اتهامات للحوثيين بتجنيد مرتزقة للقتال مع روسيا

صحيفة بريطانية تقول إن روسيا تجبر يمنيين على القتال في صفوفها ضد الجيش الأوكراني بعد وعود مغرية بالحصول على وظائف ذات رواتب عالية والجنسية الروسية.
قيادي بارز في الجماعة المدعومة من ايران يقوم بعملية التجنيد من خلال شركة أسسها

لندن - كشف الاعلام البريطاني عن جهود روسية لتجنيد مقاتلين من اليمن بدعم من الحوثيين لإرسالهم للقتال في الحرب الأوكرانيية، فيما يثير التعاون بين موسكو والجماعة المدعومة من إيران مخاوف دولية كبيرة.
ورغم أنه لم يثبت وجود مقاتلين يمنيين في ساحات القتال من جانب رسمي من كييف أو من الجانب الروسي الذي يتكتم على هذه المعطيات الا أن صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية كشفت في تقرير لها الأحد عن مصادر مطلعة أن "الجيش الروسي تمكن من تحويل مئات الرجال اليمنيين إلى جنود من خلال عملية تهريب وصفت بالغامضة".
وكشفت أن الجانب الروسي قام بخداع بعض من تم تجنيدهم حيث "عرض عليهم وعودا بالحصول على وظائف ذات رواتب عالية وفرصة للحصول على الجنسية الروسية"، لكن عند وصولهم للأراضي الروسية تم اجباهم على القتال ضد القوات الأوكرانية.
وأوضحت الصحيفة البريطانية وفق معطياتها أن قيادي بارز من الحوثيين يقوم بعملية التجنيد من خلال شركة أسسها وحصل على عقد هام للمضي في الخطة مضيفة "عملية التجنيد بدأت على الأقل منذ يوليو/تموز الماضي".

عملية التجنيد بدأت على الأقل منذ يوليو الماضي

وشدد الصحيفة وفق دبلوماسي أميركي إن هذا التعاون يمثل علامة على تعميق العلاقات بين الكرملين والحوثيين، مشيرة إلى أن ممثلين من موسكو كانوا قد زاروا اليمن لإجراء محادثات.
وفي السنوات الأخيرة تعززت العلاقات بين الجماعة اليمنية المدعومة من إيران وروسيا حيث أفادت صحيفة وول ستريت جورنال في تقرير لها في أكتوبر/تشرين الأول الماضي أن تاجر الأسلحة الروسي فيكتور بوت كان يحاول التوسط في بيع أسلحة صغيرة لمسلحي جماعة الحوثي لكن الكرملين نفى هذه المعطيات واعتبرها محاولة للضغط على موسكو.
وتحدثت مصادر أن أحد الدوافع التي تدعو موسكو إلى تسليح الحوثيين هو احتمال أن تقرر الدول الغربية السماح لأوكرانيا باستخدام أسلحة غربية لضرب أهداف في العمق الروسي.
وقال مسؤول أميركي كبير حينها إن المحادثات بين روسيا والحوثيين "تبدو مرتبطة بموقفنا في أوكرانيا وما نحن على استعداد أو غير مستعدين للقيام به"، فيما يتعلق بطلبات كييف برفع القيود المفروضة على استخدامها للأسلحة بعيدة المدى التي تزودها بها الولايات المتحدة لضرب أهداف في عمق الأراضي الروسية.
وكانت مصادر غربية وإقليمية قالت إن إيران توسطت في محادثات سرية جرت بين روسيا والحوثيين لنقل صواريخ "ياخونت" مضادة للسفن إلى الجماعة المسلحة لاستهداف الممرات المائية وهو ما أثار غضب الغرب خاصة الولايات المتحدة.
ويستخدم الحوثيون مسيرات وصواريخ وبعضها روسي الصنع يتم تطويره لاستهداف السفن في مسارات الشحن المهمة في البحر الأحمر منذ نوفمبر/تشرين الثاني دعما للفلسطينيين في الحرب التي تخوضها إسرائيل بقطاع غزة وكذلك دعما لحزب الله اللبناني في حربه ضد الدولة العبرية.
وبسبب الخسائر الكبيرة التي تلقاها الجيش الروسي في الحرب الأوكرانية قدمت دول حليفة على غررا كوريا الشمالية دعما بالسلاح والجنود وهو ما أدى لتغير مسار القتال خاصة في منطقة كورسك التي تقول مصادر أن موسكو استعادة جزءا منها في هجوم مضاد.
وتعتبر اليمن ساحة للصراع الدولي والإقليمي حيث يسيطر الحوثيون على أجزاء واسعة من البلاد مدعومين من إيران التي تعتبر حليفة لروسيا في مواجهة القوى الغربية الداعمة للحكومة اليمنية الشرعية.