اتحاد كتاب آخر زمان

مهمة اتحاد الكتاب الجزائريين صارت تختزل هذه الأيام في اختراع كارنفال المصالحات بين هذا الكاتب والوزير المسؤول عن شؤون الثقافة.
حال اتحاد الكتاب الجزائريين أشبه بحال المكفوف
اتحاد الكتاب الجزائريين ليس وحده من يعاني من فقدان الهوية

بقلم: أزراج عمر

على مدى سنوات طويلة وحال اتحاد الكتاب الجزائريين أشبه بحال المكفوف الذي يبحث عن الإبرة في غابة يلفها الظلام الدامس، وأكثر من ذلك فإن هذا الاتحاد قد أصبح مجرد عزبة معزولة وعازلة يسيطر عليها كتاب ناشئون لم يؤسسوا بعد هوياتهم الأدبية، وجراء ذلك فقد هذا الاتحاد معناه كنقابة يفترض أن يتمثل دورها المحوري في حل المشاكل الاجتماعية للأدباء والكتاب الجزائريين، ونشر مؤلفاتهم في الداخل والخارج، فضلا عن إنشاء مجلات أدبية رفيعة المستوى والعمل على تطوير وتحديث الأجناس الأدبية ونفخ الروح الإبداعية في جسد الحياة الأدبية والثقافية والفكرية الوطنية في المدن الكبرى وعلى امتداد الجزائر العميقة وكذا تمثيل الجزائر في المحافل الأدبية والفكرية العربية والدولية.
إنه إلى حد الساعة لم يفاوض اتحاد الكتاب الجزائريين بشكل قوي وجدي المسؤولين بوزارة التعليم الابتدائي والثانوي من أجل إدراج نصوص الأدب الحديث، بما في ذلك قصائد شعراء التيار التحديثي، في الكتب المدرسية المقررة رسميا على أجيال التلاميذ الجدد.
وفي الواقع فإن اتحاد الكتاب الجزائريين ليس وحده من يعاني من فقدان الهوية، بل إن كل ما له علاقة بالسياسة كهندسة للمجتمع، والثقافة، والتربية والتعليم عانى ولا يزال يعاني التخلف، ومن مرض الجهوية المستشري في كل مفاصل الدولة.
ومما يؤسف له أن مهمة اتحاد الكتاب الجزائريين قد صارت تختزل في هذه الأيام في اختراع كارنفال المصالحات بين هذا الكاتب وذاك الوزير المسؤول عن شؤون الثقافة، وفي تأجير مقر الاتحاد الواقع في أفخم شارع بعاصمة البلاد للتجار مقابل حفنات من الدنانير، وفي احتكار حرفة الأسفار داخل الجزائر وخارجها من طرف الجماعة التي تسيطر على أمانته التنفيذية وعلى عدد من الجمعيات والروابط الثقافية والفنية بالعاصمة وفي مناطق معينة بالجنوب الجزائري وهي بسكرة ومسيلة ووادي سوف.
وفي المدة الأخيرة شرع اتحاد الكتاب الجزائريين في ممارسة لعبة تكريم هذا الكاتب أو ذاك وذلك بمنح المكرمين محافظ بلاستيكية حينا وجلدية حينا آخر، ودبلومات غير أكاديمية للتنويه بخدماتهم الشعرية أو الروائية أو النقدية وهلم جرا، وسحبا مع التركيز طبعا على ذوي القربى.
في ظل هذه الوضعية الشاذة قام عدد من الشعراء الجزائريين بإنشاء ما يسمى بـ "بيت الشعر الجزائري" من دون إشراك حتى الشعراء الذين لعبوا دورا أساسيا في تأسيس كل من الشعر الكلاسيكي والشعر الحديث في الفضاء الأدبي الجزائري، وهكذا اقتفت خطى هذه الجماعة كوكبة من الشاعرات اللواتي أنشأن أيضا رابطة للشاعرات والشعراء الراغبين في الانضواء تحت جناح الرحمة والولاء.