الاعدام لـ16 من المدانين في قضية 'مقابر ترهونة'
طرابلس - قضت المحكمة العسكرية العليا في ليبيا بإعدام 16 متهماً في قضية المقابر الجماعية في ترهونة وهي الجريمة التي هزت الرأي العام الليبي وراح ضحيتها أربع شقيقات، في حين حكمت المحكمة بالسجن المؤبد على 6 متهمين آخرين، من بينهم بسمة أبوالخريص الورشفاني وزينب الدوكالي الوكيل.
وتُعد قضية المقابر الجماعية من بين أبشع الجرائم التي شهدتها البلاد وهزت الشارع الليبي، حيث قُدمت أدلة دامغة وشهادات أدت إلى صدور هذه الأحكام، لتسلط الضوء على حجم التعذيب الذي ارتكب بحق الضحايا. وكانت الجثث تحمل آثار تعذيب، حيث الأيدي مقيدة والرصاص في الرأس وفي أنحاء متفرقة من الجثث، كما عُثر على رفات أطفال ونساء وعائلات بأكملها ملقاة، وفي كثير من الأحيان جرى دفن الضحايا على قيد الحياة.
وبلغ عدد الجثامين والرفات التي استخرجت من عشرات المقابر الجماعية في المدينة 350، تمّ التعرّف إلى هويات 226 من أصحابها، بحسب حصيلة غير نهائية للهيئة العامة للبحث والتعرّف إلى المفقودين في ليبيا.
وخلال السنوات الثلاث الأخيرة، تلقت النيابة العامة 521 بلاغًا بخصوص القضية أحالت منهم 194 بلاغًا، بينما لا يزال 327 بلاغًا قيد التحقيق. وبلغ عدد القرارات القاضية برفع الدعاوي لمحكمة الجنايات 165 وإلى المحاكم الجزئية 12 وتم حفظ 17 دعوى.
ويمارس الرأي العام الى جانب عائلات الضحايا ضغطا على السلطة من أجل محاكمة الأطراف الضالعة في هذه الجرائم معتبرين أن الاحكام الصادرة في حق بعض المتهمين غير عادلة، فيما يرى البعض أن القضية تتأثر بالصراعات السياسية في البلاد وتدخّل أطراف إقليمية لعرقلتها.
وتتهم أطراف داخلية وخارجية مليشيا الكانيات التي سيطرت على ترهونة منذ 2014 بارتكاب مجازر المقابر الجماعية والتي تضم عناصر تحالفوا مع قائد الجيش الليبي في الشرق المشير خليفة حفتر خلال دخوله العاصمة طرابلس بين عامي 2019 و2020. وتم اكتشاف هذه المقابر في عملية بركان الغضب في المدينة بعد خروج الميليشيا في العام 2020.
وفي يوليو/تموز من عام 2021، أقدمت مجموعة مجهولة على اغتيال زعيم مليشيا الكانيات محمد الكاني في بنغازي وسط ظروف غامضة، ما اعتبره مراقبون محاولة لإخفاء الأدلة المرتبطة بالشخصيات الرئيسية في المليشيا تورطت قيادات منها في الجريمة.