الإمارات تطالب بإدانة دولية بالإجماع للاعتداء الحوثي

الإمارات تقول إن هجمات الحوثيين على منشآت مدنية في أبوظبي تشكل خطوة أخرى في جهود المتمردين لنشر الإرهاب والفوضى في المنطقة ومحاولة أخرى لاستخدام قدرات اكتسبوها بشكل غير قانوني في تحد للعقوبات الدولية لتهديد السلام والأمن.
الإمارات تدعو لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي
التحالف العربي يكثف هجماته على الحوثيين ردا على الاعتداء الإرهابي على أبوظبي
عزم سعودي إماراتي على التصدي لإرهاب الحوثيين
إيران تدعم إرهاب الحوثيين وترى أن الحرب لن تحل أزمة اليمن

نيويورك - دعت الإمارات اليوم الثلاثاء إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي حول الهجمات الإرهابية التي شنها الحوثيون أمس الاثنين على أهداف مدنية في أبوظبي ما استدعى ردا للتحالف العسكري بقيادة السعودية في صنعاء.

وقالت لانا نسيبة المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة في رسالة إلى الرئاسة النرويجية لمجلس الأمن إن "دولة الإمارات تدعو مجلس الأمن للتحدث بصوت واحد والانضمام إلى الإدانة الحازمة والقاطعة لهذه الهجمات الإرهابية التي شنت بتجاهل تام للقانون الدولي". وطالبت باجتماع طارئ للمجلس.

وأضافت الرسالة أن هذه الهجمات تشكل "خطوة أخرى في جهود الحوثيين لنشر الإرهاب والفوضى في منطقتنا ومحاولة أخرى من قبل الحوثيين لاستخدام القدرات التي اكتسبوها بشكل غير قانوني في تحد للعقوبات المفروضة من قبل الأمم المتحدة لتهديد السلام والأمن".

ونددت شخصيات وحكومات في العالم بالاعتداء الذي استهدف الإمارات وهو الأول من نوعه على الأراضي الإماراتية.

وأسفرت الهجمات الحوثية بطائرات مسيرة يعتقد أنها إيرانية الصنع، على أهداف مدنية في أبوظبي عن سقوط ثلاثة قتلى وستة جرحى.  وردا عليها شن التحالف بقيادة السعودية والذي تشارك فيه الإمارات، بغارات جوية على معاقل للحوثيين في صنعاء ليل الاثنين الثلاثاء أسفرت عن سقوط ما لا يقل عن 14 قتيلا بينهم قيادي بارز في الميليشيا المدعومة من إيران.

وكثف التحالف الذي تشارك فيه الإمارات والذي بدأ تدخله في حرب اليمن لدعم الحكومة اليمنية منذ العام 2015، غاراته الجوية خلال الساعات الماضية على صنعاء.

وكانت أبوظبي توعدّت الاثنين بالرد على الاعتداء "الآثم" و"الإرهابي" الذي استهدفها.

وأعلن التحالف الثلاثاء أنه "شنّ ضربات جوية لمعاقل ومعسكرات ميليشيا الحوثي بالعاصمة صنعاء"، وفق ما نقلت قناة "الإخبارية" السعودية الحكومية.

وتبنى المتمردون اليمنيون الاعتداء الذي استهدف أبوظبي الاثنين وأوقع ثلاثة قتلى، مشيرين إلى أنهم استخدموا فيه صواريخ وطائرات مسيرة، ومهددين بتنفيذ هجمات أخرى وداعين المدنيين الى الابتعاد عن "المنشآت الحيوية".

واعتاد المتمردون استهداف الأراضي السعودية بصواريخ ومسيرات وهددوا الإمارات من قبل، لكن هذا هو أول اعتداء مؤكد يستهدفها.

وبعد الهجمات الحوثية تحدث ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. وأكدا أن هذه الأعمال "ستزيد من عزم البلدين على الاستمرار في التصدي لتلك الأعمال العدوانية".

