الإمارات تتجه نحو مضاعفة عدد المفاعلات النووية للأغراض السلمية

أبوظبي تخطط لبناء محطة جديدة للطاقة النووية في أقرب وقت هذا العام حتى تعمل بحلول 2032 لتلبية احتياجات الطاقة المتوقعة.

دبي– قالت مصادر مطلعة إن الإمارات ستطرح قريبا مناقصة لبناء محطة جديدة للطاقة النووية من شأنها أن تضاعف عدد المفاعلات النووية في البلاد.

وأصبحت الإمارات، الشريك الأمني للولايات المتحدة، أول دولة عربية تقوم بتشغيل محطة للطاقة النووية عندما افتتحت في عام 2021 منشأة براكة التي بنتها كوريا الجنوبية في أبوظبي.

وذكرت المصادر التي طلبت عدم نشر أسمائها لأن التفاصيل لا تزال سرية، أن الإمارات تعتزم طرح مناقصة هذا العام ربما خلال الشهور القليلة المقبلة لبناء أربعة مفاعلات جديدة. وأضافت أن الإمارات تهدف إلى ترسية المناقصة وبدء بناء المحطة الجديدة في أقرب وقت هذا العام حتى تعمل بحلول 2032 لتلبية احتياجات الطاقة المتوقعة.

وقالت إن المناقصة ستكون مفتوحة أمام أي مقدمي عروض محتملين بما يشمل الشركات الأميركية والصينية والروسية، مضيفة أن عروض كوريا الجنوبية لن تكون لها أفضلية خاصة.

المواقع التي تجري دراسة إقامة المحطة النووية الجديدة عليها تشمل موقعا ساحليا أكثر قربا من الحدود مع السعودية ومن الممكن أيضا بناؤها بالقرب من محطة براكة.

وردا على سؤال عن خطط إنشاء محطة ثانية، قالت الهيئة الاتحادية للرقابة النووية إنها مستعدة لمراجعة وإصدار التراخيص واللوائح اللازمة عندما تقرر الحكومة بناء محطات جديدة.

وأصدرت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية المملوكة للدولة، التي تمتلك محطة براكة، بيانا في يناير/ كانون الثاني ينص على أنها “تركز على استكشاف الفرص سواء داخل الدولة أو خارجها، لتحقيق الاستفادة القصوى من امتلاكها الخبرات المتقدمة والواسعة في تطوير مشاريع الطاقة النووية الكبرى، إلى جانب تطوير التكنولوجيا المتقدمة، وذلك طبقا لمدى الحاجة وموافقة الجهات المختصة في دولة الإمارات”.

وتعتبر روسيا لاعب كبير في بناء المفاعلات النووية إلى جانب الصين التي تتوسع بسرعة في طموحاتها في قطاع الطاقة النووية العالمي.

وإذا اختيرت مؤسسات من روسيا أو الصين لبناء المحطة الإماراتية، فقد يؤدي ذلك إلى حالة من التوتر مع الولايات المتحدة التي تسعى إلى عزل موسكو بسبب غزوها أوكرانيا. وتزايد قلق واشنطن بسبب توطيد دول الخليج علاقاتها مع بكين.

وتقول الإمارات، التي وقعت اتفاقية تعاون في مجال الطاقة النووية مع الولايات المتحدة في 2009، إن برنامجها النووي سلمي ومخصص فقط لأغراض الطاقة لتقليل اعتمادها على النفط. وهي من الدول التي وقعت اتفاقا في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ الذي عقد في دبي أواخر العام الماضي لزيادة إنتاج الطاقة النووية العالمية إلى ثلاثة أمثالها خلال العقود الثلاثة المقبلة.

وفي الشرق الأوسط أيضا، تعمل مصر على بناء أول محطة نووية لها بالتعاون مع روسيا. ولدى السعودية طموحات لبرنامج نووي مدني لكنها ترفض حتى الآن التوقيع على اتفاقية تعاون مع الولايات المتحدة ستمنعها من تخصيب اليورانيوم.

ومن المتوقع أن توفر محطة براكة التي بنتها كوريا الجنوبية ربع احتياجات الإمارات من الكهرباء. وتقع المحطة على ساحل أبوظبي قبالة السعودية وقطر. ومن المقرر أن يبدأ المفاعل الرابع والأخير في براكة النشاط التجاري هذا العام لتصل بذلك إلى طاقتها التشغيلية الكاملة.

وقالت المصادر إن المواقع التي تجري دراسة إقامة المحطة النووية الجديدة عليها تشمل موقعا ساحليا أكثر قربا من الحدود مع السعودية. وأضافت أن من الممكن أيضا بناؤها بالقرب من محطة براكة.

وفي مارس/آذار الماضي أعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، عن إتمام عملية ربط المحطة الرابعة ضمن محطات براكة للطاقة النووية السلمية بشبكة كهرباء الإمارات.

وتم الربط من قبل ذراعها التشغيلية، شركة نواة للطاقة، وذلك وفق أعلى معايير الأمان والجودة، وهو ما يعني إنتاج أول ميغاواط من الكهرباء النظيفة من مفاعل المحطة الرابعة وتوصيله للشبكة، الأمر الذي يعد خطوة كبيرة تساهم في مسيرة الانتقال لمصادر الطاقة النظيفة في الدولة والوصول إلى الحياد المناخي بحلول عام 2050.

وعملت فرق العمل المختصة في "نواة"، بشكل وثيق مع شركة شركة أبوظبي للنقل والتحكم "ترانسكو"، التابعة لشركة أبوظبي الوطنية للطاقة "طاقة"، والتي قامت ببناء الخطوط الهوائية لربط محطات براكة للطاقة النووية بشبكة أبوظبي، مما يضمن وصول الطاقة التي تنتجها محطات براكة بأمان للمستهلكين في جميع أنحاء دولة الإمارات.