البرهان يتسلم أوراق اعتماد سفير إيران وسط تعاون عسكري غير مسبوق
الخرطوم - تسلم رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان الأحد أوراق اعتماد سفير إيران لدى السودان حسن شاه الحسيني، ليكون الأول بعد انقطاع العلاقات بين البلدين لنحو 8 سنوات فيما يأتي ذلك تتويجا لأشهر من الدعم العسكري وفرته طهران للجيش السوداني في مواجهة قوات الدعم السريع.
وأفاد مجلس السيادة في بيان، أن "رئيس المجلس البرهان تسلم اليوم أوراق اعتماد سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى السودان، حسن شاه حسيني، سفيرًا ومفوضًا فوق العادة لبلاده لدى السودان".
ووفق البيان، أكد وكيل الخارجية السودانية حسين الأمين، على متانة العلاقات بين البلدين مضيفا أن "تقديم السفير الإيراني لأوراق اعتماده يعدّ إيذانًا ببدء مرحلة جديدة في مسيرة العلاقات الثنائية بين البلدين".
من جانبه، قال السفير الإيراني إن "تقديم أوراق اعتماده يأتي في إطار التوافق المشترك بين البلدين بشأن تبادل السفراء وترقية العلاقات الثنائية"، وفق البيان السوداني.
وحسب المصدر، أكد شاه حسيني أنه "سيبذل قصارى جهده من أجل تعزيز علاقات التعاون بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والسودان" مضيفا أن "بلاده تدعم السيادة الوطنية ووحدة وسلامة الأراضي السودانية".
وتتحدث العديد من التقارير عن دعم عسكري هام تقدمه طهران للجيش السوداني في مواجهة الدعم السريع فيما اثار ذلك مخاوف الولايات المتحدة كونه يزيد من توتير الأجواء ويطيل امد الحرب ويؤجل الحلول السياسية فيما يرى مراقبون ان هذا الدعم سيتضاعف بعد هودة العلاقات رسميا.
ويقاتل الجيش السوداني قوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل/نيسان الماضي، وأدى الصراع إلى مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص وتشريد الملايين وتسبب في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
وفي مارس/اذار الماضي كشف تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" إن إيران ضغطت على السلطات السودانية للسماح ببناء قاعدة بحرية إيرانية دائمة على ساحل البحر الأحمر، إلا أن تلك المطالب قوبلت برفض الخرطوم.
ووفقا لمسؤولين إقليميين ومحليين فقد ساعدت الطائرات دون طيار المتفجرة، الجيش السوداني على تعويض خسائره التي تكبدها ضد قوات الدعم السريع، واستعاد الجيش السيطرة على مناطق في الخرطوم وأم درمان.
وتهدف طهران من وراء تسليح الجيش السوداني تعزز نفوذها العسكري في الشرق الأوسط، إذ تدعم مجموعات مسلحة في غزة، وحزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن، فضلاً عن مجموعات في سوريا والعراق.
وفي فبراير/شباط الماضي أعربت الولايات المتحدة عن قلقها بشأن شحنات الأسلحة الإيرانية إلى الجيش السوداني. وقال جون غودفري، سفير الولايات المتحدة لدى السودان في ذلك الوقت، إن التقارير عن المساعدات الإيرانية للخرطوم "مقلقة للغاية ومصدر قلق كبير بالنسبة لنا". وأضاف لصحافيين "هناك تقارير عن استئناف العلاقات بين السودان وإيران يمكن أن تشمل دعما ماديا إيرانيا للجيش السوداني، وهو أمر يشكّل مصدر قلق بالنسبة إلينا".
وفي 9 أكتوبر/تشرين الاول الماضي، أعلنت وزارة الخارجية السودانية، أن الخرطوم وطهران قررتا استئناف العلاقات الدبلوماسية، بعد 7 سنوات من القطيعة.
وفي يناير/ كانون الثاني 2016، وخلال حكم الرئيس السوداني السابق عمر البشير (1989-2019)، قطع السودان علاقاته الدبلوماسية مع إيران، ردا على اقتحام محتجين لسفارة السعودية في طهران وقنصليتها بمدينة مشهد (شرق)، بعد أن أعدمت الرياض رجل الدين الشيعي السعودي نمر النمر مع مدانين آخرين، بتهمة الإرهاب.
وقبل قطعها، كانت العلاقات بين الخرطوم وطهران وثيقة، وكانت الأخيرة مصدرا وموردا للأسلحة إلى الخرطوم منذ تسعينيات القرن الماضي، كما تضمنت العلاقات آنذاك اتفاقيات تعاون عسكرية ودفاعية، بالإضافة إلى مشاريع مشتركة.
كما اشارت العديد من التقارير عن تعاون بين إيران ونظام البشير في تهريب الأسلحة الى حركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى.