي نظمها حزب الله اللبناني واستعرض خلالها قدرته على استهدف إسرائيل، كما تتزامن مع اتهامات متبادلة بين طهران وتل أبيب وتلويح الأخيرة باستعدادها للرد على تهديداتها النووية.

وأشارت الصحيفة إلى أن المنطاد وهو الأكبر في العالم بطول يبلغ 117 مترا ومزود بكاميرات خاصة وأجهزة كمبيوتر ورادارات، منصوب على مثلث الحدود الأردنية السورية ويراقب أراضيهما ويمكن أن يصل إلى ارتفاع كبير لمراقبة مسافة أطول، مضيفة أنه يراقب أيضا الطائرات في مطار دمشق السوري والعمق اللبناني.

وتابعت أن "الجيش الإسرائيلي يتوقع أن تكون الحرب القادمة عبارة عن مواجهة متعددة الجبهات مع هجمات مشتركة من قبل آلاف الطائرات وصواريخ كروز".

وكشفت أن عملية نقل وإطلاق البالون الذي يشبه آخر يحمي مفاعل ديمونة تعتبر من أكثر العمليات تعقيدا التي أنجزها سلاح الجو الإسرائيلي منذ عشر سنوات، مشيرة إلى أن "طواقم أميركية وصلت إلى إسرائيل لتجميع البالون"، مبيّنة أنه "يراقب ويرى الشرق الأقصى على بعد مئات الكيلومترات في عمق أراضي العدو". 

وتأتي هذه الخطوة من الجانب الإسرائيلي بعد التهديدات التي أطلقها أمين حزب الله حسن نصرالله خلال كلمة ألقاها بمناسبة إحياء الذكرى الثالثة والعشرين لانسحاب إسرائيل من جنوب لبنان، بقوله "نحن قادرون على ردع أي تهديد على الحدود من قبل إسرائيل"، متحدثا عن "تنامي قوة الردع لدى المقاومة، في مقابل تآكل قوة الردع الإسرائيلية".

وحذر إسرائيل مما أسماه وقوعها في "الهاوية والزوال" في حال ارتكبت أي خطأ يؤدي إلى اندلاع حرب كبرى، فيما يأتي هذا التصريح ردّا على تلويح إسرائيل على لسان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي بأن تل أبيب بإمكانها ردع الجماعة الشيعية.

وكان حسن نصر الله قد قال في كلمة بمناسبة "القدس" في 14 أبريل/نيسان الماضي إن "لعبة الإسرائيلي في القدس أو لبنان أو سوريا قد تجر المنطقة إلى حرب كبرى"، محذرا إسرائيل من تبعات ما أسماها "حماقاتها".

وفي سوريا ألقت طائرات إسرائيلية هذا الشهر مناشير على المناطق الحدودية مع إسرائيل تضمنت تحذيرا لسكانها من التعاون مع حزب الله اللبناني، موضحة أنهم يتحملون "المسؤولية عن الأضرار الناجمة عن اختياراتهم".

وأعربت إسرائيل هذا الأسبوع مجددا عن هواجسها إزاء التطور الذي أحرزته طهران في تخصيب اليورانيوم واقترابها من صنع القنلبة الذرية، فيما أكد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي أن بلاده قادرة على  العمل في إيران، قائلا "لسنا غير مباليين بما تحاول السلطات الإيرانية تأسيسه من حولنا كما يصعب على إيران أن تكون غير مبالية للخط الذي ننتهجه".

وتنطوي تصريحات المسؤول الإسرائيلي على استعداد تل أبيب لخوض معركة واسعة مع إيران، ما ينبىء بتطورات خطيرة بالمنطقة.

بدوره قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت في تصريح سابق "عندما نتحدث عن منع إيران من الحصول على سلاح نووي يجب أن نطرح كل الوسائل الممكنة على الطاولة"، فيما تجاهلت الدولة العبرية تحذيرات أكد خلالها المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي أن أي هجوم إسرائيلي أو أميركي على المنشآت النووية الإيرانية سيكون غير قانوني، واصفة إياها بأنها "بلا قيمة".