اختيار المغرب مقرا للمعهد الإفريقي للتنمية يعكس دوره المحوري افريقيا

المعهد الإفريقي للتنمية يعلن نقل مقره من سويسرا إلى مدينة الداخلة في الصحراء المغربية.

الرباط – أعلن المعهد الإفريقي للتنمية عن نقل مقره من سويسرا إلى مدينة الداخلة في الصحراء المغربية، في خطوة تؤكّد المكانة الاستراتيجية للمملكة في القارة الإفريقية، مما يعزز دورها الفاعل والوازن في التحولات المستقبلية الاقليمية.

وينضاف المعهد الافريقي لثلاث منظمات وهيئات إقليمية ودولية كبرى سبقت أن قررت اتخاذ المغرب مقرا رئيسيا لها في الفترة الأخيرة، مما يشير إلى نجاح الدبلوماسية المغربية في كسب ثقة الدول واستقطابها، كما يعكس التزام الدول الأفريقية بموقفها الداعم لسيادة المملكة على صحرائها وتأييدها لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية كحل وحيد لإنهاء للنزاع المفتعل.

ويولي العاهل المغربي الملك محمد السادس أهمية بالغة لتطوير الواجهة الأطلسية في إطار مقاربة أرسى دعائمها وتهدف إلى تعزير التعاون جنوب - جنوب في إطار شراكة رابح - رابح، فيما أبدى في مناسبات عديدة استعداده لتسخير خبرات المملكة وتوظيف بنيتها التحتية في مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية التي تشهدها المنطقة.

وقبل شهرين وقع الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بروتوكول اتفاقية لتشييد مقره الإقليمي الجديد في العاصمة الرباط بجوار مركز محمد السادس لكرة القدم بالمعمورة.

وفي يناير/كانون الثاني الماضي، نجحت المملكة في التفوق على منافسيها في القارة من بينها الجزائر، وكسب الرهان في اختيار رابطة الأندية الأفريقية لكرة القدم (ACA) المغرب أيضا مقراً لها.

وكانت وزيرة السياحة المغربية فاطمة الزهراء عمور قد وقعت في مطلع العام 2025 في مراكش مع الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية زوراب بولوليكاشفيلي، على اتفاق لإنشاء أول مكتب للمنظمة في إفريقيا مخصص لدعم الابتكار والاستثمار السياحي، حيث سيقدم مجموعة من الأنشطة المبتكرة التي تهدف إلى تحفيز قطاع السياحة الإفريقي وجعله قطاعا مبتكرا لفائدة القارة ككل.

ويأتي نقل المنظمة الدولية والتي تأسست منذ 1964 وحاضرة في 5 بلدان منهم الكاميرون وزامبيا وبوركينا فاسو وساو تومي والمغرب، مقرها ليصبح منصة مؤسساتية مركزية متصلة بسير أعمال المعهد في القارة الإفريقية، بالإضافة الى تنفيذ استراتيجياته للتنمية الاجتماعية والاقتصادية لصالح السكان الأفارقة.

ونقلت وكالة المغرب العربي للأنباء عن الأمين العام للمعهد الإفريقي للتنمية، إيمانويل كامديم قوله إن اختيار المغرب يُجسد المكانة البارزة للمملكة المغربية على الساحة الدبلوماسية الإفريقية والدولية، مشيرا إلى الأهمية الإستراتيجية لمدينة الداخلة التي ستحتضن مقر المعهد، بوصفها "معبرا بين إفريقيا جنوب الصحراء وشمال افريقيا".

وتشهد الدبلوماسية المغربية مجموعة من النجاحات استطاعت في السنوات الأخيرة توجيه الاهتمام الإقليمي والدولي نحو الأقاليم الجنوبية توجت بافتتاح 30 قنصلية بمدينتي العيون والداخلة.

ويمضي المغرب بثبات على طريق تأسيس شراكات جديدة مع محيطه الافريقي على أساس المنافع الاقتصادية المتبادلة، فيما تقيم مبادرة تحالف الدول الإفريقية الأطلسية الدليل على مكانة المملكة كبوابة على أفريقيا، في وقت تلعب فيه دورا بارزا في بسط الأمن في المنطقة ونجاحها في ابتكار حلول غير مسبوقة من شأنها أن تحقق نقلة اقتصادية نوعية.