الأمية تكبّل عقول عُشر الشباب في العراق

ستة ملايين من اصل 37 مليون نسمة لايجيدون القراءة والكتابة في العراق، أغلبهم في القرى والارياف.
العراق بلغ مرحلة صفر أمية في منتصف الثمانينات من القرن الماضي

بغداد - كشف تقرير إحصائي رسمي السبت، أن 8.3 بالمئة من شريحة شباب العراق "أميّون"، لايجيدون القراءة ولا الكتابة .

ويبلغ تعداد سكان العراق 37 مليون نسمة بحسب آخر احصائية اعلنتها وزارة التخطيط والتعاون الانمائي العراقية نهاية كانون الاول/ديسمبر الماضي.

وأضاف تقرير صادر عن الجهاز المركزي للاحصاء التابع لوزارة التخطيط العراقية، أن "نسبة الأمية بين الشباب للفئة العمرية 15 إلى 29 سنة بلغت 8.3%"، مشيرا الى ان "نسبة الذكور منها بلغت 6.5% فيما شكلت نسبة الاناث منها 10.2%".

وبيّن التقرير أن "نسبة 32.5% من الشباب من الفئة العمرية 15 إلى 29 سنة ملتحقون بالتعليم حالياً، وشكلت نسبة الالتحاق من الذكور 35.9%، مقابل 28.8% للشابات الاناث".

ومطلع آغسطس/آب أعلنت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير لها ان 6 ملايين لايجيدون القراءة والكتابة من اصل 37 مليون عراقي.

وبحسب تقارير سابقة لوزارة التربية، فان نسب الأمية في القرى والارياف هي الأعلى عنه في المدن والمناطق الحضرية، ويعود ذلك لجملة اسباب اجتماعية وأخرى تتعلق بضعف الجانب التوعوي.

شباب العراق
ثلث الشباب فقط في المدارس والجامعات

والنظام التربوي في العراق قبل 2003 كان من أحسن النظم التربوية في المنطقة، وفقا لتقرير منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) الصادر في أبريل/نيسان 2003. وكان التعليم مجانياً لمراحل التعليم العام والجامعي كافة بما فيها الدراسات العليا وإلزامياً لمرحلة التعليم الأساسي.

وبلغ العراق مرحلة صفر أمية في منتصف الثمانينات من القرن الماضي بعد حملة وطنية شاملة لمحوها انطلقت عام 1978، حيث كانت الحكومة العراقية ترعى حملات محو الأمية، وأصبح التعليم إلزاما، ووضعت عقوبات لكل من يحول دون حصول أي عراقي، طفلا كان أم شيخا مسنا، على مبادئ القراءة والكتابة الأساسية.

ووضعت نكسة حرب الكويت البلاد والتعليم بشكل خاض في نفق مظلم، نتيجة الحصار الدولي الذي فرض على العراق.

وخلال تلك الفترة انخفضت نسبة الإنفاق الحكومي على التعليم وزاد الوضع سوءا بعد عام 2003، وعادت الأمية لتطل برأسها من جديد، واضطر ملايين الأطفال لترك مدارسهم بسبب حروب ونزاعات طائفية مستمرة وضيق ذات اليد.