البغدادي اختفى من العراق ولم يظهر في سوريا

تخمينات تأخذ أحيانا صبغة تأكيدية تظهر من حين إلى آخر حول مصير زعيم تنظيم الدولة الاسلامية دون اثر له منذ انهيار دولة الخلافة المزعومة.

أبوبكر البغدادي معلق بين "قتل ولم يقتل"
رواية أمنية جديدة تشير إلى اختباء البغدادي في منطقة بين سوريا والعراق
داعش انهار تنظيميا في العراق وبقي خطر الإرهاب قائما

بغداد – لا يزال مصير ومكان تواجد زعيم تنظيم الدولة الاسلامية أبوبكر البغدادي مجهولا بعد أشهر من سقوط دولة الخلافة المزعومة وانهيار التنظيم المتطرف في العراق وانحسار نفوذه في سوريا وليبيا، إلا أن التخمينات لم تتوقف حيث ذكر مسؤول أمني عراقي الأربعاء أنه يختبئ في منطقة على الحدود العراقية السورية.

وليست هذه المرة الأولى التي تتحدث فيها مصادر عراقية أمنية أو سياسية عن مكان تواجد البغدادي وهي روايات تلتقي أحيانا مع تصريحات سابقة من التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن والذي ينفذ ضربات جوية تستهدف معاقل وقيادات التنظيم في كل من سوريا والعراق.

وفي آخر حلقة من سلسلة تخمينات تأخذ احيانا صبغة تأكيدية وقطعية، قال ضابط عراقي برتبة لواء في جهاز المخابرات العراقية الأربعاء، إن زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبوبكر البغدادي يتنقل برفقة خمسة أشخاص بينهم نجله وصهره في منطقة على الحدود العراقية السورية.

وأوضح الضابط الذي طلب عدم كشف هويته لمجموعة من الصحافيين خلال إعلانه القبض على خمسة من كبار قيادات التنظيم في سوريا أن "البغدادي موجود في منطقة الشريط الحدودي العراقي السوري، حيث تقع مناطق نفوذ التنظيم وهي منطقة الهجين الشدادي والصور ومركدة".

وأضاف "البغدادي يتنقل في هذه المناطق بالخفاء وليس في موكب. يتنقل برفقة أربعة إلى خمسة أشخاص بينهم ابنه وصهره وأبوزيد العراقي وشخص لا أستطيع الإفصاح عنه".

وتوقع "استهدافه قريبا" بعدما تمكن جهاز المخابرات من استدراج خمسة من أبرز قياداته وقتل "نحو 39 آخرين" بغارة جوية داخل سوريا.

وأوضح المسؤول الأمني الأربعاء أن "الاعترافات التي حصلنا عليها تشير إلى ضعف كبير داخل صفوف داعش (الاسم الرائج للتنظيم) وضعف في التمويل بعدما فقد جميع المصافي النفطية التي كان يسيطر عليها".

لكن تصريحات المسؤول الأمني العراقي تطرح أكثر من علامة استفهام خاصة أن معلومة بهذا الحجم لا يمكن أولا تسريبها وثانيا اذا كان لدى الاستخبارات العراقية معلومة بهذا الثقل لماذا لم يتم استهداف البغدادي او اعتقاله.

ومني تنظيم الدولة الإسلامية بهزيمة كبيرة بعد دحره من العراق الذي دخله في العام 2014 وسيطر على ما يقارب ثلث مساحته، إضافة إلى مقتل قيادات كبيرة في صفوفه بينهم المتحدث باسمه مسؤول العمليات الخارجية أبو محمد العدناني.

وبقي البغدادي الذي رصدت واشنطن 25 مليون دولار لمن يحدد مكانه أو يقتله، متواريا عن الأنظار وترددت شائعات تفيد بأنه تنقل مرارا في المناطق التي يسيطر عليها تنظيمه بين جانبي الحدود العراقية السورية.

وفي فبراير/شباط أعلن مسؤول كبير في وزارة الداخلية العراقية أن البغدادي "يعاني من كسور وجروح خطيرة في ساقه وجسمه منعته من المشي بمفرده وأدخل مؤخرا إلى مشفى لداعش في منطقة الجزيرة السورية".

كما ترددت أنباء عن مقتله في أكثر من مرة، لكن تلك الأنباء ظلت مجرد تخمينات بينما نادرا ما ينفي التنظيم المتطرف أو يؤكد خبر مقتله أو اصابته وهي استراتيجية يعتمدها للتعتيم على مصيره.

لكن البغدادي أصدر في مرة نادرة تسجيلا صوتيا حث فيه أنصاره على مواصلة القتال في الوقت الذي بدأ فيه التنظيم ينهار في العراق.