إيران تقترح نقل الغاز الروسي عبر أراضيها في تحد للعقوبات الغربية
طهران - نقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن سفير إيران لدى روسيا كاظم جلالي قوله اليوم السبت إن إيران مستعدة لنقل الغاز الطبيعي الروسي عبر أراضيها. ولم يتضح حتى الآن أي من اتجاهات العبور كان يقصدها.
وعززت إيران في السنوات الأخيرة من علاقاتها الاقتصادية والعسكرية وحتى في مجال الطاقة مع روسيا خاصة بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا وذلك للالتفاف على العقوبات الأميركية والغربية.
والسنة الماضية بدأت روسيا في نقل صادرات وقود إلى إيران عبر السكك الحديدية للمرة الأولى بعدما عزف المشترون التقليديون عن التجارة مع موسكو.
ووطدت روسيا وإيران العلاقات بينهما لدعم اقتصاديهما وتقويض العقوبات الغربية المفروضة عليهما والتي تعتبرها كل من موسكو وطهران غير مبررة.
وأدت العقوبات الغربية على منتجات النفط الروسية بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا أو ما تطلق عليها موسكو اسم "العملية العسكرية الخاصة" في أوكرانيا، إلى تغيرات في شكل أسواق الوقود العالمية، إذ صارت تتخذ الناقلات مسارات أطول في حين يختار الموردون وجهات ومسارات لم تكن معتادة.
وتخضع إيران لعقوبات غربية منذ سنوات ووصولها إلى الأسواق العالمية محدود، في الوقت الذي اقتربت فيه روسيا من وضع مشابه لكنه قد يكون أقل سوء خاصة بعد أن حولت موسكو معظم صادراتها إلى الصين والهند وهما من أكبر أسواق الطاقة في العالم إلى جانب اعتمادها على شبكة واسعة ومعقدة ومئات من ناقلات الظل لتصدير نفطها.
وصدرت روسيا كميات من النفط عن طريق السكك الحديدية عبر كازاخستان وتركمانستان. وقال أحد المصادر إن بعض شحنات البنزين أُرسلت من إيران إلى دول مجاورة، منها العراق عن طريق الشاحنات.
وتهتم شركات النفط الروسية حاليا بتصدير الديزل والبنزين إلى إيران عن طريق السكك الحديدية إذ تخضع الصادرات عن طريق البحر لأسعار شحن عالية ولسقف للأسعار تفرضه دول مجموعة السبع، لكن المصادر قالت إن الصادرات عبر السكك الحديدية تعاني من معوقات على الخطوط.
وفي 2022 ناقش البلدان مقايضة إمدادات النفط والغاز وكذلك الاستثمار في بعض مشروعات النفط والغاز.
والتعاون بين البلدان تجاوز قطاع الطاقة لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية حيث قال الروس السنة الماضية إنه من الممكن التوصل إلى اتفاقية لإقامة منطقة تجارة حرة بين إيران وروسيا وعدة دول تغطي منطقة أوراسيا الشاسعة الممتدة من حدود أوروبا الشرقية إلى غرب الصين.
كما عزز البلدان التعاون العسكري حيث تلقى عشرات الأفراد العسكريين الروس الشهر الجاري التدريب في إيران على استخدام أنظمة الصواريخ الباليستية قريبة المدى (فتح-360) فيما أدى وزير الدفاع الروسي السابق ومستشار الامن القومي السابق سيرجي شويغو زيارة لطران في ظل التهديدات الأميركية وتعزيز تواجدها العسكري في المنطقة بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران.
وزودت السلطات الإيرانية الجيش الروسي بمسيرات تم استخدامها في مهاجمة مواقع نفطية ومدنية في أوكرانيا وهو ما دفع واشنطن لفرض عقوبات على طهران.