الجزائر تطلب الانضمام إلى مجموعة بريكس بمساهمة مليارية

الرئيس الجزائري يؤكد أن بلاده ستساهم في مرحلة أولى بمليار ونصف مليار دولار لدخول بنك "بريكس"، مشيرا إلى أن بإمكانها أن تكون وسيطا بين الصين ودول القارة الأفريقية.

الجزائر - كشف الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، أن بلاده تقدمت بطلب رسمي للانضمام إلى منظمة "بريكس"، وأنها ستساهم في مرحلة أولى بمليار ونصف مليار دولار لدخول بنك "بريكس".

وكانت الجزائر قد تقدمت في نوفمبر الماضي بطلب رسمي للانضمام إلى مجموعة "بريكس"، بعدما تمت دعوة الرئيس تبون، في يونيو 2022، للتحدث خلال قمة بريكس التي عقدت بالصين.

وتسعى الجزائر، أكبر مصدر للغاز الطبيعي في أفريقيا، إلى الانضمام إلى مجموعة بريكس، وتقدم نفسها كثقل موازن للقوى الاقتصادية الغربية المهيمنة.

وتعتبر عضوية مجموعة بريكس هدفا مهما للرئيس الجزائري من أجل تحقيق مكسب دولي يتم توظيفه في المسار السياسي الداخلي المقبل بعد مرور نحو عام ونصف العام على انتخابات رئاسية يريد تبون خوضها في ثوب "رجل المكاسب والإنجازات".

وخلال مقابلة مع قناة "سي سي تي في" الصينية، نشرت الصحافة الجزائرية بعض مقتطفاتها مساء الجمعة، كشف تبون عن الأسباب التي دفعت الجزائر إلى تقديم طلب الانضمام إلى المجموعة.

وقال تبون "العالم أصبحت فيه تكتلات، وأصبح لدى العالم كله ثقة كبيرة في سياسة الصين لأن السياسة ليست لديها خلفيات. انضمام الجزائر إلى بريكس يفتح لها أفاقا جديدة اقتصادية".

وتابع "نحن مع الصين منذ سنوات نناضل من أجل عالم أفضل. وتكون فيه أفضل عدالة بالأخص مساعدة الدول الفقيرة. نحن نناضل من أجل عالم متعدد الأقطاب".

واستطرد قائلا "عالم بريكس يساعدنا أكثر، وطلبنا رسميا الانضمام الى بريكس وبنك بريكس. كما راسلنا المديرة رئيسة البرازيل السابقة أن نكون أعضاء مساهمين في بنك بريكس، والمساهمة الأولى للجزائر ستكون بمليار ونصف مليار دولار كمساهمة للدخول في بنك بريكس".

وامتدح تبون الشريك الصيني قائلا إنه لا يضع إملاءات سياسية ولا يفرض أي نوع من أنواع السيطرة، وهذا ما يجعل الشعوب، ومن بينها الجزائر، تميل للتعاون معهم.

من جهة أخرى، أكد تبون، تطلعه إلى "شراكة جزائرية-صينية في الأسواق الأفريقية"، مشددا على أن "الجزائر دولة عظمى في أفريقيا وبإمكانها أن تكون وسيطا بين الصين ودول القارة الأفريقية".

وأضاف "نحن مرتاحون كثيرا في تعاملنا مع الدولة الصينية. نحاول تجاوز التجارة للعمل مع بعض في مشاريع مشتركة في كل الميادين".

وتابع "لا يوجد ميدان لا نتمنى فيه التعامل مع دولة الصين سواء في الفضاء أو التعليم العالي. أو مساعدتنا على إنجاز أكثر في ميدان الصيدلة والدواء والتكوين، وسكك الحديد والمناجم وكل الميادين المفتوحة".

وأبرز تبون، أن الجزائر " دفعت غاليا ثمن حرية قرارها"، وأن " الاستعمار يحاول اليوم، الرجوع بوجه جديد وأن الشعوب الأفريقية أصبحت واعية بما يجري من حولها". كما لفت أن الجزائر "تعتبر استقلالها ناقصا ما دامت فلسطين لم تستقل".

وفي وقت سابق أكد الرئيس الجزائري أنّ الصين ستستثمر 36 مليار دولار، في مجالات مختلفة في بلاده، تشمل الصناعة والتكنولوجيا الحديثة واقتصاد المعرفة والنقل والزراعة.

وتأتي زيارة تبون إلى بكين بعد زيارة رسمية أجراها إلى روسيا، الشهر الماضي، طالب خلالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعم الجزائر لتصبح عضواً في "بريكس"، وهي مجموعة من الأسواق تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا.

وتمثل أكثر من 40 بالمئة من سكان العالم وحوالي 26 بالمئة من الاقتصاد العالمي.

وتهدف هذه المجموعة الدولية إلى زيادة العلاقات الاقتصادية فيما بينها بالعملات المحلية، ما يقلّل الاعتماد على الدولار.

وبدوره، قال دبلوماسي من جنوب أفريقيا، الخميس، إنّ 22 دولة تقدّمت بطلب رسمي لتصبح أعضاء في الكتلة الاقتصادية لمجموعة "بريكس"، مضيفاً أنّ دولا من بينها السعودية وإيران طلبت رسميا أن تصبح أعضاء في مجموعة "بريكس"، في حين أنّ الدول التي أعربت عن اهتمامها بالانضمام تشمل الأرجنتين والإمارات والجزائر ومصر والبحرين وإندونيسيا.

وكانت مجلّة "نيوزويك" الأميركية، أكّدت، في مقال لها أنّ تنامي كتلة دول "بريكس" يسرّع في تراجع نفوذ الولايات المتحدة العالمي.

ولفتت المجلّة إلى تلقِّي مجموعة "بريكس" الاقتصادية المتوسعة، طلباتٍ أكثر من أي وقت مضى، في الوقت الذي تكافح فيه الولايات المتحدة للحفاظ على نفوذها في الجنوب العالمي، مُشيرةً إلى تحوّلٍ متزايد في النظام الاقتصادي الدولي.