اسرائيل توقف تصدير البضائع من غزة بعد محاولة تهريب متفجرات

سكان غزة يدفعون ثمن استفزازات حماس التي ترد عليها إسرائيل بإجراءات ردعية تتسبب بزيادة معاناة القطاع المحاصر
مقتل فلسطيني خلال اشتباكات في الضفة إثر العثور على مخبأ للعبوات الناسفة
اسرائيل تناقش تنفيذ عمل عسكري في غزة ردا على العمليات في الضفة الغربية

القدس - أعلنت السلطات الإسرائيلية الإثنين أنّها علّقت كلّ صادرات البضائع من غزة بعدما أحبطت محاولة لتهريب متفجّرات.
وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية في بيان إنّ الجيش الذي يسيطر على المعابر بين الدولة العبرية والقطاع الفلسطيني عثر عند معبر كرم أبو سالم "على كيلوغرامات عدّة من المتفجّرات العالية الجودة مخبّأة ضمن شحنة ملابس تحملها ثلاثة شاحنات".
وأضاف البيان أنّ رئيس أركان الجيش الاسرائيلي هرتسي هليفي وبموافقة وزير الدفاع يوآف غالانت أمر بوقف "الشحنات التجارية من غزة إلى إسرائيل للسماح بإجراء تعديلات أمنية في المعبر". وأشار إلى أنّ "الشحنات ستُستأنف بالتماشي مع التقييمات اللاحقة للوضع".
ولفت البيان إلى أنّ إسرائيل "لن تسمح للمنظمات الإرهابية باستغلال المنشآت المدنية والإنسانية لأغراض إرهابية".

وتفرض اسرائيل حصاراً مشدّداً على القطاع البالغ عدد سكّانه نحو 2.3 مليون نسمة والذي يعاني نسبة بطالة تزيد على 50 في المئة. ومعبر كرم أبو سالم هو النقطة الوحيدة لعبور البضائع بين القطاع وإسرائيل.

وقالت لجنة لتنسيق البضائع تابعة للسلطة الفلسطينية، إن السلطات الإسرائيلية أبلغتها بوقف الصادرات بكل أنواعها من قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم التجاري.

وحذّر اتحاد الصناعات الفلسطينية، الثلاثاء، من إغلاق وتعطل مئات المنشآت الصناعية بقطاع غزة جراء القرار الإسرائيلي.
وقال المتحدث الإعلامي باسم الاتحاد وضاح بسيسو، خلال مؤتمر صحافي "لهذا القرار تداعيات ستؤثر سلبا وبشكل كبير على كافة النواحي الاقتصادية والصناعية، وتهدد بإغلاق وتعطيل مئات المنشآت الصناعية من كافة القطاعات المصدر وتسريح آلاف العمال".

وأوضح أن القطاع الصناعي يعتمد بشكل كبير على "التصدير باعتباره أحد أهم روافد الاقتصاد، والمساهم بشكل كبير في الناتج المحلي والذي ندعو للحفاظ عليه وتمكينه من الاستمرار في العمل، وتطوير أدائه ومنحه الفرص التصديرية المناسبة".

وناشد بسيسو كافة المؤسسات والجهات ذات العلاقة بالتنمية الاقتصادية بغزة، بضرورة "الضغط على إسرائيل للتراجع عن قرارها". وأشار إلى التزام الاتحاد بـ"معايير وإجراءات التصدير"، لافتا إلى رفضه "أي أعمال تتسبب باتخاذ قرارات بإغلاق المعبر".

ويقول مراقبون أن سكان غزة يدفعون ثمن السياسات الطائشة والعمليات الاستفزازية لحماس ضد إسرائيل والتي كلفتهم غاليا، وهي في النهاية لا تؤثر على اسرائيل التي ترد عليها بإجراءات ردعية تتسبب بزيادة معاناة أهل القطاع المحاصر.
ويأتي هذا التطور وسط تصاعد التوتر في الضفة الغربية، بين الإسرائيليين والفلسطينيين، والذي تؤكد إسرائيل أنه بتحريض مباشر من حماس وحركة الجهاد المدعومة من إيران. وتقول أن نائب رئيس المكتب السياسي لحماس صالح العاروري، ضالع في توجيه عمليات العنف في الضفة.

وكان رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد هدد الأحد الماضي، قادة حماس بـ"دفع الثمن". وتطرّق خلال اجتماع حكومته الأسبوعي إلى تصريحات العاروري، التي هدّد فيها بمواصلة العمليات ضد اسرائيل.
 وقال نتنياهو: "لقد استمعت إلى رجل حماس العاروري من مخبئه في لبنان، هو يعرف لماذا يختبئ، لأننا نقاتلهم بكل الوسائل، ومن يمارس الإرهاب ضد إسرائيل سيدفع الثمن كاملاً".

وأفادت حركة الجهاد الإسلامي إن قوات إسرائيلية قتلت أحد أعضاء الحركة وأصابت فلسطينيا آخر بالضفة الغربية المحتلة الثلاثاء خلال اشتباكات اندلعت إثر عملية للعثور على مخبأ للعبوات الناسفة.  كما أكدت مصادر طبية مقتل شاب يبلغ من العمر 21 عاما وإصابة آخر.

وقال الجيش الإسرائيلي، الاثنين إن القوات دخلت مخيم نور شمس بالقرب من بلدة طولكرم لمصادرة عبوات ناسفة صنعها مسلحون بالمنطقة، وإنها ردت بإطلاق النار بعد تعرضها لهجوم من مسلحين.

وذكرت قناة "كان" التابعة لسلطة البث الإسرائيلية الجمعة، أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تناقش تنفيذ عمل عسكري في غزة رداً على موجة العمليات في الضفة الغربية.
وأشارت القناة إلى أن الجيش والمخابرات الاسرائيلية يحمّلان حركة حماس في غزة مسؤولية الوقوف خلف موجة التصعيد في الضفة. وتابعت أن المؤسسة العسكرية في حيرة من أمرها حول ما إذا كان يتوجّب القيام بعمل عسكري في غزة رداً على ما يجري في الضفة.

كما نقلت قناة "كان" عن ضابط كبير في قيادة المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال لم تسمه قوله إن هناك فرصاً كبيرة بتصاعد العمليات العسكرية بالتزامن مع حلول الأعياد اليهودية قريباً.
ووفق الضابط، فإن الجيش الاسرائيلي دفع بـ21 كتيبة عسكرية إلى الضفة الغربية، وهو ضعف عدد الكتائب التي سبق للجيش أن دفع بها إلى المنطقة.
ولفتت القناة إلى أن الجيش "لا يملك حلولاً سحرية" لمواجهة تصاعد عمليات المقاومة في الضفة، لافتة إلى أن جيش "جرب كل شيء".

وتسبب تصاعد أعمال العنف في الضفة الغربية منذ عام ونصف العام بمقتل ما لا يقل عن 32 إسرائيلياً إضافة إلى أوكرانية وإيطالي، وفق حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى مصادر رسمية من الجانبين.
وتشمل هذه الأرقام مقاتلين ومدنيين بينهم قصّر من الجانب الفلسطيني. أما في الجانب الإسرائيلي فغالبية القتلى مدنيون، وذلك وسط استمرار الجمود في جهود السلام التي كانت ترعاها الولايات المتحدة.