إعلانات فيديو احترافية بضغطة زر بسحر أمازون
واشنطن - أعلنت شركة أمازون عن الإطلاق الرسمي لأداة "Video Generator" المخصصة لإنشاء إعلانات فيديو مولّدة بالذكاء الاصطناعي، بعد أن كانت متاحة خلال المرحلة التجريبية في العام الماضي.
وأصبحت الأداة متوفرة حاليًا لجميع البائعين في الولايات المتحدة، على أن يجري توسيع نطاق استخدامها في مراحل لاحقة لتشمل أسواقًا دولية أوسع.
وتهدف الأداة إلى تمكين البائعين من إنشاء محتوى إعلاني عالي الجودة خلال أقل من خمس دقائق، دون الحاجة إلى مهارات إنتاج احترافية أو تكاليف مالية، إذ تُتاح الخدمة مجانًا بالكامل، ما يعزز من فرص المنافسة حتى للبائعين الصغار.
يولّد "Video Generator" ستة مقاطع مختلفة لكل منتج، يمكن للبائع أن يختار من بينها الأنسب لطبيعة علامته التجارية أو جمهوره المستهدف. كما تتيح الأداة إضافة شعار العلامة التجارية إلى المقاطع النهائية، بما يعزز الهوية البصرية للمُنتج.
من أبرز التحسينات التي طرأت على الأداة هو دعمها للحركة الواقعية، ما يسمح بعرض المنتجات أثناء الاستخدام الفعلي، بدلًا من الاقتصار على العرض الثابت.
وتُعد هذه الميزة مثالية لفئات مثل الألعاب، والأدوات المنزلية، والإكسسوارات القابلة للارتداء. فعلى سبيل المثال، يمكن للأداة أن تُنتج فيديو يُظهر شخصًا يرتدي ساعة ويتفقد الوقت، عوضًا عن مشهد تقليدي للساعة على سطح طاولة.
تدعم الأداة الآن إنشاء إعلانات تتضمن عدة مشاهد متسلسلة، مع إمكانية تضمين عناصر بشرية، وحيوانات أليفة، ونصوص متحركة، وموسيقى خلفية، ما يجعل ناتجها أقرب إلى الإعلانات التلفزيونية من حيث الشكل والمضمون. ويبدو أن مدة هذه الإعلانات لا تتجاوز 21 ثانية، بحسب ما ظهر في فيديو الإعلان الرسمي من أمازون.
إلى جانب المزايا البصرية، تقدم الأداة وظيفة "تلخيص الفيديو"، التي تُحوّل مقاطع موجودة مسبقًا (مثل الشروحات أو مراجعات المنتجات على وسائل التواصل) إلى إعلان مختصر مناسب لحملات ترويجية رقمية.
كما تتيح ميزة التحويل بضغطة واحدة من صورة ثابتة إلى فيديو قصير على غرار مقاطع GIF، ما يسمح بإبراز المنتج في وضع الحركة دون الحاجة لتصوير جديد.
فرص جديدة وتحديات أخلاقية محتملة
من المتوقع أن تشهد منصة أمازون زيادة كبيرة في حجم الإعلانات المولدة بالذكاء الاصطناعي خلال الفترة المقبلة، مما قد يُغيّر معادلة التسويق في التجارة الإلكترونية، ويمنح الشركات الصغيرة أدوات إبداعية كانت سابقًا حكرًا على ميزانيات ضخمة.
لكن في المقابل، يفتح هذا التحول الباب أمام نقاشات أخلاقية وتساؤلات تتعلق بمصداقية الإعلانات، ومدى وضوح التمييز بين المحتوى البشري والمحتوى المولّد آليًا، خاصة إذا أصبحت الإعلانات واقعية لدرجة قد لا يميز فيها المتسوقون إن كانت صادرة عن إنتاج حقيقي أم آلة.
وفي ظل المنافسة المحتدمة بين أدوات توليد الفيديوهات بالذكاء الاصطناعي مثل "Sora" من OpenAI و"Firefly" من أدوبي، يبدو أن أمازون تسعى إلى توسيع نفوذها في مجال الإعلانات الذكية داخل منصتها، وجعل تجربة التسويق أكثر سهولة وفعالية للبائعين على اختلاف أحجامهم.