استعداد الحوثيين لتوقيع خارطة سلام مجرد دعاية

الحوثيون يحملون أميركا وبريطانيا مسؤولية ادامة الصراع في اليمن في محاولة للتنصل من مسؤولية الجماعة.
الحوثيون يطالبون التحالف العربي بعدم الانجرار وراء دعوات التصعيد العسكري
الحوثيون يعلنون تمسكهم بنهج الحوار دون ترجمة ذلك على الأرض

صنعاء - أعلنت جماعة الحوثي اليمنية الاثنين جاهزيتها لتوقيع خارطة السلام في اليمن، ودعت التحالف العربي إلى اتخاذ خطوة مماثلة "لقطع الطريق أمام تجار الحروب" فيما تحمل الحكومة اليمنية الجماعة المسؤولية عن إيقاف جهود السلام تزامنا مع التصعيد الذي تمارسه سواء داخليا او عبر الهجمات في البحر الأحمر بذريعة دعم الفلسطينيين.
ويأتي موقف الحوثيين خلال كلمة رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين مهدي المشاط، وفق وكالة "سبأ" التابعة للجماعة عشية الذكرى التاسعة لانطلاق عمليات التحالف العربي في اليمن، الموافق 26 مارس /آذار 2015.
وأكد المشاط "الحرص التام والمتجدد على المضي قدما في طريق السلام"، موضحا أن "اليمن لا يمثل خطرا على أحد، وأن كل من لديه مشكلة مع صنعاء يمكنه حلها بالحوار" داعيا "قادة التحالف (العربي)، إلى المضي قدماً نحو إحلال السلام المستدامِ وإنهاء العدوان، وتوقيع وتنفيذ خارطةِ السلام التي تم التوصل إليها في المفاوضات برعاية سلطنة عمان وبعد جهد كبير، مؤكدا جهوزية صنعاء (الحوثي) لذلك".
وأعرب عن أمله "في أن تتمكن قيادة التحالف من قطع الطريق على تجار الحروب، وفي مقدمتهم أميركا وبريطانيا اللتان تظهران إصراراً واضحاً على إعاقة وعرقلة جهود السلام في اليمن والمنطقة"، وفق تعبيره.
ولم يصدر تعليق فوري من قبل التحالف العربي بشأن تصريح المشاط، لكنه سبق أن أكد مرارا حرصه على تحقيق السلام في اليمن.
وأواخر ديسمبر/كانون الأول 2023، أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، التزام الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي بمجموعة تدابير لـ"وقف شامل" لإطلاق النار في عموم البلاد، وتحسين ظروف معيشة المواطنين لكن منذ ذلك الحين لم يحدث تقدم في مفاوضات السلام رغم تراجع حدة القتال على أكثر من محور.
وقال مكتب غروندبرغ حينها في بيان "بعد سلسلة اجتماعات مع الأطراف في الرياض (عاصمة السعودية) ومسقط (عاصمة عُمان)، بما في ذلك رئيس مجلس القيادة الرئاسي (اليمني) رشاد العليمي، وكبير مفاوضي الحوثيين، محمد عبدالسلام، رحب غروندبرغ بتوصل الأطراف للالتزام بمجموعة من التدابير تشمل تنفيذ وقف إطلاق نار يشمل عموم اليمن".
لكن المبعوث الأممي قدّم، خلال إحاطة لمجلس الأمن في 15 مارس/آذار الجاري، صورة قاتمة لجهود حل الأزمة في اليمن، معتبرا أن "عملية الوساطة باتت أكثر تعقيدا"، دون تفاصيل.
ومنذ مدة تتكثّف مساعٍ إقليمية ودولية لإيجاد حل سياسي شامل للأزمة في اليمن، شملت زيارات لوفدين سعودي وعماني إلى صنعاء (شمال)، وجولات خليجية للمبعوثين إلى اليمن الأميركي تيم ليندركينغ، والأممي هانس غروندبرغ.
ولعبت السعودية بشكل كبير دورا هاما في محاولة تقريب وجهات النظر بين المتحاربين في اليمن على وقع عودة علاقاتها مع إيران الداعم الأكبر للحوثيين.
ويشهد اليمن، منذ نحو عامين، تهدئة من حرب بدأت قبل نحو 9 سنوات بين القوات الموالية للحكومة الشرعية مدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، وقوات الحوثيين المدعومين من إيران، والمسيطرين على محافظات ومدن بينها صنعاء منذ سبتمبر/أيلول 2014.