الإمارات تشارك في "موسم طانطان" بالمغرب للعام الخامس على التوالي

فارس خلف المزروعي: "طانطان" فرصة لتعزيز العلاقات الثقافية المتميزة بين البلدين الشقيقين.
فرصة لالتقاء الثقافات العربية المختلفة في بوتقة واحدة
كلمة طانطان تعني البئر الرنانة التي كانت معروفة لدى مربي الإبل على مصب وادي درعة بالمحيط الأطلسي
تمّ تنظيم موسم طانطان لأول مرة سنة 1963

أبوظبي ـ تُشارك دولة الإمارات العربية المتحدة في فعاليات الدورة الرابعة عشرة من موسم طانطان الذي يقام في المملكة المغربية برعاية الملك محمد السادس عاهل المملكة المغربية، وتحت شعار "موسم طانطان عامل إشعاع الثقافة الحسانية" خلال الفترة الممتدة من 4 إلى 9  يوليو/تموز الجاري، وذلك من خلال جناح تشرف عليه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي بالتعاون مع عدد من المؤسسات والجهات الرسمية المعنية بصون التراث الثقافي كالاتحاد النسائي العام، فوعة للتمور، اتحاد سباقات الهجن.
وفي هذا الإطار قال اللواء ركن طيار فارس خلف المزروعي رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، إن المشاركة الإماراتية الواسعة في "موسم طانطان" تأتي بهدف تعزيز التعاون الثقافي لدولة الإمارات مع مختلف الدول بشكل عام، وتقوية روابط الجسور التاريخية والحضارية بين دول مجلس التعاون الخليجي والمغرب العربي بشكل خاص، بالإضافة إلى إيصال رسالة دولة الإمارات الحضارية والإنسانية والممزوجة بعبق التراث الأصيل.
وأكد على أهمية المشاركة الإماراتية الفاعلة في موسم طانطان الذي صنف من قبل منظمة اليونسكو كإحدى روائع التراث الشفهي غير المادي للبشرية، في إطار حوار الثقافات وتعزيز جهود التواصل بين أركان التراث الثقافي البدوي الأصيل، وتطوير العلاقات الثقافية المتميزة بين كل من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المغربية الشقيقة.
إضافة إلى أهمية تسليط الضوء على التراث المحلي الإماراتي والترويج له في كافة المحافل الدولية، خاصة وأن المهرجان يعتبر تظاهرة ثقافية وفنية مميزة في شمال أفريقيا بقدرته على تجميع أشكال متنوعة من ثقافات البدو الرحل، مما يتيح فرصة لالتقاء الثقافات العربية المختلفة في بوتقة واحدة
كما أشار المزروعي إلى أن "موسم طانطان" يحتفي بالثقافة البدوية وفراسة أهلها من خلال صون مختلف أبعاد الحياة اليومية كوسيلة للتنمية المستدامة، وقد بات يشكل فرصة مميزة لتقديم التعابير الثقافية وفنون الأداء المتنوعة لسكان الصحراء كالموسيقى والأهازيج والأغاني الشعبية، والألعاب التراثية، والأمسيات الشعرية، ومختلف التقاليد الشفوية الأخرى، فضلا ً عن عروض الخيل والهجن.
وأكد أن مشاركة الإماراتيين في موسم طانطان في دوراته السابقة كانت فعالة بشكل ملحوظ واستقطبت اهتمام الآلاف من جمهور المهرجان. وأوضح أنّ لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي تقوم بالإشراف على مشاركة وفد دولة الإمارات في طانطان، بالتعاون مع عدد من المؤسسات والجهات الرسمية المعنية بصون التراث الثقافي.
وذكر أنّ الثقافة وحب التراث يجمعان دولة الإمارات والمملكة المغربية، وتربطهم أواصر أخوية وعلاقات تاريخية تعود لسنين طويلة، وعادات وتقاليد مشتركة ومتقاربة في المجال التراثي والثقافي، إضافة للاهتمام الكبير الذي توليه الدولتان لجهود صون التراث غير المادي والثقافة الشعبية.
وإنّ مهرجان طانطان يعتبر ركيزة تراثية ثقافية مهمة في هذا الصدد، وسنعمل من خلاله على تقديم إضافات جديدة لا تتوقف عند حدود المهرجان، وإنما تبقى لوحة يمكن العودة لها كل يوم لنتذكر الماضي بكل مكوناته.

وتعتبر طانطان مدينة العبور الجميل وهمزة الوصل بين شمال المغرب وجنوبها حيث تمتزج فيها الطبيعة الصحراوية والشواطىء الدافئة، وتتلألأ الرمال الذهبية والكثبان الرملية المتناسقة التي تجعل من المدينة محط الأنظار.
وقد صُنفت مدينة طانطان في سبتمبر 2004 من قبل منظمة اليونسكو كموقع للتراث العالمي، وباتت ملتقى لحُماة التراث وفرصة لإبراز إبداعات أهل الصحراء الفنية والصناعية والثقافية والتراثية.
وفي قلب الصحراء، بعيدًا عن العاصمة المغربية الرباط، يبدأ الموسم السنوي لطانطان، بجمع كل قبائل الصحراء جنوب المغرب وسط مدينة طانطان،  التي يحمل الموسم اسمها، و يحيي أهل الصحراء بعضاً من عاداتهم وتقاليدهم، ويقدموا لضيوفهم من الزوار وجها آخر للصحراء، وجهاً غنياً بالموروث الحضاري والثقافي.
وبمشاركة سنوية لدولة الإمارت منذ عام 2014 يمتد الموسم أسبوعاً كاملاً ليعيد سكان الصحراء لتذكر أمجاد قبائلهم الذين استوطنوا المنطقة قديما، وما تزال جذورهم قائمة إلى اليوم.
وكلمة طانطان تعني البئر الرنانة التي كانت معروفة لدى مربي الإبل على مصب وادي درعة بالمحيط الأطلسي شمال الصحراء، الذي كان من أشهر المواقع المعروفة بأهميتها كمرتع للماشية.
وقد تمّ تنظيم موسم طانطان لأول مرة سنة 1963 كملتقى تجاري في المقام الأول وكذلك تظاهرة ثقافية ودينية، بحيث كانت تؤمه وفود من مختلف المناطق المغربية الشمالية والجنوبية المستعمرة آنداك من قبل الاستعمار الإسباني. واستمر إحياء هدا الموسم لغاية عام 1972 ليتوقف مدة ست سنوات، ثم نظم مرة أخرى سنة 1978، وكانت سنة 1982 آخر محطة نظم فيها نظرا للظروف الخاصة التي مرّت بها المنطقة في تلك الآونة ليتوقف فترة طويلة. ثم عاد إحياؤه سنة 2004، ليُصنّف لاحقاً من بين عناصر التراث العالمي للإنسانية، والذي يشكل مجالا للتلاقي بين قبائل البدو الرحل في جو احتفالي للتواصل والتبادل الاقتصادي والتلاقح الثقافي والسياسي والاجتماعي.