الأجهزة الأمنية العراقية تتأهب لحماية المصالح الأجنبية
بغداد - صرح مصدر أمني في العاصمة العراقية الأحد، أن الأجهزة الأمنية العراقية رفعت حالة التأهب الأمني إلى الدرجة القصوى لحماية الوكالات الأجنبية الإعلامية وغيرها، بعد ورود معلومات تشير إلى إمكانية استهدافها من قبل جماعات خارجة عن القانون.
وشهدت العاصمة بغداد السبت، تظاهرات حاشدة قرب مبنى السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء، احتجاجاً على عملية اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله.
واحتشد متظاهرون مرتدين الأسود بينهم نساء وأطفال أمام الجسر المعلق الذي يربط منطقة الكرّادة بالمنطقة الخضراء في بغداد، حاملين أعلام لبنان والعراق وفلسطين وصورا لنصرالله بالإضافة إلى أعلام فصائل عراقية مسلحة بينها كتائب حزب الله وكتائب سيد الشهداء والحشد الشعبي، بحسب المصورين.
كما حملوا صورا لقائد لفليق القدس الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس اللذين قُتلا في غارة جوية أميركية في العاصمة العراقية في الثالث من كانون الثاني/يناير 2020.
وبالتزامن مع هذه المظاهرات، أصدرت الولايات المتحدة توجيهات عاجلة لسفارتها برفع حالة التأهب تحسباً لأي استهداف".
وأضاف المصدر أن "الولايات المتحدة تتابع التطورات في الشرق الأوسط عن كثب"، وذلك خشية تداعيات مقتل الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في بيروت الجمعة.
وكان العراق أول دولة عربية تعلن الحداد على نصرالله، إذ أعلن مكتب رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني السبت، الحداد 3 أيام في البلاد.
ومنذ بداية العمليات الإسرائيلية في قطاع غزة، شنت مليشيات عراقية مدعومة من إيران منخرطة تحت "المقاومة الإسلامية في العراق" عشرات الهجمات على أهداف ومصالح أميركية، كجزء من إسناد الفصائل الفلسطينية، وأبرزها حركة حماس، في الحرب المستمرة منذ عام.
وتنشر الولايات المتحدة نحو 2500 عسكري في العراق ونحو 900 عسكري في سوريا، وذلك في إطار التحالف الدولي الذي شكّلته في 2014 لمحاربة التنظيم المتطرف.
وتطالب هذه الفصائل بخروج القوات الأميركية من البلاد، وأعلنت الأخيرة والحكومة العراقية البدء في محادثات الانسحاب.
وأعلنت واشنطن وبغداد الجمعة أن التحالف الدولي سينهي خلال عام مهمته العسكرية المستمرة منذ عقد في العراق، وذلك بعد أشهر من المحادثات الثنائية.
لكن الهيئة التنسيقية للمقاومة العراقية قالت أن واشنطن "غير صادقة" بالانسحاب من العراق.
وذكرت الهيئة في بيان الأحد إن "قضية خروج القوات الأجنبية كافة من العراق -بما فيها الأميركية-من أهم الأهداف التي وضعتها الهيئة التنسيقية للمقاومة العراقية نصب أعينها، وبذل رجالها التضحيات والأنفس فداءً وقربانا لسيادة دولتنا وكرامة شعبنا".
وأضافت أنه "مع ترحيبنا بالجهود التي بذلتها الحكومة العراقية الموقرة لإخراج ما يسمى بـ (قوات التحالف الدولي) من البلاد، إلا أننا نعتقد أن الطرف الأميركي غير صادق، وأنه يحاول تسويف الموضوع، لكسب الوقت".
وأكدت الهيئة في بيانها أن الاتفاقية التي يراد عقدها يجب تضمينها صراحة ثلاث نقاط أساسية".
الأولى "أن يكون الخروج شاملاً ووفق جدول زمني واضح ومتفق عليه". وأما النقطة الثانية "أن لا تكون عملياتهم -التي يريدون القيام بها داخل الأراضي السورية انطلاقا من الأراضي العراقية-مخالفة للدستور العراقي وعلاقة حسن الجوار بين الدولتين العراقية والسورية".
وجاء في النقطة الثالثة "عدم منح الحصانة للقوات العسكرية الأجنبية أيا كانت مسمياتها". وشددت الهيئة على أن "بخلافه فنحن غير معنيين بأي اتفاق لا يتضمن ما ذُكر أعلاه".