'البوابات السبع' يقود الدراما السورية إلى عالم الذكاء الاصطناعي

المخرج السوري محمد عبدالعزيز يخوض تجربة رائدة من خلال هذا المسلسل، حيث يأخذ مشاهدي الشاشة الصغيرة في رحلة عابرة للزمن داخل مدينة دمشق مستعينا بالخيال العلمي.

دمشق - في الوقت الذي يثير فيه استخدام الذكاء الاصطناعي في المهن الفنية والثقافية الكثير من الجدل، آخرها كان جراء استخدام التكنولوجيا في شارة البداية لمسلسل أميركي شهير، يعمل المخرج السوري محمد عبدالعزيز بجد للانتهاء من تصوير "البوابات السبع" الذي يعد أول عمل سوري يستعين بتقنية الذكاء الاصطناعي.

ويأتي مسلسل "البوابات السبع" في فترة تشهد قلقا متزايدا سواء بين الفنانين العرب أو الأجانب من التأثير السلبي لهذه التقنية على عملهم، حيث تعالت الأصوات المحذرة من خطورة ما حصل على الوظائف والعاملين في القطاع.

إلا أن محمد عبدالعزيز خير الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي في بناء تصوير بصري خاص بمدينة دمشق.

وكشف عبدالعزيز عبر صفحته بفيسبوك "منذ فترة طويلة كان يشغلني هاجس إنجاز عمل من صنف الخيال العلمي يتطرق لبعض النظريات الفيزيائية كالانتقال عبر الزمن وانقسام الفوتون على ذاته وبالتالي تواجد شخص بمكانين بذات الوقت".

وأضاف "الذكاء الاصطناعي أجد فيه الخير الكثير لنقلنا إلى حقبة جديدة يكون الإنسان فيها مندمجا مع الآلات والتطبيقات الذكية أنه تحول ومنعطف كبير بتاريخنا التطوري لقد شارفنا على نهاية الإنسان البدائي الهوموسابينس الذي تشوبه الكثير من الأعطاب والعيوب الوراثية وحان الوقت للاندماج مع التكنولوجيا وبدأ رحلة جديدة يقوم فيها الإنسان السايبورغ الميتافيرس باكتشاف حقول جديدة عاجزون نحن بصيغتنا البيولوجية الحالية في خوضها... أنا منحاز بقوة للإنسان النصف آلي أو الكامل بكينونته المندمجة عبر الأنظمة الذكية... لقد انتهى عصر الإنسان البدائي الذي نحن عليه اليوم وحان وقت التغيير الشامل".

وكتب في تدوينة  "أيام قليلة وننتهي من العمليات الفنية للبوابات السبع... العمليات التي امتدت لفترة تجاوزت السنة شارفت على الانتهاء... عميق الشكر لكل الشركاء اللذين ساهموا بإيمان لامحدود ومحبة مطلقة وما زالوا يسعون بكرم ونبالة في سبيل إيصال هذه التجربة السورية الرائدة إلى النور إلى الضياء.. أول عمل سوري يستعين بالذكاء الاصطناعي".

وينتمي المسلسل لنمط الخيال العلمي، حيث تدور أحداثه حول السفر عبر الزمن، ويحكي قصة بوابات مدينة دمشق وكيفية إنشائها وتطورها عبر العصور.

ويدور المسلسل حول المبرمجين والأفراد المندمجين مع التطبيقات الذكية والقادمون من المستقبل لتغيير مصائرهم في الماضي الذي هو الحاضر بالنسبة إلينا، وفق محمد عبدالعزيز، قائلا "هناك بعض المشاهد التي استخدمنا فيها الذكاء الاصطناعي لبناء صيغ وتصورات بصرية حول مستقبل ما ستكون عليه مدينة دمشق وبواباتها التاريخية السبعة في المستقبل".

والعمل من تأليف محمد عبدالعزيز وإخراجه وإنتاج شركة "Dark Room"، ويضم عدد كبير من النجوم بينهم سلاف فواخرجي، غسان مسعود، جيانا عنيد، رنا ريشة، جهاد سعد، فايز قزق وعبدالفتاح المزين.

ويعد هذا المسلسل ثاني عمل لمحمد عبدالعزيز ينتمي إلى فئة الخيال العلمي، بعد "صانع الأحلام" (سيناريو بشار عباس) الذي قدمه في رمضان 2019، عن رواية تحمل ذات الاسم للأديب هاني نقشبندي.

وعن ذلك قال عبدالعزيز في "عام 2019 أنجزت مسلسلا بذات الصيغة "صانع الأحلام" ولكن لم يكن كافيا الغوص بالعمق المطلوب حتى سنحت الظروف وقمت بإنجاز البوابات السبع".

ويبدو أن حماسة المخرج سوف تأخذ المشاهدين إلى ما هو غير متوقع، فصناع العمل يشددون على وجود مفاجآت كبرى، سيكتشفها الجمهور عند بدء عرض هذا المسلسل.