الإمارات تتوسط في اتفاق لتبادل الأسرى بين أوكرانيا وروسيا
الرياض - استضافت الإمارات في وقت سابق من الشهر الحالي اجتماعا روسيا أوكرانيا لبحث تبادل الأسرى وصادرات الأمونيا، بعيدا عن الأضواء والضجيج الإعلامي في خطوة تسلط الضوء على دبلوماسية هادئة تدفع للمساعدة على تهيئة الأرضية الملائمة لحلحلة أزمات إنسانية واقتصادية مستعصية نشأت في خضم الغزو الروسي للجمهورية السوفييتية السابقة.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن ممثلين من روسيا وأوكرانيا اجتمعوا في الإمارات الأسبوع الماضي لمناقشة إمكانية تبادل أسرى الحرب الذي قد يرتبط باستئناف صادرات الأمونيا الروسية إلى آسيا وأفريقيا عبر خط أنابيب أوكراني.
وذكرت المصادر أن المحادثات جرت بوساطة إماراتية ولا تشمل الأمم المتحدة على الرغم من الدور الرئيسي للمنظمة الدولية في التفاوض على المبادرة الحالية لتصدير المنتجات الزراعية من ثلاثة موانئ أوكرانية على البحر الأسود. وتستخدم الأمونيا في صناعة الأسمدة.
وأعلنت الإمارات صراحة منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 شباط/فبراير الماضي وقوفها على مسافة واحدة من طرفي الحرب مشددة على أهمية الحوار لانهاء النزاع المسلح والتمسك بالحلول السياسية.
ولم تنخرط الدولة الخليجية في العقوبات التي فرضت على عدد من المسؤولين الروس بينما برزت دبي مركز المال والأعمال في منطقة الخليج، كملاذ للثروات الروسية مع استهداف عقوبات غربية لحلفاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ولم تفرض الإمارات التي تسعى للحفاظ على وضع محايد من الحرب، أي عقوبات.
وسعت الإمارات بالتوازي مع دول أخرى مثل تركيا وقطر وحتى إسرائيل للعب دور الوسيط في بداية الأزمة في إطار نهجها لتعزيز السلم والأمن الدوليين.
والشهر الماضي أدى رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد ال نهيان زيارة الى موسكو التقى خلالها بوتين في إطار جهود الدولة الخليجية لتحقيق الأمن والاستقرار وحث كل الأطراف على الجلوس على طاولة المفاوضات.
وثمن الرئيس الروسي الزيارة وجهود ابوظبي للعمل على إيجاد تسوية للازمة الأوكرانية خاصة فيما يتعلق بملف تبادل الأسرى قائلا بان بلاده مهتم باستمرار وساطتها.
ويرى مراقبون ان العلاقات القوية التي تربط بين الشيخ محمد وقادة روسيا واوكرانيا البلدين المتنازعين وكذلك القادة الغربيين تمنح الإمارات الأفضلية للعب دور الوساطة بنجاح وفعالية خاصة فيما يتعلق بتسوية ملف الأسرى.
وقال بوتين تعليقا على جهود الإمارات خلال الزيارة "ان الجانب الروسي يقدر هذه الجهود التي تقوم بها دولة الإمارات والتي أكدت استعدادها لمواصلة جهود الوساطة".
وتمتلك الإمارات علاقات متزنة بين روسيا والغرب رغم وقوفها الى جانب المملكة العربية السعودية فيما يتعلق بالخلاف مع واشنطن بشان قرار أوبك+ تخفيض إنتاج النفط وهو ما أزعج الإدارة الأميركية وسط دعوات من الديمقراطيين لمراجعة العلاقة مع الرياض.
وتحظى الإمارات بثقة المجتمع الدولي حيث تأمل الكثير من الأطراف ان تتمكن ابوظبي في تقريب وجهات النظر بين موسكو وكييف ومن ورائها الغرب على غرار نجاحها في المساهمة في حل ملفات شائكة سواء على المستوى الإقليمي او الدولي.