وتوعدت الولايات المتحدة بـ"محاسبة" الحوثيين، وقالت على لسان مستشار الأمن القومي جيك ساليفان "سنعمل مع الإمارات وشركائنا الدوليين لمحاسبتهم".

وانتقدت طهران التي تواجه اتهامات من دول الخليج ودول غربية بتسليح الحوثيين، ضمنا هجمات التحالف على معاقل المتمردين في اليمن. وقالت الخارجية الإيرانية اليوم الثلاثاء إن الهجمات العسكرية لن تحل أزمة المنطقة وذلك في معرض تعليقها على ما وصفته "بالتطورات الأخيرة المتعلقة باليمن".

وذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية أن المتحدث باسم الوزارة سعيد خطيب زاده، قال في إشارة إلى تصاعد التوتر في المنطقة إن "إيران تؤكد دوما أن حل أي أزمة في المنطقة ليس اللجوء إلى الحرب والعنف وإنه لا سبيل للأمل في إرساء السلام والاستقرار إلا في أجواء يسودها الهدوء".

ولم يشر خطيب زاده إشارة مباشرة إلى الهجوم الذي شنته جماعة الحوثي اليمنية أمس الاثنين على الإمارات أو إلى ضربات جوية شنها التحالف بقيادة السعودية على مناطق تسيطر عليها الجماعة المتحالفة مع إيران.

وبهذا التطور، يفتح هجوم المتمردين جبهة جديدة في الحرب في اليمن الذي يشهد منذ منتصف 2014، نزاعا بين الحوثيين وقوات الحكومة التي يدعمها التحالف العسكري بقيادة السعودية منذ مارس/اذار 2015.

ويأتي الاعتداء الإرهابي على الإمارات بعد أسبوعين على مصادرة المتمردين اليمنيين في الثالث من يناير/كانون الثاني سفينة "روابي" في جنوب البحر الأحمر قبالة مدينة الحديدة اليمنية.

ويرى خبراء أن سبب الهجوم الحوثي يعود إلى التطورات الأخيرة في شبوة في شمال اليمن، ففي العاشر من الشهر الحالي أعلنت قوات "ألوية العمالقة" الموالية للحكومة اليمنية استعادة السيطرة على محافظة شبوة الغنية بالنفط من المتمردين.

وتدعم الإمارات "ألوية العمالقة" التي تأسّست في أواخر العام 2015 في منطقة الساحل الغربي وتضم 15 ألف مقاتل على الأقل وقامت بدور قتالي فعال في مواجهة المتمردين الحوثيين على مدى شريط ساحلي يبلغ طوله 300 كيلومتر، من منطقة باب المندب حتى الحديدة على ساحل البحر الأحمر.

ويقول الباحث في مركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية ماجد المذحجي إن "معركة شبوة قامت بتغيير معادلة الصراع في اليمن"، مشيرا إلى أن دخول قوات العمالقة أدى إلى "عكس التقدم العسكري" الذي حققه المتمردون على الأرض في الفترة السابقة.

وبحسب المذحجي، فإن ذلك "أثار خوف وقلق الحوثيين بشدة ودفع إلى إرسال هذه الرسالة العسكرية إلى قلب الإمارات".

ويقاتل المتمردون الحوثيون منذ فبراير/شباط الماضي بشراسة القوات الموالية للحكومة التي تسيطر على مدينة مأرب، مركز المحافظة التي تحمل الاسم ذاته، بهدف الوصول إلى المدينة، ما يسمح لهم بوضع يدهم على كامل الشمال اليمني، لكنهم خسروا شبوة القريبة من مأرب.

وتقول الباحثة في شؤون اليمن في جامعة أكسفورد إليزابيث كيندال "لا نهاية تلوح في الأفق لحرب اليمن"، مضيفة "النزاع يتصاعد ويتم فتح جبهات جديدة على الصعيدين المحلي والإقليمي".