الحديدة تستقبل سفينة سلع في أول اختراق لأزمة مستعصية
صنعاء - رست سفينة حاويات محملة بالسلع التجارية العامة في ميناء الحديدة باليمن الخاضع لسيطرة المتمردين الحوثيين للمرة الأولى منذ 2016، فيما تبذل جهود أممية ودولية لإحداث اختراق في مسار محادثات تجديد الهدنة وسط تشبث الجماعة بمطالب بمثابة "تعجيزية".
ويأتي هذا التطور الجديد بعد أسبوع على دخول سفن إلى الميناء دون التعرّض للاحتجاز أو التأخير، في خطوة اعتبرها الحوثيون مؤشرا على "تعزيز فرص السلام".
وقال مسؤول في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا إن السماح بعبور السفن التجارية خطوة لبناء الثقة تهدف إلى دعم المحادثات بين السعودية والحوثيين لإعادة تفعيل الهدنة التي انقضت في أكتوبر/ تشرين الأول.
ويحاصر التحالف العسكري الداعم للشرعية الذي تقوده السعودية ميناء الحديدة ومطار صنعاء لمنع وصول الأسلحة إلى الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة ومعظم المناطق ذات الكثافة السكانية المرتفعة.
ويتعين أن تخضع البضائع التي تصل إلى الحديدة للتفتيش من قبل هيئة تابعة للأمم المتحدة تشكلت لمنع تهريب شحنات الأسلحة لليمن وخلال السنوات السبع الماضية كانت آلية التحقق والتفتيش لا تعطي تصاريح إلا للسفن التي تحمل مساعدات إنسانية وسلعا أساسية مثل المواد الغذائية والوقود وزيت الطهي.
وأوقفت السفن الحربية التابعة للتحالف العربي معظم السفن في ظل استمرار تدفق الأسلحة الإيرانية على المتمردين.
وذكر مسؤولو موانئ أن السفينة "شبيلي" التي تظهر بيانات تتبع السفن أنها سفينة شحن عامة ترفع علم إثيوبيا حصلت على تصريح من آلية التحقق والتفتيش التابعة للأمم المتحدة في اليمن.
وأوضح محمد أبوبكر بن إسحاق رئيس مؤسسة موانئ البحر الأحمر التي يديرها الحوثيون أن الآلية كانت لا تصرّح إلا بشحنات محددة، لكنها أصبحت تمنح تصاريح لمختلف أنواع الشحنات للوصول لميناء الحديدة إلا أنه لم يتطرق إلى نوعية البضائع المحملة على السفينة.
وقال إن زيادة تدفق السلع على الميناء الواقع في غرب البلاد ستقلل تكلفة نقل المنتجات بما أن أغلبها كان يدخل عبر ميناء عدن الجنوبي الخاضع لسيطرة الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا.
وتدخل التحالف بقيادة السعودية في اليمن في مارس/آذار 2015 بعد أن أجبر الحوثيون الحكومة التي تدعمها الرياض على الخروج من العاصمة صنعاء وبدأت آلية التحقق والتفتيش التابعة للأمم المتحدة في اليمن العمل في مايو/أيار 2016
وتُجرى محادثات مباشرة بين السعودية والحوثيين بوساطة من عمان بالتوازي مع جهود تقودها الأمم المتحدة لإعادة الهدنة التي صمدت إلى حد كبير وتنفيذ وقف رسمي لإطلاق النار وإطلاق مفاوضات سياسية شاملة.
وسبق أن طرحت السعودية مبادرة سلام لإنهاء الحرب في اليمن تشمل وقف إطلاق النار على مستوى البلاد وإعادة فتح خطوط جوية وبحرية، لكن الحوثيين طالبوا بالسماح باستيراد الوقود والمواد الغذائية عبر ميناء الحُديدة ومطار صنعاء.
وتسببت الحرب اليمنية في قتل عشرات الآلاف وجوعت الملايين ودمرت الاقتصاد اليمني، بينما يقول الحوثيون إنهم يحاربون نظاما فاسدا وعدوانا أجنبيا.
وأعلنت السعودية يوم الثلاثاء عن إيداع وديعة بمليار دولار في حساب البنك اليمني لتخفيف حدة الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعاني منها الحكومة اليمنية بسبب انهيار الريال وارتفاع أسعار الوقود والسلع الأولية، إثر تكبد اقتصاد البلاد خسائر فادحة جراء هجمات شنها الحوثيون على موانئ نفطية أدت إلى توقف تصدير النفط.