استعداد قطري للمساعدة يعيد الدوحة الى الساحة اللبنانية
بيروت - أجرى نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني مباحثات مع الرئيس اللبناني العماد ميشال عون، معلنا استعداد بلاده لمساعدة لبنان على حل أزماته على كافة الأصعدة، في تصريح يأتي بينما تسعى قطر للعودة بقوة إلى الساحة اللبنانية بعد أن طوت القمة الخليجية الأخيرة في دورتها الـ41 صفحة الخلاف مع كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر.
ولم تغب الدوحة عن لبنان لكن حضورها خلال السنوات الأخيرة تراجع كثيرا عما كان عليه قبل المقاطعة العربية والخليجية في يونيو/حزيران 2017 والتي انتهت في يناير/كانون الثاني الماضي بموجب اتفاق 'العلا'.
ووصل الوزير القطري إلى بيروت الثلاثاء في زيارة تأتي في ذروة الأزمة اللبنانية مع جمود سياسي ناجم عن خلافات عميقة بين الرئيس اللبناني ورئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، ما أخر كثيرا تشكيل الحكومة وهو شرط أساسي تطالب به الجهات المانحة للإفراج عن قروض وهبات بمليارات الدولارات.
وتريد الدوحة تعزيز حضورها في الساحة اللبنانية من بوابة المساعدات، لكن سبق لها أن شددت على أن هذا الأمر يبقى رهين تشكيل لبنان لحكومة قادرة على تنفيذ التزاماتها السياسية وكسر حالة الانسداد السياسي والاقتصادي.
ولم يناقش لبنان إلى اليوم موازنة العام 2021 بسبب عدم تشكيل حكومة، بينما يقتصر دور الحكومة الحالية برئاسة حسان دياب على تصريف الأعمال وليس من صلاحياتها دستوريا مناقشة الموازنة أو مشاريع القوانين وغيرها على اعتبار أنها حكومة تصريف أعمال.
ونقل وزير الخارجية القطري إلى الرئيس اللبناني رسالة من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يعبر فيها عن استعداد الدوحة لدعم لبنان ومساعدته على جميع الاصعدة لتجاوز الأزمة الراهنة.
وجدّد التأكيد على "وقوف قطر إلى جانب الشعب اللبناني في الظروف الصعبة التي يمرّ بها".
وقال عون "إن قطر وقفت دائما إلى جانب لبنان وأي خطوة يمكن أن تقوم بها للمساعدة على حل أزماته الراهنة، هي موضع ترحيب وتقدير من اللبنانيين ".
وأبلغ الرئيس عون وزير خارجية قطر"ترحيب لبنان بالدعم الدائم الذي تقدمه قطر في المجالات كافة"، شاكرا ما يبديه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني من "اهتمام للمساعدة على تجاوز الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان وتداعياتها على مختلف الصعد"
وشرح عون للوزير القطري"المعطيات التي أدت إلى تفاقم الأزمة اللبنانية وتأخير تشكيل الحكومة".
وجراء خلافات بين عون والحريري، يعجز لبنان منذ أكثر من 7 أشهر عن تشكيل حكومة لتخلف حكومة تصريف الأعمال الراهنة التي استقالت منذ 10 أغسطس/آب 2020، بعد 6 أيام من انفجار مرفأ بيروت.
ويزيد تعثر تشكيل الحكومة الأوضاع سوء في لبنان الذي يعاني أزمة اقتصادية حادة منذ نهاية 2019، مع انهيار قيمة الليرة اللبنانية بنحو 90 بالمئة أمام الدولار، بالإضافة إلى انهيار القدرة الشرائية للسكان.