الاتفاق بين إسرائيل وحزب الله يُثير غضب سكان الشمال

الكثير من سكان شمال إسرائيل يخشون أن يحاول حزب الله شن هجوم بري على غرار هجوم حماس.

القدس - يسود هدوء مشوب بالحذر شمال إسرائيل، حيث لم تُسمع صفارات الإنذار التي تحذر من هجمات قادمة من لبنان للمرة الأولى منذ أشهر، لكن كثيرين عبَروا رغم ذلك عن غضبهم من وقف إطلاق النار الذي أعلنته الحكومة مع جماعة حزب الله اللبنانية، فيما حذر بعضهم من أن تستجمع الجماعة المدعومة من إيران قوتها لتنفيذ هجوم على الأراضي الإسرائيلية على غرار الهجوم الذي نفذته حركة حماس وأشعل فتيل الحرب على غزة.

ويُنظر إلى الاتفاق، الذي يهدف إلى إنهاء صراع عبر الحدود أودى بحياة الآلاف، على أنه إنجاز كبير لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لكنه أثار الغضب والقلق في شمال إسرائيل.

وقالت ليفانا كارسينتي، وهي من سكان نهاريا، لرويترز عن الاتفاق "ماذا أقول؟ إنه أمر سيئ للغاية، سيئ حقا"، مضيفة "لم تفعل الحكومة شيئا وجنودنا ضاعوا هباء. يجب على نتنياهو أن يترك الحكومة سريعا، على الرغم من أنني دعمته. عليه أن يعود إلى المنزل بشكل عاجل".

ويخشى الكثير من سكان شمال إسرائيل أن يحاول حزب الله شن هجوم بري على غرار هجوم حماس على جنوب البلاد في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وأدت هجمات حزب الله إلى مقتل 45 مدنيا في شمال إسرائيل وهضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل. ولم تصدر حتى الآن توجيهات لنحو 60 ألف شخص للعودة إلى منازلهم التي أخلوها في الشمال.

ووقع الجزء الأكبر من الضرر في إسرائيل في المناطق المجاورة للحدود اللبنانية التي قصفتها صواريخ حزب الله. وقال أفيخاي شتيرن رئيس بلدية كريات شمونة الشمالية التي تبعد ثلاثة كيلومترات فقط عن الحدود إن الاتفاق كان ينبغي أن يتضمن منطقة عازلة بين إسرائيل ولبنان.

وأضاف أن إسرائيل لن يكون لديها أساس مشروع للتصدي لأنشطة حزب الله لأنه يستخدم منازل المدنيين لإخفاء الأسلحة وشن هجمات على الإسرائيليين، متابعا "هذه قواعد عسكرية... لغرض مهاجمة المجتمعات الحدودية الشمالية، وبالتالي فمن المستحيل قبول استمرار وجودها".

وطلب الجيش اللبناني، المكلف بضمان استمرار وقف إطلاق النار، من سكان القرى الحدودية اللبنانية تأجيل العودة إلى ديارهم لحين انسحاب الجيش الإسرائيلي.

وفي حين صمد وقف إطلاق النار إلى حد كبير صباح اليوم الأربعاء، قالت إسرائيل إنها رصدت عودة أعضاء من حزب الله إلى مناطق قريبة من الحدود وفتحت النار لمنعهم من الاقتراب.

وقال مسؤول حكومي إن إسرائيل لم تعط الأولوية لخطر التسلل في الاتفاق لأنها واثقة من أن المكاسب العسكرية التي حققتها ستمنحها وقتا تحذيريا كافيا إذا حاولت قوات حزب الله شن غزو بري واسع النطاق على غرار هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وأضاف المسؤول أن إسرائيل دمرت أيضا ما يكفي من البنية التحتية لحزب الله بالقرب من الحدود بحيث يتم رصد أي محاولة تسلل وسيكون لدى القوات الإسرائيلية متسع من الوقت للرد.

وقال يوري (43 عاما)، وهو من سكان كيبوتس ييرون قرب الحدود مع لبنان اضطر للنزوح إلى حيفا، "من ناحية، نحن سعداء لأنه مع وقف إطلاق النار، هناك شعور بأمان أكبر ويمكن لأطفالنا العودة إلى المدرسة".

وتعرضت حيفا، المدينة الكبيرة في شمال إسرائيل، لهجمات صاروخية كثيرة نفذها حزب الله في الأسابيع الأخيرة.

وأضاف يوري "لكن في المقابل لا نشعر بالاطمئنان التام لفكرة العودة، ونعلم أن حزب الله لا يزال يتمتع بالقوة ولا نرى متى سينتهي كل هذا حقا".

وقال يارون، وهو تاجر من حيفا يبلغ 42 عاما، "الجميع يريد السلام (...) ولكن يجب أن يكون قويا، وليس مجرد وعد فارغ على الورق"، "ولا نريد وقفا لإطلاق النار يعود فيه الجميع إلى ديارهم في الشمال وبعد يومين يتم استهدافنا مرة أخرى".

وكتب موقع "واي نت" الإسرائيلي الإخباري الرائد في مقال "كان رئيس الوزراء وكبار القادة العسكريين يعرفون جيدا ما يستطيع حزب الله فعله، وتركونا ننام ليلا مع هذا التهديد على عتبة بابنا، فلماذا يجب أن نصدقّهم الآن عندما يخبروننا أن الأمور ستكون مختلفة في المرة المقبلة؟".

وأضاف المقال "لقد فشلت الحكومة والمخابرات العسكرية أكثر من أي جهة أخرى في 7 أكتوبر/تشرين الأول" 2023، وهو تاريخ الهجوم الذي شنته حركة حماس الإسلامية الفلسطينية على إسرائيل وأدى إلى اندلاع الحرب.

وتابع "من السخافة أن نتوقع أننا سنصدّق الوعود نفسها بعد الثمن الباهظ الذي اضطُر الإسرائيليون إلى دفعه مقابل أخطائهم الإجرامية".

وقالت ليرون أزريلانت، وهي رئيسة صندوق رأس مال استثماري في تل أبيب "أنا سعيدة للغاية وآمل أن يؤدي هذا إلى تحسين الأمن للأشخاص الذين يعيشون على الحدود الشمالية".