إسرائيل تستهدف 'اليونيفيل' للمرة الثانية في أقل من 24 ساعة
بيروت - قال مصدر من الأمم المتحدة إن قوات إسرائيلية أطلقت النار على موقع مراقبة بالقاعدة الرئيسية لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) في الناقورة بجنوب لبنان اليوم الجمعة مما أسفر عن إصابة فردين، في ثاني استهداف لقوة حفظ السلام الأمممية في أقل من 24 ساعة.
وأضاف المصدر أن القوات الإسرائيلية اخترقت أيضا محيط موقع آخر لليونيفيل وأطلقت النار عليه أمس الخميس.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجمعة أنّ على إسرائيل عدم تكرار إطلاق النار على قوة اليونيفيل في جنوب لبنان، مشدّدا على أنّه أمر "غير مقبول".
وقال بعد محادثات مع قادة دول جنوب شرق آسيا في قمة في لاوس "كان هناك بطبيعة الحال رد فعل من العديد من الأطراف تضامنا مع عنصري قوات حفظ السلام اللذين أصيبا، وعبر إبلاغ إسرائيل بوضوح تام بأنّ هذا الحادث غير مقبول ويجب ألا يتكرّر".
ودعا رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانتشيث اليوم الجمعة المجتمع الدولي إلى التوقف عن بيع أسلحة لإسرائيل، منددا بالهجمات الإسرائيلية على قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان.
وقالت وزارة الدفاع الإسبانية اليوم الجمعة إنه لم يصب أحد من جنودها المشاركين في قوة اليونيفيل. ونشرت إسبانيا 650 جنديا لحفظ السلام في لبنان في حين يقود المهمة جنرال إسباني.
وقال سانتشيث الذي تنتقد بلاده إسرائيل منذ أحدث تصعيد للصراع في الشرق الأوسط، بعد اجتماعه مع البابا فرنسيس في الفاتيكان "اسمحوا لي في هذه المرحلة أن أنتقد وأندد بالهجمات التي تنفذها القوات المسلحة الإسرائيلية على بعثة الأمم المتحدة في لبنان".
وأوضح أن إسبانيا أوقفت بيع أسلحة لإسرائيل في أكتوبر/تشرين الأول 2023، دعيا العالم إلى اتخاذ الإجراء ذاته لمنع مزيد من التصعيد في المنطقة، مضيفا "أعتقد أنه من الملح بالنظر إلى ما يحدث في الشرق الأوسط، أن يتوقف المجتمع الدولي عن تصدير أسلحة للحكومة الإسرائيلية".
وندد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي بالهجوم على موقع اليونيفيل. وذكر أيضا أنه ناقش الجهود الرامية إلى التوصل لوقف لإطلاق النار في لبنان مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.
وطالب الأمم المتحدة بقرار وقف إطلاق نار "فوري" في لبنان، حيث دخلت إسرائيل وحزب الله في حرب مفتوحة منذ نحو ثلاثة أسابيع. وقال بعد اجتماع حكومته إن مجلس الوزراء قرّر "الطلب من وزارة الخارجية تقديم طلب إلى مجلس الأمن الدولي ندعوه فيه لاتخاذ قرار لوقف تام وفوري لإطلاق النار".
وشدّد على "التزام الحكومة اللبنانية تنفيذ القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن... لا سيما بشقّه المتعلق بنشر الجيش في جنوب لبنان وتعزيز حضوره على الحدود اللبنانية".
وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية اليوم الجمعة أنها استدعت سفير إسرائيل في باريس بعد هجوم جديد للجيش الإسرائيلي على قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) التي تعد فرنسا مشاركا رئيسيا فيها.
وقالت الخارجية في بيان إن "هذه الهجمات تشكل انتهاكات خطيرة للقانون الدولي وينبغي أن تتوقف فورا".
وأمس الخميس قال وزير الدفاع الإيطالي جويدو كروزيتو إن قوات إسرائيلية ارتكبت عملا غير قانوني بإطلاق النار على مواقع تستخدمها قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان، ووصف ذلك بأنه جريمة حرب محتملة.
