التحالف العربي يعلق عملياته العسكرية في اليمن خلال رمضان
الرياض - أعلن التحالف الذي تقوده السعودية مساء الثلاثاء أنّه سيوقف عملياته العسكرية في اليمن خلال شهر رمضان اعتبارا من صباح الأربعاء وذلك عشية انطلاق مشاورات للقوى اليمنية في الرياض برعاية مجلس التعاون الخليجي.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) عن المتحدث باسم التحالف إعلانه "وقف العمليات العسكرية بالداخل اليمني اعتبارا من الساعة السادسة من صباح الأربعاء 27 مارس" وذلك "تزامنا مع انطلاق المشاورات اليمنية - اليمنية، وبهدف تهيئة الظروف المناسبة لإنجاح المشاورات وخلق بيئة إيجابية خلال شهر رمضان المبارك لصناعة السلام".
وأكدت السعودية الثلاثاء أنها تنتظر "خطوات جادة" من قبل المتمردين في اليمن قبل التعاطي مع مبادرة الهدنة التي طرحها الحوثيون السبت لوقف ضرباتهم التي استهدفتها.
وقال دبلوماسي سعودي فضل عدم ذكر اسمه إن الرياض "تنتظر خطوات جادة من الحوثيين قبل التعاطي مع مبادرة الهدنة"، مشيرا إلى اتفاق تبادل أسرى محتمل خلال الأيام المقبلة.
وأعلن الحوثيون السبت هدنة لمدة ثلاثة أيام وعرضوا محادثات سلام شرط أن يوقف السعوديون غاراتهم الجوية والحصار المفروض على اليمن ويسحبوا "القوات الأجنبية". ولم يعلق التحالف بعد على الإعلان.
وتزايدت التكهنات بشأن اتفاق محتمل لتبادل الأسرى بين المتمردين الحوثيين والحكومة اليمنية المعترف بها دوليا. وكان المتمردون أعلنوا مساء الأحد عبر تويتر عن التوصل إلى صفقة جديدة لتبادل الأسرى.
وكتب عبدالقادر المرتضى رئيس لجنة شؤون الأسرى التابعة للحوثيين في تغريدة على تويتر إنه تم "التوافق على اتفاق لتبادل صفقة جديدة من الأسرى عبر الأمم المتحدة".
وأوضح المرتضى أن الصفقة تشمل 1400 من أسرى الحوثيين مقابل 823 من الطرف الآخر، بينهم 16 سعوديا وثلاثة سودانيين، موضحا أن من بين الأسرى أيضا شقيق الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي.
ولكن من جانبه قال هادي هيج مسؤول ملف الأسرى لدى الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا إنه لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي حتى الآن، مضيفا عبر تويتر "لم يتم الاتفاق النهائي. وهو قيد الدراسة".
والثلاثاء، قال بشير عمر المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن التي تتولى الجانب اللوجستي من عمليات التبادل "سررنا لسماع إنه تم إحراز بعض التقدم في المفاوضات بين الأطراف حول عملية إطلاق سراح أخرى كبيرة".
وأضاف "نأمل أن نرى قريبا عملية إطلاق سراح من أجل المعتقلين وعائلاتهم. ولكننا ندرك أيضا أن المفاوضات من هذا النوع خلال صراع نشط معقدة وتتطلب وقتا"، مؤكدا أن اللجنة الدولية "ليست في وضع يسمح لها بعد بتحديد تواريخ جديدة لموعد إنجاز العملية".
ودعا نايف الحجرف الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربي اليوم الثلاثاء، قيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن وكافة أطراف الصراع إلى إيقاف العمليات العسكرية في البلاد، موجها نداء لجميع الأطراف تزامنا مع انطلاق أعمال المشاورات اليمنية اليمنية، برعاية المجلس والتي ستستمر حتى أبريل/نيسان القادم.
وقال في بيان نشر على الموقع الرسمي للمجلس "إن هذا النداء يأتي انطلاقا من حرص قادة وشعوب دول مجلس التعاون الخليجي على تحقيق السلام والاستقرار في اليمن وتأكيدا للاهتمام البالغ الذي يحظى به وشعبه الشقيق ضمن المنظومة الخليجية".
كما أوضح أن هذا المناشدة "تأتي وتزامن مع انطلاق أعمال المشاورات اليمنية - اليمنية، وبمناسبة قرب حلول شهر رمضان الكريم وحرصا على تهيئة الظروف المناسبة لإنجاح المشاورات وخلق بيئية إيجابية لرفع المعاناة عن اليمنيين ولصناعة السلام والأمن والاستقرار".
وجدد الحجرف دعوته لجماعة 'أنصار الله' الحوثية، للحضور والمشاركة في المشاورات "مع إخوانهم اليمنيين وتغليب مصلحة اليمن ورفع المعاناة عن الشعب اليمني".
وكان مجلس التعاون الخليجي قد أعلن في 17 مارس/اذار الحالي استضافة مشاورات أطراف الصراع في اليمن برعاية أممية بالعاصمة السعودية الرياض بهدف تحقيق وقف إطلاق النار في البلاد التي تشهد صراعا مسلحا منذ ثمان سنوات.
ورحبت الحكومة اليمنية الشرعية بهذه الدعوة، فيما رفض الحوثيون الانخراط فيها، مشترطين أن تكون الدولة المستضيفة للمشاورات دولة "محايدة"، إلا أن المجلس أعلن لاحقا أن المحادثات ستعقد بمن حضر.