الاحتجاجات الإسرائيلية ضد "إخضاع" القضاء تبلغ ذروتها
القدس - بدأ آلاف الإسرائيليين اليوم الخميس مظاهرات أطلق عليها "يوم مناهضة الدكتاتورية" للاحتجاج على تمرير قوانين تعديل النظام القضائي التي تهدف من ورائها حكومة بنيامين نتنياهو إلى إخضاع السلطة القضائية باستهداف المحكمة العليا وتقليص صلاحيات القضاة وبالتالي إطلاق يد السياسيين، فيما ذهب بعض معارضي التشريع إلى حد التحذير من أن تؤدي هذه الخطة إلى حرب أهلية.
واحتشد محتجون معارضون للإصلاحات القضائية التي تسعى الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة إلى تطبيقها عند المطار الرئيسي في إسرائيل اليوم الخميس في محاولة لتعطيل رحلة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى الخارج وزيارة يقوم بها وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن.
ورغم الانتشار الكثيف للشرطة تدفقت قوافل من السيارات ترفع علم إسرائيل على مطار بن غوريون القريب من تل أبيب، فيما ذكرت بعض وسائل الإعلام المحلية أن نتنياهو ومرافقيه وصلوا في الصباح الباكر تفاديا لإغلاق الطرق السريعة. وتكهنت وسائل إعلام أخرى بأنه قد ينتقل إلى المطار بطائرة هليكوبتر عسكرية.
وتعيش إسرائيل منذ يناير/كانون الثاني احتجاجات شعبية ضد قانون الإصلاح القضائي، بينما ينتظر أن تبلغ ذروتها اليوم الخميس في مظاهرة كبرى تنظم وسط مدينة تل أبيب وبدأت الاحتجاجات بمسيرات يشارك فيها تلاميذ وأولياء أمورهم في عشرات المواقع.
ونشرت الشرطة الإسرائيلية 3000 من عناصرها في جميع أنحاء البلاد لمنع إغلاق المتظاهرين للطرق، فيما أعلنت في بيان أنها اعتقلت عددا من المتظاهرين للاشتباه في سلوكهم غير المنضبط والإخلال بالنظام العام.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير أنه "لن يسمح بسد مداخل ومنافذ مطار بن غوريون قرب تل أبيب والطرق المحورية"، مشيرا إلى أنه "تقرر فرض غرامة مالية قدرها خمسمائة شيكل (142 دولارا) على كل من يقود سيارته ببطء عن قصد في الطرق المؤدية إلى المطار".
وقالت "ستنطلق بالتزامن المئات من سيارات المزارعين من أماكن متعددة ليشكلوا قوافل على الطرقات"، مضيفة "سد نشطاء من وحدات الاحتياط في الجيش بالباطون (مكعبات الأسمنت المسلح) مدخل معهد الابحاث كوهيلت في القدس الغربية".
وتابعت "تشارك الطواقم الطبية في جنوب البلاد في الاحتجاجات"، كما أفادت بإغلاق عدد من الشوارع في مناطق مختلفة في البلاد.
وتهدف الاحتجاجات المتصاعدة أسبوعيا إلى الضغط على الحكومة للتراجع عن خطط تقليص صلاحيات القضاء الإسرائيلي لصالح السلطتين التشريعية والتنفيذية.
وأطلقت الخطة شرارة احتجاجات حاشدة أسبوعية في جميع أنحاء إسرائيل وتحذيرات قادة في القطاع الخاص من تأثيراتها السلبية، فيما قامت الشرطة الإسرائيلية الأسبوع الماضي باستخدام خراطيم المياه لتفريق المتظاهرين الذين أغلقوا شوارع أمام حركة المرور واندلعت صدامات في تل أبيب خلال "يوم اضطرابات" في شتى أنحاء البلاد.
ويقول منتقدو التعديلات إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يحاكم بتهم فساد ينفيها، يتبع خطوات من شأنها الإضرار بالضوابط والتوازنات الديمقراطية في إسرائيل وتمكين الفساد والتسبب في عزلة دبلوماسية، أما المؤيدون فيقولون إن التغييرات ضرورية لكبح ما يعتبرونه قضاء يتدخل في السياسة.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي السابق بيني غانتس اليوم الخميس إنه تقدم بطلب إلى الحكومة لمنع وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير "ووقف تورطه السياسي ضد المظاهرات الاحتجاجية".
وغرد عبر تويتر "اتصلت صباح اليوم بالمستشارة القانونية للحكومة (بهارف ميارا) لطلب منع الوزير بن غفير من دخول مقر الشرطة ووقف تورطه السياسي في المظاهرات المناهضة لسلطاته"، مضيفا "يجب أن يدير المفوض العام للشرطة والقادة في الميدان الحدث العملي للاحتجاج السياسي وليس شخص له مصلحة واضحة ويطلق على المتظاهرين فوضويين".
وحذرت وكالة "موديز إنفستور سيرفيسز" من أن الإصلاحات القضائية التي تخطط لها الحكومة الإسرائيلية قد تضعف المؤسسات ويمكن أن تؤثر سلبا على التصنيف السيادي لإسرائيل.
وأبقت التصنيف الائتماني لإسرائيل عند (A1) ولم تتراجع عن النظرة المستقبلية الإيجابية التي حددتها في أبريل/نيسان 2022 والتي كانت مدفوعة بالتمويل الحكومي القوي، لكنها نبهت إلى أنه "يمكن أن يكون هناك ضغط تنازلي على التصنيف والنظرة المستقبلية إذا أقرت الحكومة الإصلاح القضائي بالكامل".