الأمير محمد بن سلمان يرسم الخطوط العريضة للدبلوماسية السعودية

ولي العهد السعودي يؤكد أن بلاده عملت على إيجاد حراك عربي وإسلامي مشترك للضغط على المجتمع الدولي لاتخاذ مواقف جادة وحازمة لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

الرياض - رسم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في خطاب بمناسبة افتتاح أعمال مجلس الشورى خطوط وحدود الدبلوماسية السعودية، مؤكدا على مبادئ إساسية تقوم على أساس تصفير المشاكل والدفع نحو حل النزاعات سلميا واحترام السيادة الوطنية لجميع الدول والالتزام الدائم بمبادئ الشرعية الدولية وقراراتها.

وأشار إلى أن الرياض كثّفت جهودها منذ اندلاع الحرب على غزة للضغط على المجتمع الدولي بهدف اتخاذ مواقف جادة وحازمة لوقف العدوان الإسرائيلي.
وقال إن بلاده "عملت على توثيق علاقاتها البناءة مع الدول الشقيقة والصديقة"، مشيرا إلى استضافة المملكة عددا من القمم الكبرى التي جمعت أكثر من مئة دولة خلال العام الماضي وحده وأوضح أن ذلك يأتي "انطلاقا من مكانة المملكة التي تحظى بها على المستويين الإقليمي والدولي وحضورها المؤثر على جميع الأصعدة".
وأضاف أن "نهج المملكة ثابت وقائم على احترام السيادة الوطنية لجميع الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية والالتزام الدائم بمبادئ الشرعية الدولية وقراراتها".
ونوه أيضا إلى أن هذا النهج يشمل "التمسك بمبادئ حسن الجوار وحل النزاعات بالطرق السلمية والأخذ بكل ما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم".
وفيما يتعلق بالأوضاع في قطاع غزة أشار ولي العهد السعودي إلى عقد المملكة "القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية لمواجهة الأحداث المؤلمة التي يتعرض لها أشقاؤنا في غزة".
وقال إن بلاده عملت من خلال القمة على "إيجاد حراك عربي وإسلامي مشترك للضغط على المجتمع الدولي نحو اتخاذ مواقف جادة وحازمة لوقف العدوان الإسرائيلي والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة".
وفي 11 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عقدت أعمال القمة العربية الإسلامية المشتركة الطارئة في العاصمة السعودية الرياض، تزامنا مع استمرار القصف الإسرائيلي على قطاع غزة.
ودعا البيان الختامي للقمة زعماء الدول العربية والإسلامية المشاركين فيها إلى العمل على "وقف الحرب على قطاع غزة ورفض توصيف الحرب الانتقامية الإسرائيلية على أنها دفاع عن النفس، أو تبريرها تحت أي ذريعة".

وأرسلت الرياض عشرات الأطنان من المساعدات الإغاثية إلى غزة كما أطلقت حملة تبرعات توجت بجمع مبالغ مالية هامة، ضمن مساعيها للتخفيف من حدة الكارثة الإنسانية في القطاع الفلسطيني.

وكان الأمير محمد قد دعا خلال قمة 'بريكس' الشهر الماضي إلى إطلاق عملية سلام جادة وشاملة لإقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967، كما حضّ جميع الدول على وقف تصدير الأسلحة والذخائر إلى إسرائيل.
ويشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي خلّفت حتى الأربعاء 21 ألفا و110 قتلى و55 ألفا و243 جريحا معظمهم أطفال ونساء ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة، ويُصعد منذ أيام حربه على مستشفيات القطاع والطواقم الصحية.
وفي شأن آخر ذكر ولي العهد السعودي أن "اختيار المملكة لاستضافة معرض إكسبو 2030 يأتي تأكيدا لما تحظى به من مكانة وثقة عالمية ولتكون واجهة مثالية لاستضافة أبرز المحافل العالمية".
ونهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أعلن المكتب الدولي للمعارض فوز العاصمة السعودية الرياض باستضافة معرض إكسبو 2030 عقب تصويت أجري للدول الأعضاء.
وسيقام المعرض بين 1 أكتوبر/تشرين الأول 2030 و31 مارس/آذار 2031 وسط توقعات بزيارة وجاهية لأكثر من 40 مليون زائر، وفق مصادر رسمية سعودية.