احتجاجات في بغداد تنديدا بالتوغل التركي شمال العراق

العراقيون يرفضون انتهاكات أنقرة الصارخة لسيادة العراق وأراضيه، فيما يستمر الجيش التركي في شن هجماته ضد حزب العمال الكردستاني رغم رفض السلطات العراقية.

بغداد - تظاهر عراقيون الخميس أمام السفارة التركية بالعاصمة بغدا، تنديدا بالعمليات العسكرية التي يشنها الجيش التركي شمال العراق، وفق ما أفاد مصدر أمني عراقي، فيما لم تستجب أنقرة للدعوات الدولية بوقف انتهاكها الصارخ لسيادة العراق وأراضيه.

ونقل موقع "السومرية نيوز" عن المصدر القول إن "تظاهرات جماهيرية انطلقت أمام السفارة التركية بالعاصمة بغداد احتجاجاً على توغل الجيش التركي بالأراضي العراقية".

وأضاف أن "القوات الأمنية أغلقت الطرق المؤدية للسفارة بمنطقة الوزيرية".

وأجرى الجيش التركي مؤخرا عملية عسكرية شمالي العراق ضد مسلحي منظمة "حزب العمال الكردستاني"، وأعلن بعدها العثور على جثث 13 تركيا كانوا مخطوفين لدى المنظمة.

وعلى إثر ذلك أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده ستوسع عملياتها ضد حزب العمال الكردستاني وستبقى في المناطق التي دخلتها.

وكان الجيش التركي أطلق الأربعاء سلسلة عمليات ضد حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، في مرحلة جديدة من عملية "مخلب النمر" التي انطلقت في يونيو/حزيران ضد هذا التنظيم الكردي الذي تصنفه أنقرة على انه "إرهابي".

وتشن تركيا تكرارا غارات جوية على قواعد خلفية لحزب العمال الكردستاني في المناطق الجبلية في شمال العراق حيث أقام معسكرات تدريب ومخابئ أسلحة. وتقوم قوات خاصة أحيانا بعمليات توغل محدودة.

وتثير العمليات التركية توترا مع الحكومة العراقية لكن الرئيس التركي يكرر التأكيد مرارا بأن بلاده تعتزم معالجة مسألة حزب العمال الكردستاني في شمال العراق إذا كانت بغداد "غير قادرة على القيام بذلك".، لكن الحكومة العراقية اعتبرت ذلك انتهاكا صارخا لسيادة العراق وأراضيه.

وفي ديسمبر/كانون الأول دعا اردوغان العراق إلى تكثيف معركته على الأرض ضد المقاتلين الأكراد في حزب العمال الكردستاني وذلك خلال استقباله في أنقرة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.

ويشن حزب العمال الكردستاني منذ 1984 تمردا داميا على الأراضي التركية أوقع أكثر من 40 ألف قتيل.

واعتبر المجتمع الدولي أن عمليات الجيش التركي ضد الأكراد استباحة لسيادة العراق وأجوائه، وكثيرا ما تنفذ القوات الجوية بقصف لمواقع للمتمردين الأكراد في شمال البلاد دون تنسيق أو تشاور مع بغداد التي ترفض التدخلات التركية، لكن أنقرة قابلت ذلك بمزيد من الهجمات المماثلة.