الجيش الليبي يضيّق الخناق على المتشددين في درنة

الجيش الوطني الليبي يعلن السيطرة على منطقة الفتايح الصناعية وعلى تلال استراتيجية تطل على حي باب طبرق وسط معارك ضارية هي الأعنف منذ بداية عملية تحرير درنة.

المتطرفون يستخدمون المدنيين دروعا بشرية
القوات الليبية تسيطر على مداخل درنة من ناحية الغرب
مسلحو الجماعات المتطرفة يتحصنون وسط الأبنية السكانية
الجيش الليبي يقطع الامدادات عن درنة
قوات الجيش الليبي تحاصر درنة

بنغازي/جنيف – تواصل القوات الليبية عملياتها في درنة أحد أبرز المعاقل التاريخية للجماعات المتطرفة بشرق ليبيا وسط تقارير عن مواجهات ضارية هي الأعنف منذ أطلق قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر عملية تحرير المدينة.  

وقال عبدالكريم صبرا المتحدث باسم قوات الجيش الوطني الليبي إنها سيطرت عقب اشتباكات جدت الخميس على معظم مداخل درنة من ناحية الغرب.

وأعلن الجيش الوطني الليبي أيضا السيطرة على منطقة الفتايح الصناعية في درنة وعلى تلال استراتيجية تطل على حي باب طبرق.

وقال صبرا وأحد سكان المدينة إن إمدادات الكهرباء عادت صباح الخميس بعد أعمال صيانة لمحطة كهرباء كانت قد أصيبت في قصف في وقت سابق من الأسبوع.

وذكر صبرا أن نحو 20 من قوات الجيش الوطني الليبي قتلوا وأصيب 35 منذ تصاعد القتال في درنة في وقت سابق هذا الشهر معظمهم جراء الألغام.

وقال إن أكثر من 100 من قوات مجلس شورى مجاهدي درنة أو قوة حماية درنة قتلوا بينما سلم 100 آخرون أنفسهم.

ويقول الجيش الوطني الليبي إنه يستهدف متشددين بينهم مقاتلون على صلة بتنظيم القاعدة. ويتهمه منتقدون بوصف كل معارضيه بأنهم "إرهابيون" في إطار سعيه للسيطرة على المدينة الوحيدة في شرق ليبيا خارج سيطرة القوات الليبية المسلحة.

واقتصرت حملة الجيش الوطني الليبي إلى حد كبير على ضربات جوية وقصف متفرق حتى الشهر الجاري.

وقالت الأمم المتحدة إن قصفا عشوائيا أدى لمقتل خمسة مدنيين على الأقل بينهم طفلان منذ 22 من مايو/أيار.

وتحاول قوات الجيش الوطني الليبي انتزاع المدينة من تحالف يضم مقاتلين محليين وإسلاميين يعرف باسم مجلس شورى مجاهدي درنة أو قوة حماية درنة، وتتشكل في معظمها من جماعات متطرفة مثل أنصار الشريعة الموالية لتنظيم القاعدة.

كما تضم درنة معسكرات تدريب لتلك الجماعات وسبق لسلاح الجو المصري ان قصف بعض تلك المعسكرات التي اعدت فيها هجمات ارهابية داخل مصر.  

وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة اليوم الخميس إن القتال في مدينة درنة الليبية تصاعد وبلغ مستويات لم يسبق لها مثيل، مع غارات جوية وقصف لعدة مناطق واشتباكات ضارية على الأرض.

وأضاف المكتب في تقرير أن هناك نقصا حادا في المياه والطعام والدواء وأن الكهرباء والمياه مقطوعتان بالكامل عن سكان المدينة الذين يبلغ عددهم 125 ألفا.

ويحاصر الجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر مدينة درنة الواقعة في الشرق منذ يوليو/تموز 2017.

وألقى هجوم القوات الليبية خلال الأيام القليلة الماضية بظلاله على محادثات رفيعة المستوى جرت في باريس يوم الثلاثاء سعت للخروج بخطة لانتشال ليبيا من الاضطرابات وحددت هدفا لإجراء الانتخابات في ديسمبر/كانون الأول.

وأضاف تقرير الأمم المتحدة "أفادت مصادر محلية بأن قوة حماية درنة تتخذ مواقع الآن وسط البنية التحتية المدنية في المناطق السكنية، خاصة في مركز المدينة وقيل إنهم يرتدون ملابس مدنية"، مشيرا إلى أن المدنيين يمنعون من مغادرة المدينة.

وقالت الأمم المتحدة إن درنة لم تشهد دخول أي مساعدات منذ منتصف مارس/آذار، فيما عدا مواد تستخدم في الغسيل الكلوي وأدوية دخلت في وقت سابق هذا الأسبوع.

ونفذت مصر التي تدعم الجيش الوطني الليبي أيضا ضربات جوية في درنة مستهدفة معسكرات تدريب ترسل متشددين إلى الأراضي المصرية لشن هجمات.

وبشكل منفصل، قالت كتيبة تابعة للجيش الوطني الليبي إنها صدت هجوما في ساعة مبكرة من صباح الخميس على مواقعها في قاعدة تمنهنت الجوية بصحراء وسط ليبيا. وتسيطر الكتيبة على القاعدة منذ مايو/أيار من العام الماضي.