ادارة الشرع تتحرك لاحتواء الدروز في السويداء

مشايخ وقيادات سياسية وعسكرية في محافظة السويداء يوجهون رسالة مفتوحة إلى أحمد الشرع أكدوا فيها على وحدة كامل التراب السوري والدفاع عن البلاد ضد أي عدوان خارجي.

دمشق - التقى وزير الدفاع السوري مرهف أبوقصرة وفداً من حركة رجال الكرامة يترأسه الشيخ ليث البلعوس في العاصمة دمشق، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء السورية سانا، فيما زار مصطفى البكور محافظ السويداء الممثل لإدارة دمشق شيوخ العقل لطائفة المسلمين الموحدين الدروز حكمت الهجري وحمود الحناوي، كل في مكان إقامته، في خطوة تعكس تطور العلاقة بين الإدارة السورية الجديدة ومحافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية.

ويأتي اللقاء بعد مد وجزر في التصريحات عقب سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد، حيث تركزت الخلافات بالدرجة الأولى بشأن آلية دمج محافظة السويداء في الدولة بشكل يرضي الطرفين.

وتُعرف السويداء بخصوصيتها في المشهد السوري منذ سنوات. حيث اندلعت فيها العديد من المظاهرات السلمية ضد الأسد قبل سقوطه، وصولا إلى يوم الثامن من ديسمبر/يناير الأول وما بعده.

ونقلت سانا عن الرئيس الروحي للدروز الشيخ حكمت الهجري خلال لقائه البكور، قوله " نحن لدينا ثقة بالمحافظ الدكتور مصطفى البكور وهو صلة الوصل بيننا وبين الحكومة في دمشق".

وأضاف "ما يهمنا اليوم هو تمكين الشباب ومنحهم الفرص المناسبة، وعلينا جميعاً الوقوف إلى جانبهم، وخاصة أصحاب الكفاءات العلمية العالية، فهذه هي النظرة الأجمل لمستقبل الوطن"، متابعا "نرجو من المسؤولين والمديرين في المؤسسات الحكومية أن يعملوا على تذليل المعوقات ومعالجتها، بما يخدم الصالح العام".

 

وسبق أن انتقد الهجري الإدارة السورية الجديدة، إلا أن حديثه يأتي تأكيداً للحرص على توحيد كلمة القيادات الدرزية بمحافظة السويداء في مواجهة التدخلات الخارجية في البلاد.

وترأس البكور الأحد وفداً رسمياً وخدمياً، والتقى شيخ العقل حمود الحناوي في دارته بسهوة بلاطة للتهنئة بعيد الفطر المبارك.

وسبق أن التقى البكور، السبت، الحناوي الذي جدد التأكيد على "وحدة التراب السوري ومبادئ المواطنة والمساواة التي تجمع كل السوريين"، بينما التقى أبوقصرة السبت مع مجموعة ضباط من رابطة المحاربين القدماء من المحافظة.

ووجّه عدد من مشايخ ووجهاء وقيادات سياسية وعسكرية في محافظة السويداء رسالة مفتوحة إلى رئيس الحكومة السورية أحمد الشرع أكدوا فيها على وحدة كامل التراب السوري والدفاع عن البلاد ضد أي عدوان خارجي، مطالبين بـ"إعادة النظر" في بنود الإعلان الدستوري.

وبينما تؤكد الإدارة السورية الجديدة حمايتها لجميع طوائف البلاد دون تمييز ضمن وطن واحد، تُردد إسرائيل ادعاءات عن تعرض الدروز في سوريا لاعتداءات، ملوحة بالتدخل العسكري لحمايتهم، وهو ما تعتبره دمشق ذريعة من تل أبيب لمواصلة انتهاك السيادة السورية.

وردا على الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على سوريا منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، أعرب دروز سوريون، في احتجاجات شعبية وبيانات، عن رفضهم أي تدخل من تل أبيب في الشؤون الداخلية لبلدهم، وجددوا الدعوة إلى انسحاب الجيش الإسرائيلي من بلادهم.

وبسطت فصائل سورية في 8 ديسمبر/يناير الأول 2024، سيطرتها على العاصمة دمشق بعد مدن أخرى، منهية 61 عاما من نظام حزب البعث الدموي، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.

وفي 29 يناير/كانون الثاني الماضي، أعلنت الإدارة السورية تعيين أحمد الشرع رئيسا للبلاد خلال المرحلة الانتقالية.