الأنف والفم في اللغة العربية

للثعابين أنوف حساسة، ولأنها تتنفس ببطء جدا فإنها لا تستطيع شمّ الهواء بسرعة كافية لتتبع رائحة فريستها، ولذلك خلق الله سبحانه وتعالى لها عضوًا إضافيًّا تكشف به الروائح يسمى عضو 'جاكو بسون'.

قيل إن الأنفَ هو النَّخْوة وموضع التَّجَبُّر. وجمع أنف: آنُفٌ وأُنُوف، وأضاف سيبويه: آناف. ورجل أُنافيٌّ: عظيم الأنف. والأَنُوف من النساء: طيبةُ ريح الأنْف.

وسُمي الأنف أيضا: المَعْطِس، وهو المِعطَس، وقد عَطَس يعطِسُ ويعطُسُ عَطْسًا.

ويسمى الأنف أيضا: المَسَاف، لأنه يُساف به أي يُشَمّ به. ومنه المُسْتاف: موضع الاشتمام. وسافَ الشيءَ سَوْفًا: اشتمَّه. وكذلك: استاف الشيء اسْتيافا: اشتمَّه. وسَاوفَه مُسَاوَفَةً: شامَّه.

ويُقال على الأنف: الخَشَمُ، في حالة فقدان حاسَّة الشمِّ.

والشَّمُّ: إدراك الروائح. والشامَّة: حاسة الشم.

ويقال شمَّ الوردَ، شَمًّا وشَمِيمًا وشِمِّيمَى: أخذ رائحته بحاسة الشم.

وشمَّم الزهرَ: شمَّه، وشَمَّمَه الزهرَ، وأشمَّه: جعله يشمّه، وتشمَّمَه: شمَّه في مهلة.

واشْتمَّ الشيءَ: شمَّه. واسْتَشَمَّه: طلبَ أن يشمَّه، أي يستنشقه.

والمَشْمُوم: ما يُدرك بالشم.

والشَّمَّامَات: كل ما يُشم من الروائح الطيبة.

والشَّمِيم: الرائحة الطيبة. ويقال: "شميم العَرَار" (بْفَتْحِ العين) بَهَارُ الْبَرِّ وَهُوَ نَبْتٌ طَيِّبُ الرِّيحِ الْوَاحِدَةُ عَرَارَةٌ.

قال قيس بن الملوح:

تمتعْ من شَميمِ عَرار نجدٍ ** فما بعد العشيَّةِ من عَرار

والشَّمَّام والشَّمُوم: الكثير الشمّ.

ويقال خَشَمَ الأنفُ: أي تغيَّرتْ رائحتُهُ من داء فيه، فهو أَخْشَم. وأنفٌ أخْشم: متغيّر رائحتُهُ.

والأَخْشَمُ (والمؤنث: خَشْمَاء، والجمع: خُشْم) من لا يكاد يشمُّ شيئا لسُدَّة في أنفه أو خياشيمه.

وخشَّمَه الشرابُ تَخْشِيمًا: تثوَّرتْ رائحتُهُ في الخيشوم.

ويقال: "أقبل على الباطل وهو يَتَتَبَّعُ أنفَه". أي يَتَشَمَّمُ رائحةَ الباطل، فيتبعها.

وتَعَسْعسَ الشيءَ: شمَّه.

وفَغَمَ الطيبُ فَغْمًا وفغوما: سدَّ خياشيمه (وهو من الأضداد) لأن فغمتِ الرائحةُ السُّدَّة: فتحتها.

فَعَمَ وأَفْعَمَ فلانًا: ملأ أنفَه رائحةً.

والفَوْعَةُ من الشَّمِّ: حُمَتُهُ وحِدَّتُه.

ويُقال: تَمَخَّر واسْتَمَخَرَ الريحَ أو الرائحة: أي استقبلها بأنفه.

وامتخر الريح: تمخَّرها.

أما النَّشُوق: فكل دواء يُنْشق مما له حرارة أو يدنى من الأنف، ليجد ريحه ومرَّه.

ونَشَقَه: شمَّه.

