الأوامر الصوتية تهيمن على مجال التسوق

التبضع عن طريق المساعد الصوتي على الهواتف يلقى رواجا كبيرا خصوصا بعد ازدهار المنصات الذكية ذات التقنية المتطورة.
لا أسهل من الطلب عبر الأمر الصوتي
طريقة سريعة وجذابة وسهلة
لا تزال آبل مقصرة في هذا المجال

واشنطن - بات يتسنى للمستهلك طلب البيتزا من منزله وهو يجلس على أريكته عبر خدمة المساعدة الصوتية على هاتفه، في نمط يلقى رواجا كبيرا في مجال الاستهلاك، ما يدفع قطاع التوزيع التقليدي إلى تكييف أساليبه.
قد يشكل التبضع عبر تطبيقات المساعدة الصوتية سوقا حجمها 40 مليار دولار في السنة الواحدة في الولايات المتحدة اعتبارا من العام 2022، في مقابل ملياري دولار راهنا، بحسب مجموعة "أو سي أند سي ستراتيجي كونسالتنتس".
ويعزى هذا الازدياد خصوصا إلى ازدهار المنصات الذكية ذات التحكم الصوتي، مثل "إكو" من "أمازون" و"هوم" من "غوغل" وهما النموذجان المهيمنان على السوق.
وتقول فيكتوريا بيتروك المحللة لدى "إي ماركتر" أن "الناس يستحسنون طابعها العملاني والطبيعي"، موضحة أن قطاع المعلوماتية برمته يتجه نحو "الواجهة الصوتية" المعتمدة في الكثير من الهواتف الذكية والسيارات الذاتية القيادة.
وقد أظهرت دراسة اجرتها مؤخرا مجموعة "إي ماركتر" أن 36% من المستهلكين الأميركيين تروق لهم فكرة التبضع عبر جهاز مثل "إكو" من "امازون" في السوق الأميركية. وهذا الاتجاه آخذ في التوسع منذ ثلاث سنوات. وقد أطلقت غوغل منصة هوم في العام 2016.
وتستحوذ هذه الأخيرة مع أمازون على 70% من السوق العالمية. وتعود حصة الأسد إلى أمازون التي تملك 43,6% من الحصص في السوق، وفق مجموعة ستراتيجي أناليتكس.

التبضع عبر خدمة المساعدة الصوتية سيشكل تحولا كبيرا في قطاع التوزيع

نمط سائد
ويقول مارك تايلور الخبير لدى مجموعة كابجيميناي للخدمات المعلوماتية "بتنا نعتاد أكثر فأكثر على استخدام ألكسا وغوغل لتكليفهما بمهام يقومان بها محلنا".
وبحسب تايلور، "باتت هذه الممارسات نمطا سائدا في حياتنا" أكان للتبضع أو لإجراء أبحاث على الانترنت.
وهو يشير إلى أن المستخدمين يلجأون إلى هذه التقنية في غالب الأحيان للقيام بمشتريات بسيطة، من قبيل تجديد منتج عهدوا شراءه.
وبحسب طأو سي أند سي ستراتيجي كونسالتنتس"، إن المنتجات الغذائية وتلك الترفيهية والأجهزة الإلكترونية والملابس هي أكثر السلع التي يتم شراؤها عبر خدمات المساعدة الصوتية.

الأوامر الصوتية تهيمن على مجال التسوق
أمازون تغزو السوق

غير أن مارك تايلور يتوقع انتشار هذه العادات على نطاق أوسع لتشمل مثلا قطاع التأمين والمصارف في ظل تطور تطبيقات المساعدة الصوتية بواسطة الذكاء الاصطناعي.
تحول كبير
ويبسط مانليو كاريلي من مجموعة "لايف بيرسن" لتكنولوجيات الدردشة، الوضع على النحو الآتي "يكفني أن أطلب ما أتمنى لأحصل عليه. ولا يبالي المستهلكون لمنهج العمل القائم. وكلّ ما يهمهم هو الحصول على مبتغاهم".
وبالإضافة إلى تسويق المنتجات، قد تعود هذه المنصات الصوتية بالنفع على أقسام خدمة الزبائن وهي قد تسمح للشركات بتوفير الملايين. وهي محط اهتمام كبير لدى المجموعات الكبرى، بحسب كاريلي.
ومن شأن هذه التقنيات أن تسمح أيضا للجهات التقليدية بمواكبة تطوّر قطاع التوزيع. وباتت مجموعة “ولمارت” الأميركية العملاقة تعرض منتجات للبيع عبر منصة غوغل إكسبرس.

المنتجات الغذائية وتلك الترفيهية والأجهزة الإلكترونية والملابس هي أكثر السلع التي يتم شراؤها عبر خدمات المساعدة الصوتية

ويمكن أيضا طلب البيتزا من "دومنيزو" عبر "ألكسا" او "غوغل هوم". والأمر سيان لدى كارفور في فرنسا، كما إن عدة موزعين صينيين تعاونوا مع مجموعات تكنولوجية لتوفير خدمات من هذا القبيل.
ولا تزال آبل مقصّرة نسبيا في هذا المجال، فخدمتها للمساعدة الصوتية سيري لا ترتقي إلى مستوى غوغل أسيستنت وواجهتها الذكية هومبود لم تصدر سوى مؤخرا.
ويتوقع خبراء أن تخوض مجموعات أخرى هذا المجال، من قبيل فيسبوك التي يقال إنها ستطرح واجهتها الموصولة عما قريب.
وبحسب مجموعة "أو سي أند سي ستراتيجي كونسالتنتس" إن "التبضع عبر خدمة المساعدة الصوتية سيشكل تحولا كبيرا في قطاع التوزيع".