الحشاني يعول على الشراكة الاقتصادية مع ليبيا للخروج من الازمة
تونس - يسعى رئيس الحكومة التونسية الجديد احمد الحشاني لتعزيز الشراكة الاقتصادية مع ليبيا وذلك لمواجهة الأزمة المالية التي تمر بها تونس حيث سيمكن هذا التعاون من ايجاد فرص اقتصادية جديدة خاصة وان الجارة الشرقية تعيش فترة من الهدوء وامال حقيقية لاستعادة الاستقرار السياسي وتوحيد مؤسسات البلاد.
ودعا الحشاني الذي عين خلفا لرئيس الحكومة السابقة نجلاء بودن الجمعة إلى مضاعفة الجهود لتعزيز الشراكة الاقتصادية وتطوير المبادلات التجارية مع ليبيا وذلك في اجتماع جمعه بقصر القصبة في تونس العاصمة، بوفد ليبي يترأسه وزير الاقتصاد والتجارة بحكومة الوحدة الوطنية محمد علي الحويج، وفق ما ذكر بيان صادر عن رئاسة الحكومة التونسية.
وتعرف العلاقات التونسية الليبية بعض التقدم اثر فترة من الخلافات بسبب العديد من القضايا على راسها قضية الهجرة غير الشرعية والتي تم التباحث فيها بين وزير الداخلية التونسي كمال الفقيه ونظيره الليبي عماد الطرابلسي وتم الاتفاق على التنسيق بهدف ايواء المهاجرين على الحدود.
وبحث الحشاني في الاجتماع، وفق البيان "أهمية تعزيز التشاور بين كبار المسؤولين في تونس وليبيا والإسراع باجتماع اللجان الاقتصادية تمهيدا لعقد اللجنة العليا المشتركة خلال الفترة القادمة".
وأكد "أهمية دور القطاع الخاص في تنمية العلاقات الاقتصادية بين البلدين"، داعيًا غرفتي التجارة التونسية والليبية إلى "معاضدة الجهود لمزيد تعزيز الشراكة الاقتصادية وتطوير المبادلات التجارية بين الجانبين".
من جهته، أكد الحويج "أهمية دعم التعاون الاقتصادي والاستثماري والتجاري تفعيلًا لمذكرات التفاهم الموقعة بين البلدين، مشيرا إلى استعداد الجانب الليبي لعقد اللجنة العليا المشتركة في طرابلس"، دون تحديد موعد لذلك.
واللجنة العليا المشتركة بين البلدين عادت للنشاط نهاية عام 2017 بعد انقطاع لسنوات، قبل أن توقف اجتماعاتها مرة أخرى لفترة جديدة، ويبدأ التحضير لها في ديسمبر/ كانون الأول 2022، عقب لقاء جمع رئيس منظمة التجارة الليبي محمد الرعيص ونظيره التونسي سمير ماجول.
وكان رئيس حكومة الوحد الوطنية عبدالحميد الدبيبة زار تونس في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي حيث كانت الملفات الاقتصادية على رأس الزيارة وتم توقيع العديد من الاتفاقيات التجارية والاقتصادية الهامة بينما تعهد الدبيبة بتسديد الديون المتخلدة على بلاده خاصة للمصحات.
ويأتي اجتماع الحشاني والحويج في وقت تشهد تونس أزمة اقتصادية حادة فاقمتها تداعيات تفشي جائحة كورونا، وارتفاع تكلفة استيراد الطاقة والمواد الأساسية إثر الأزمة الروسية الأوكرانية.
كما تعاني تونس منذ مدة أزمة خبز حيث يضطر المواطنون إلى الوقوف ساعات عدة في طوابير للحصول على حاجاتهم منه، وفق إعلام محلي ومنشورات على منصات التواصل الاجتماعي.
وفي 27 يوليو/تموز الماضي، طالب الرئيس التونسي قيس سعيد، الحكومة السابقة باتخاذ "إجراءات عاجلة" تتعلق بأزمة الخبر، محملا "لوبيات" لم يسمّها مسؤولية ذلك.
وبعدها بأيام، أقال الرئيس سعيّد، بودن من رئاسة الحكومة وعين الحشاني خلفا لها، دون ذكر أسباب إقالتها.