وتتمركز قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة المعروفة باسم (يونيفيل) في جنوب لبنان لمراقبة وقف الأعمال القتالية على امتداد خط ترسيم الحدود مع إسرائيل، وهي منطقة تشهد اشتباكات خطيرة بين القوات الإسرائيلية ومقاتلي جماعة حزب الله المدعومة من إيران.
وقالت قوة اليونيفيل إن اثنين من جنودها أصيبا عندما أطلق جنود إسرائيليون النار على مواقعها اليوم الجمعة وأمس الخميس.
وقال كروزيتو في مؤتمر صحفي "لم يكن هذا خطأ أو حادثا. وقد يشكل جريمة حرب ويمثل انتهاكا خطيرا جدا للقانون الإنساني الدولي"، مضيفا أنه اتصل بنظيره الإسرائيلي للاحتجاج كما استدعى السفير الإسرائيلي في إيطاليا للمطالبة بتفسير.
وفي وقت لاحق، قال الجيش الإسرائيلي إن قواته نفذت صباح الجمعة عملية في منطقة الناقورة بجنوب لبنان بالقرب من قاعدة لقوة اليونيفيل، مضيفا أنه أصدر تعليمات لقوات الأمم المتحدة بالبقاء في أماكن محمية وعلى إثر ذلك فتحت القوات الإسرائيلية النار في المنطقة.
وعلى عكس بعض الدول الأوروبية، دعمت إيطاليا إسرائيل بقوة خلال حربها المستمرة منذ عام ضد حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في قطاع غزة وحزب الله في لبنان.
وتشارك إيطاليا بشكل تقليدي بعدد كبير من القوات في قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، ورغم عدم إصابة أي فرد من قواتها هذا الأسبوع، قال كروزيتو إن تصرفات إسرائيل ليست مقبولة.
وتسعى إسرائيل إلى نقل قوات حفظ السلام التابعة لليونيفيل بعيدا عن الحدود، لكن إيطاليا قالت إنه ليس من حقها فعل ذلك.
وقال كروزيتو "طلبت من السفير (الإسرائيلي) أن يبلغ الحكومة الإسرائيلية أنه لا يمكن للأمم المتحدة وإيطاليا أن تتلقى الأوامر من الحكومة الإسرائيلية".
وغادر حوالى مئة مواطن أوروبي لبنان مساء الخميس على متن طائرة عسكرية بلجيكية، في ظل حملة الغارات المدمّرة التي تنفّذها إسرائيل مستهدفة ما تقول إنها بنى تحتية ومنشآت تابعة لحزب الله.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البلجيكية إنّ الطائرة التي هبطت في مطار ميلسبروك العسكري قرب بروكسل، كانت تقلّ "58 بلجيكيا وممّن يملكون الحق في التوجّه إليها و41 هولنديا و11 فرنسيا وشخصا من لوكسمبورغ".
في المجمل، تمكّن منذ أسبوع حوالي 150 من أصل 1800 بلجيكي يقيمون في لبنان من الاستفادة من "المساعدة على المغادرة" إلى بلجيكا، وفق المصدر ذاته.
والأسبوع الماضي، استفادت دفعة أولى من رحلتين نظمّتهما هولندا. وكان من بين العائدين صحافيان بلجيكيان تعرّضا لاعتداء على يد مجموعة من الأشخاص في أوائل الشهر الجاري أثناء تغطيتهما عملية قصف على وسط بيروت.
وقال المتحدث باسم الخارجية البلجيكية "كلّ البلجيكيين الذين يريدون المغادرة تمكّنوا من ذلك. نواصل تقييم الوضع" مع النظر في طلبات أخرى محتملة.
والثلاثاء، حذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أن لبنان قد يشهد "الدمار والمعاناة" اللذين يعانيهما قطاع غزة.
ومنذ بدء التصعيد الحدودي في أكتوبر/تشرين الأول الماضي قُتل أكثر من ألفي شخص في لبنان، من بينهم نحو 1200 منذ تكثيف القصف الإسرائيلي في 23 سبتمبر/أيلول.