استعراض القوة الصيني يكف عن تايوان وينتقل قرب المياه الكورية

الصين تبدأ مناورات عسكرية باستخدام الذخيرة الحية قبالة شبه الجزيرة الكورية بعد أن ردت على الولايات المتحدة بشأن تايوان.

بكين - أعلنت بكين الأحد عن تدريبات عسكرية جديدة لمدة شهر باستخدام الذخيرة الحية بالقرب من شبه الجزيرة الكورية، وذلك مع انتهاء أوسع مناورات عسكرية تنفّذها في محيط تايوان ضمن ردودها على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي الى الجزيرة التي تعتبرها الصين جزءا من اراضيها
وقالت إدارة السلامة البحرية الصينية في بيان إن التدريبات ستجري في بحر بوهاي بين 8 أغسطس/آب الجاري و8 سبتمبر/أيلول المقبل بينما تجري تدريبات أخرى في البحر الأصفر بين 7 و15 أغسطس الجاري.
ولا تعترف بكين باستقلال تايوان وترفض أية محاولات لانفصالها عنها، وبالمقابل لا تعترف تايوان بحكومة بكين المركزية.
وأثارت بيلوسي التي تتبوأ ثالث أعلى منصب في الدولة الأميركية سخط الصين بزيارتها إلى تايوان. وهي أرفع مسؤول أميركي يزور الجزيرة منذ 25 عاما.
وردّت بكين على هذه الخطوة بتعليق سلسلة من المباحثات والشراكات الثنائية، لا سيما في مجال التغير المناخي والدفاع.
كما أطلق الجيش الصيني أوسع مناورات عسكرية في تاريخه، حاشدا لها طائرات وسفنا حربية وصواريخ باليستية في سياق ما اعتبره محللون محاكاة لحصار تايوان واجتياحها. ومن المفترض أن تنتهي هذه التمارين عند ظهر الأحد.
ويرى خبراء ان هذه التمارين تشكل إنذارا مفاده أن الجيش الصيني بات على ما يبدو قادرا على محاصرة الجزيرة بالكامل مع قطع السبيل أمام وصول مساعدة أميركية.
وقال غرانت نيوزهام الضابط السابق في البحرية الأميركية والباحث في "المنتدى الياباني للدراسات الاستراتيجية" لوكالة فرانس برس إن "قدرات (الصين) قد تتخطّى حتّى في بعض المجالات قدرات الولايات المتحدة".
وأضاف "في حال اقتصر النزاع المقبل على المنطقة المحيطة مباشرة بتايوان، فإن البحرية الصينية ستكون عدوّا من العيار الثقيل. وإذا لم يتدخّل الأميركيون واليابانيون، فإن الوضع سيكون صعب جدّا لتايوان".
وأثارت هذه المناورات الهائلة مصحوبة بقرار بكين الانسحاب من حوارات ثنائية أساسية حول المناخ والدفاع وابلا من الاستنكارات من الولايات المتحدة وحلفائها.
وصرّح وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن السبت من مانيلا أن الولايات المتحدة "عازمة على التصرّف بمسؤولية" لتفادي أزمة بعد الردّ الصيني "غير المتكافئ بتاتا".
وينبغي للصين ألا تجعل المناقشات بشأن مسائل حيوية مثل التغير المناخي "رهينة" لأنها بذلك "لا تعاقب الولايلات المتحدة بل العالم أجمع"، بحسب بلينكن.
واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من جهته أن "من المستحيل" حلّ "المشاكل الأكثر إلحاحا" على غرار الاحترار المناخي العالمي من دون حوار "فاعل" بين الصين والولايات المتحدة.