أنوف الثعابين

للثعابين أنوف حساسة، ولأنها تتنفس ببطء جدا فإنها لا تستطيع شمّ الهواء بسرعة كافية لتتبع رائحة فريستها، ولذلك خلق الله سبحانه وتعالى لها عضوًا إضافيًّا تكشف به الروائح يسمى عضو "جاكو بسون" وهو نسبة إلى العالم الدانماركي الذي اكتشف هذ العضو في القرن التاسع عشر، ويوجد هذا العضو في مؤخرة فم الثعبان من الداخل، ولهذا فإنه يمدُّ لسانه للخارج ليلتقط الروائح التي تتركها فريسته في الهواء وعلى الأرض، ثم يسحب لسانه ليوصل هذه الروائح إلى عضو "جاكو بسون" ويحرك الثعبان لسانه بسرعة كبيرة للخارج والداخل، ليمكنه تتبع روائح أسرع الحيوانات.

الفم:

الْفَمُ: أَصْلُهُ "فُوهٌ" نَقَصَتْ مِنْهُ الْهَاءُ فَلَمْ تَحْتَمِلِ الْوَاوُ الْإِعْرَابَ لِسُكُونِهَا فَعُوِّضَ مِنْهَا الْمِيمُ.

ويُعدُّ الفمُ: من أكثر مناطق جسم الإنسان الظاهرة أو الخارجية عرضة لصدور أو إظهار الرائحة وتغيرها. الجمع: أفواه. ويزعم العربَ أن الأفْوَاه النَّتِنَةَ من الحيواناتِ هي أفواهُ الأسودِ، وأفواهُ الصقور. وأفواه الأفراس إذا حَمِرَت، وحَمِرَ الفرسُ حَمَرًا: فسدتْ رائحةُ فمِه فهو حَمِر. وأحْمَرَ الدابةَ: علفها حتى تغيرتْ رائحةُ فمها.

أما أطيب الأفواهِ، فأفواهُ الظِّبَاء، كما أنَّ أَبْعَارَها (مخلفاتها) أطيب رائحة من سائر الأبَاعِر.

كما يزعمون أنْ ليسَ في السباعِ أطيب أفواهًا من الكلاب. وفي الناسِ أطيب أفواهًا من الزنج. ويزعمون أن علَّة ذلك كَثْرَة الرِّيق، لأن علَّة الخلوف (أي تغيُّر رائحة الفم وطعمه وأيضا رائحة فم الصائم) جفوف الريق.

ويقال: خَلَفَ فمُ الصائمِ خُلُوفًا وخُلُوفةً: أي تغيَّرت رائحتُهُ وفسدت.

والخَلُوف: فم الصائم تغيرتْ رائحته. ومنه الخَلُوفة: نومة الضحى، لأنها مَخْلَفَةُ أو  مُخْلِفَةُ للفم.

ويُطلق العربُ على الأفواهِ الطيبة: المَشَانِب. والأفواه: نوافح أو نوافج الطِّيب، أو ما يُعالج به الطيب. وشرابٌ مُفُوَّه: مطيب. وعلى الفم المتغيِّر الرائحة: البُذْم.

والأُفْواه (الجمع: أَفَاوِيه، والواحد: فَوْهٌ). والمُفَوَّه. يقال: شرابٌ مُفَوَّهٌ: مُطيب بالأفاويه.

والبَشِعُ: الكريهُ ريح الفم الذي لا يتخلَّلُ ولا يَسْتَاك (أي يستخدم المسواك).

وشَخِمَ الفمُ، وشخَّم، وأشْخَمَ: تغيرت رائحته.

والشُّخُم: الذين استدَّت أنوفهم من شمِّ الروائح الطيبة أو الخبيثة.

وأشفَّ الفمُ: أنتنَ ريحُه.

وأطْرَمَ فوُه: فسدت رائحتُه أو طعمُه.

والمَخْرَة: الرائحة الخبيثة من الفم.

والنَّكْهَةُ: ريحُ الفم، طيبةً كانت أو كريهة.

واسْتَنْكَهَهُ: شمَّ ريحَ فمه.

وأيضا نَكَهَه نَكَهًا، ونَكِهَه نَكْهًا: شمَّ ريح فمه.

(فصل من "كتاب الروائح" للكاتب – تحت الطبع).