اتفاقيات بين ميلوني وتبون تعزز امدادات الغاز الجزائري لإيطاليا

الجزائر ستزيد في ضخ الغاز إلى إيطاليا ليبلغ 28 مليار متر مكعب بحلول العام 2024.
الزيارة الثالثة لرئيس وزراء إيطالي إلى الجزائر في ظرف سنة واحدة
إيطاليا تعوّل على الغاز الجزائري لتفادي اضطرابات التزود خلال الشتاء الحالي

الجزائر - وقعت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني التي وصلت أمس الأحد إلى الجزائر في زيارة رسمية تستغرق يومين، خلال لقاء مع الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون اتفاقيات لتعزيز التعاون بين بلديهما في مجال الطاقة بحيث تصبح إيطاليا مركزا لتوزيع الطاقة الجزائرية في أوروبا.

وتأتي هذه الزيارة على وقع تحرك إيطالي لإيجاد بدائل للغاز الروسي مع تقلص الإمدادات من موسكو على وقع عقوبات غربية وسعي الدول الأوروبية للتخلص تدريجيا من ارتهانها لروسيا وذلك على خلفية غزوها أوكرانيا.

وقالت ميلوني خلال مؤتمر صحافي مشترك مع تبّون إنّه "في مواجهة أزمة الطاقة الكبيرة التي تشهدها أوروبا، يمكن للجزائر أن تصبح رائدة في الإنتاج، بشكل أكيد في أفريقيا ولكن ربّما في العالم. إيطاليا هي حتماً بوابة الوصول إلى هذه الطاقة والإمدادات نحو أوروبا".

وقال الرئيس الجزائري "وقّعنا اتّفاقاً اليوم من أجل بداية الدراسة ثم إنجاز خط أنابيب، لا يشبه الأنبوب الموجود حالياً، سيضمّ أولا الغاز، ثانيا الهيدروجين والامونياك وحتى الكهرباء".

وتابع في ردّه على سؤال حول مشروع أنبوب ثان لنقل الغاز بين البلدين لم يتم إنجازه إنّ "المشروع هام جدا وسيجعل من إيطاليا مركزاً لتوزيع هذه الطاقات في أوروبا".

وذكر تبّون أنّ "المبادلات التجارية بين البلدين حقّقت في السنتين الأخيرتين نتائج معتبرة، حيث بلغ حجمها 16 مليار دولار سنة 2022 مقابل 8 مليارات دولار في 2021 وهو ما يجسّد المقاربات التي اعتمدناها لبلوغ مستويات متصاعدة في التعاون المتعدّد المجالات"، مضيفا "جدّدت للسيدة ميلوني حرص الجزائر على أن تكون شريكا استراتيجيا لإيطاليا في المجال الطاقوي والتزامها بدورها كمموّن موثوق به على الصعيدين الإقليمي والدولي وكذلك الأمر بالنسبة للاستثمار الصناعي لإيطاليا في الجزائر".

ومن بين ما تمّ توقيعه عقد ضخم بقيمة أربعة مليارات دولار ينصّ على "تقاسم" إنتاج النفط والغاز في حقل بجنوب شرق الجزائر.

وكانت وكالة الأنباء الجزائرية قد ذكرت في وقت سابق أن "هذه الزيارة تعكس متانة العلاقات التاريخية بين الجزائر وإيطاليا والإرادة المشتركة في تطوير التعاون الثنائي أكثر فأكثر"، مشيرة إلى أنها "الزيارة الثالثة لرئيس وزراء إيطالي إلى الجزائر في ظرف سنة واحدة"، كما أنها تأتي بعد نحو 6 أشهر من القمة الجزائرية - الإيطالية التي ترأسها رئيس الوزراء الإيطالي السابق ماريو دراغي مع الرئيس عبدالمجيد تبون في يوليو/تموز وتوجت باتفاق على زيادة إمدادات الغاز الجزائري إلى روما.

ومنذ الحرب الروسية الأوكرانية صارت الجزائر المزوّد الرئيسي لإيطاليا بالغاز وذلك عبر خط أنابيب "ترانسميد" الذي يربط الجزائر بإيطاليا عبر تونس وتبلغ طاقة نقله السنوية 32 مليار متر مكعب لتسد فجوة توقف إمدادات الغاز الروسي.

وكشفت مجموعة "إيني" الإيطالية للطاقة اليوم الاثنين أن الجزائر سترفع ضخ الغاز إلى البلاد ليبلغ 28 مليار متر مكعب بحلول العام 2024 بحسب ما صرح به رئيسها التنفيذي كلاوديو ديسكالتسي للصحافة أثناء زيارة ميلوني إلى الجزائر.

وقال "نقوم سنويا بتحديث الكميات المتفق عليها والتي تم احترامها بالكامل من طرف الجزائر، تم إمدادنا بـ3 مليارات متر مكعب إضافية في 2022 إلى جانب 3 أخرى في 2023 والمزيد مستقبلا" وينتظر أن تبلغ الكميات 28 مليار متر مكعب من الغاز الجزائري في عام 2024 بعد أن كانت قبل سنتين في حدود 21 مليار متر مكعب ووقع البلدان عام 2022 على عقود لضخ كميات إضافية تبلغ 9 مليارات متر مكعب.

وتعوّل إيطاليا على الغاز الجزائري لتفادي اضطرابات التزود خلال الشتاء الحالي وذلك عبر زيادة الواردات وهو ما يفسر الزيارات المكوكية التي يؤديها المسؤولون الإيطاليون إلى الجزائر التي تنام على 159 تريليون قدم مكعب من احتياطيات الغاز وبإمكانها أن تصدر 10 مليارات متر مكعب إضافية إلى أوروبا.

وسعى سلف ميلوني ماريو دراغي العام الماضي إلى إعطاء دفعة جديدة لعلاقات التعاون مع الجزائر، إذ  زارها مرتين ووقع اتفاقا قالت الحكومة الجزائرية إنها "ستزيد بموجبه صادرات الغاز إلى إيطاليا بنسبة 50 في المئة".

كما أعلن الرئيس عبدالمجيد تبون الشهر الماضي أن الجزائر تعرض على أوروبا بيع طاقتها الفائضة من الكهرباء وتخطط لمد أنبوب طوله 270 كيلومترا تحت البحر باتجاه إيطاليا.

وتحركت الدبلوماسية الإيطالية مبكرا لتأمين بديل لإمدادات الغاز الروسية بهدف حماية المصانع والعائلات من عواقب النزاع في أوكرانيا وأكدت الحكومة التزامها بزيادة إمدادات الطاقة وخاصة الغاز من مختلف الشركاء الدوليين بما في ذلك الجزائر التي مثّلت مزودا موثوقا لروما