إيران تعيد فتح سفارتها في الرياض تزامنا مع زيارة بلينكن
الرياض - أعادت إيران فتح سفارتها في الرياض الثلاثاء لتدشن بذلك مرحلة جديدة من العلاقات بين الخصمين اللدودين بعد سبع سنوات من القطيعة الدبلوماسية التي أنهاها اتفاق مفاجئ بوساطة صينية في مارس/اذار الماضي.
ويتزامن هذا الحدث مع وصول وزير الخارجية الأميركي إلى المملكة في زيارة تستمر يومين من المقرر أن يبحث فيها مع كبار المسؤولين السعوديين سبل تعزيز التعاون وطي صفحة التوتر الذي شاب العلاقات بين البلدين الحليفين.
لكن يتوقع أيضا أن يعرض الوزير الأميركي إلى الخطر الإيراني خاصة بعد تعثر المفاوضات النووية غير المباشرة في فيينا وبعد احتكاكات بين القوات الأميركية والإيرانية في مياه الخليج إضافة إلى احتجاز الحرس الثوري الإيراني في أكثر من مرة ناقلات نفط.
ويبدو أن توقيت إعادة فتح السفارة الإيرانية في الرياض كان مدروسا من قبل طهران ورسالة أيضا للولايات المتحدة مفادها أن محاولات العزلة التي حاولت واشنطن فرضها على الجمهورية الإسلامية في محيطها الإقليمي بدأت تتفكك منذ توقيعها اتفاقا تاريخيا مع المملكة.
وتنتهج السعودية سياسة جديدة قائمة على تصفير المشاكل للتركيز على مشاريع وخطط اقتصادية ضخمة، بينما تضع في اعتباراها أن لا حل لأزمة اليمن ولا نهاية للحرب والاعتداءات الحوثية على مصالحها ومنشآتها النفطية إلا من خلال إيران.
وأقامت طهران حفلا بمناسبة إعادة عمل البعثة في مقر سفارة الجمهورية الإسلامية في العاصمة السعودية. وأوفدت نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون القنصلية علي رضا بيكدلي لحضور المراسم التي شارك فيها أيضا القائم بالأعمال الإيراني حسن زارنيغار. كما حضرها من الجانب السعودي وكيل وزارة الخارجية للشؤون القنصلية علي اليوسف.
واعتبر بيكدلي الخطوة بمثابة "حقبة جديدة" في العلاقات بين القوتين الإقليميتين. وقال في كلمة ألقاها بالإنكليزية "نعتبر اليوم يوما مهما في علاقة الجمهورية الإسلامية الإسلامية والمملكة العربية السعودية... التعاون بين البلدين يدخل حقبة جديدة".
وتابع أنّ "الدبلوماسية هي أفضل وسيلة للتواصل والحوار بين الدول للوصول إلى استقرار وتفاهم مشترك"، مؤكدا أن"السلام والتنمية ليسا خيارا بل ضرورة مؤكدة".
وكانت إيران أعلنت الاثنين على لسان المتحدث باسم خارجيتها أنه سيعاد يومي الثلاثاء والأربعاء رسميا فتح سفارتها في الرياض والقنصلية العامة للجمهورية الإسلامية الإيرانية في جدّة ومكتب ممثل إيران لدى منظمة التعاون الإسلامي.
وتعود البعثة الدبلوماسية الإيرانية التي توقف عملها في السعودية عام 2016، إلى الرياض بقيادة علي رضا عنايتي الذي شغل سابقا منصب سفير إيران في الكويت ومساعد وزير الخارجية والمدير العام لشؤون الخليج بوزارة الخارجية، بحسب وسائل إعلام إيرانية.
وتستأنف البعثة عملها في مقرها القديم في الحي الدبلوماسي بالرياض، قرب السفارة السورية التي من المقرر إعادة فتحها قريبا مع إعلان الرياض ودمشق الشهر الماضي عودة بعثاتهما الدبلوماسية للعمل، بينما لم تؤكّد السعودية بعد موعد إعادة فتح سفارتها في طهران أو اختيارها لسفير.
وقطعت المملكة العلاقات مع إيران عام 2016 بعد هجوم متظاهرين في الجمهورية الإسلامية على البعثات الدبلوماسية السعودية، على خلفية إعدام رجل الدين السعودي الشيعي نمر النمر بعد إدانته بتهم تتعلق بالإرهاب.
وبعد سنوات من الخلاف، وقعت الدولتان اتفاقية مصالحة مفاجئة في الصين في 10 مارس/اذار. وقد أعادت السعودية منذ ذلك الحين العلاقات مع سوريا حليفة طهران، وصعّدت من مساعيها للسلام في اليمن حيث تقود منذ سنوات تحالفا عسكريا ضد الحوثيين المدعومين من إيران.