التعليم الإلكتروني في العراق خطر مستقبلي

البنية التحتية من كهرباء وانترنت وأجهزة كمبيوتر لا تسمح بمغامرات من نوع التعليم الالكتروني.
عملية انسدادية للعقل في وقتنا الحاضر، والنقاش فيها مضيعة للوقت
معظم مناطق الريف لا تصل لها الانترنت ولا حتى الكهرباء وأغلب أبناء الريف يستخدم المولدات

التعليم الإلكتروني في العراق يعد عملية انسدادية للعقل في وقتنا الحاضر، والنقاش في هذا المقترح يعد مضيعة للوقت خصوصاً مع فقدان الاحتياجات الأساسية للطالب. إن استمرار الدعوات الحكومية من قبل وزارتي التعليم العالي والتربية، لفرض نظام التعليم الإلكتروني في العراق أمر مستغرب ويدعو للتأمل والتفحص، ومطلقو هذه الدعوات، اما أغبياء مترفون ويجهلون الواقع العراقي والمعيشي للطلبة، أو يطبقون اجندات أجنبية غايتها تدمير عقول طلبة وشباب العراق وتدمير التعليم.

لو تنزلنا وقبلنا تطبيق نظام التعليم الإلكتروني، فإن هذا النظام يحتاج إلى ثلاث ركائز أساسية يعتمدها الطالب: استمرار التيار الكهربائي، وسعة شبكة الإنترنت واستمرارها، وتوفير كمبيوتر للطالب لكي يستطيع التواصل مع نظام التعليم الإلكتروني. يمكن أن نضيف الواضح وهو إلى التزام الطالب بأوقات نظام التعليم.

إما بالنسبة لأبناء الريف فالمصيبة أعظم. فمعظم مناطق الريف لا تصل لها الأنترنت ولا حتى الكهرباء وأغلب أبناء الريف يستخدم المولدات والاستخدام يكون لساعات محدودة لعدم قدرتهم توفير مادة المشتقات النفطية، فكيف تنجح تجربة نظام التعليم الإلكتروني مع فقدان كل هذه الاحتياجات؟

يا سادة يا كرام اتركوا فكرة نظام التعليم الإلكتروني لأنها تصلح في بلدان متطورة، وليس في العراق البلد الذي يعاني أهله من أبسط مقومات الحياة، فضلا عن عدم قدرة الطالب على دفع أجور الانترنت او شراء جهاز الموبايل او الكمبيوتر. مشروع التعليم الإلكتروني خطر يهدد الأجيال القادمة، فالذي يطلق مثل هذا المشروع عليه أن يتراجع عن تبني هكذا مشروع تدميري، ويتبنى ويؤكد ويصر على التعليم الحضوري سواء في المدارس الابتدائية او المتوسطة والثانوية او الجامعات. يجب أن يكون التدريس حضورياً، والتحجج بالأوبئة اتركوها لأن الشعب العراقي متواجد في الشارع والأسواق والمناسبات والمقاهي والمتاجر والزيارات والأعراس ومجالس العزاء، فالشعب أصبح متعايشا مع الأوبئة وغير مكترث لكل ما يشاع. لا تزيدوا الفشل فشلاً والكسل كسلاً.