إسرائيل تسعى لاختبار أنظمة تشويش ضد المسيرات الإيرانية في أوكرانيا

مسؤولون أوكرانيون يقللون من حاجة بلادهم لمنظومة تشويش على المسيرات، مؤكدين حاجة أوكرانيا لمنظومات دفاع مضادة للصواريخ الباليتستية.

القدس - أنهت إسرائيل ترددها في تصدير أسلحة لأوكرانيا فيما كانت تتجنب ذلك لعدم إغضاب روسيا، لكنها كانت دقيقة في نوعية الأسلحة التي ستزود بها كييف في خضم حرب تحولت فيها المنطقة الساخنة إلى ساحة تجارب واختبار لمنظومات عسكرية آخرها أنظمة تشويش على المسيّرات الإيرانية التي تستخدمها القوات الروسية بكثافة في ضرب أهداف أوكرانية حيوية. 

وبحسب ثلاثة مسؤولين إسرائيليين وأوكرانيين وموقع 'أكسيوس' الأميركي، فإن إسرائيل وافقت بالفعل على الترخيص لشركتي 'البيت' و'رافآل' الإسرائيليتين المصنّعتين لأنظمة التشويش التي يبلغ مداها نحو 25 ميلا، لتزويد أوكرانيا بتلك الأنظمة لاختبار فاعليتها في مواجهة المسيّرات الإيرانية.

واقترحت إسرائيل على أوكرانيا تركيز أنظمة التشويش بالقرب من محطات الطاقة والمواقع الأخرى الحيوية في مواجهة المسيّرات الإيرانية التي تقول كييف إن القوات الروسية استخدمتها في ضرب أهداف اقتصادية ومدنية.

واتهمت السلطات الأوكرانية إيران بالانخراط في الحرب الروسية وحملتها المسؤولية عما أسمتها جرائم حرب وجرائم ضدّ الإنسانية.

وذكرت المصادر ذاتها أن وزيري الأمن يوآف غالانت والخارجية إيلي كوهين هما من أصدر موافقتهما في منتصف شهر فبراير/شباط الماضين فيما كانت الحكومة الإسرائيلية بصدد مراجعة سياساتها تجاه الحرب بأمر من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وأبلغ كوهين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالموافقة الإسرائيلية حين زار كييف في الفترة الماضية، فيما كشف مسؤول أوكراني أن وفدا من بلاده زار إسرائيل مؤخرا للحصول على عرض حول أنظمة التشويش على المسيرات، لكن لم يتم توقيع اتفاق رسمي.

ولا تخفي وزارة الدفاع الأوكرانية اهتمامها بالمنظومات المضادة للطائرات بلا طيار، لكنها ترى انها أقل أهمية على ضوء نجاح قواتها في التصدي للمسيّرات بنسبة ما بين 75 إلى 90 بالمئة.

وتلح كييف على أنها في حاجة لنظام دفاعي ضد الصواريخ الباليستية أكثر من حاجتها لنظام التشويش على المسيّرات.

ويقدر المسؤولون الأوكرانيون أن "إسرائيل هي من في حاجة لاختبار أنظمة التشويش على المسيرات الإيرانية وأن إيران في المقابل قادرة على الحصول على معلومات حول كيفية أداء الطائرات من دون طيار ومن ثم إجراء تحسينات".

وقال مسؤول إسرائيلي لموقع 'أكسيوس' الأميركي إن الهدف من موافقة إسرائيل على منح تراخيص تزويد كييف بمنظومة تشويش على المسيرات هو لاختبار أداء أنظمة الدفاع ضد المسيرات.

ويقول مسؤولون إسرائيليون إن منح تراخيص للشركتين المصنعتين لأنظمة التشويش "ليست تحولا في السياسة لأن الأنظمة دفاعية بطبيعتها ولا تستخدم أي نيران حية يمكن أن تقتل الجنود الروس"، في حين سبق لروسيا أن حذّرت إسرائيل من تسليح أوكرانيا.

ولا تريد تل أبيب إحداث شرخ في علاقاتها بموسكو لذلك لا تزال مترددة ولا ترغب في أن تنجرّ للأزمة خلافا للدول الأوروبية والولايات المتحدة.

لكن العلاقات بين روسيا وإسرائيل ليست كذلك في أفضل حالها، حيث تشهد توتر بسبب الحضور الروسي في سوريا وتفعيل موسكو منظومة الدفاع الجوي اس 300 للمرة الأولى في الساحة السورية على اثر هجمات صاروخية إسرائيلية على أهداف تقول مصادر إنها تابعة لحزب الله وإيران.

كما أثار إنهاء الروس عمل 'الوكالة اليهودية' في الأراضي الروسية أزمة مع تل أبيبن بينما يحذر مسؤولون إسرائيليون من الإضرار بالعلاقات الثنائية مع وجود نحو مليون شخص ينحدرون من الجمهوريات السوفييتية السابقة في إسرائيل.