الحوثيون يستبدلون هدنة الشهرين بالتصعيد

مصادر محلية تؤكد أن الحوثيين دفعوا بتعزيزات إلى معظم جبهات مأرب خلال الساعات الماضية خصوصا في جبهات الجنوب والشرق وعلى حدود الجوف مأرب، وسط أنباء عن اشتباكات متفرقة ومحدودة.
الحوثيون يبددون آمال تسوية سلمية لنزاع اليمن برفض تمديد الهدنة
الحوثيون يدفعون بتعزيزات عسكرية لجبهة مأرب

صنعاء - أنهى الحوثيون اليوم الأحد هدنة الشهرين برفض تمديدها مبددين آمال دولية وإقليمية بوضع اليمن على طريق التسوية السلمية للأزمة ووضع حد لسنوات من الحرب.

وفي الوقت الذي كانت فيه الجهود مركزة على تمديد الهدنة وجه المتمردون المدعومين من إيران تهديدات للشركات النفطية العالمية العاملة في كل من السعودية والإمارات العضوين في التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة الرياض.

وسلطت التهديدات الحوثية باستهداف تلك الشركات الضوء على نوايا مبيتة منذ البداية وعلى نهج إرهابي في التعاطي مع جهود التهدئة التي دعمتها كل من الرياض وأبوظبي.

وفي محاولة للتملص من المسؤولية عن تداعيات عدم تجديد الهدنة، قال المتمردون وفق ما ذكرت وسائل إعلامهم، إنهم يمنحون الشركات العالمية النفطية فرصة لمغادرة كل من السعودية والإمارات، مضيفين أنهم قادرون على حرمان الدولتين الخليجيتين من موارد مالية، مدعين أن التحالف العربي لم يلتزم بالهدنة.

وتابع الحوثيون "كل شيء محتمل ووارد، لأن موقف شعبنا هو الحق ولديه القدرة على أخذ حقه متى ما سدت أمامه الطرق السلمية".

وأعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ الأحد عدم توصل الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين إلى اتفاق على تمديد الهدنة التي كانت سارية منذ ستة أشهر في البلاد.

وقال غروندبرغ في بيان "يأسف المبعوث الخاص للأمم المتحدة لعدم التوصل إلى اتفاق اليوم، حيث أن الهدنة الممتدة والموسعة من شأنها توفير فوائد هامة إضافية للسكان".

وأشار الدبلوماسي السويدي إلى أن المفاوضات مستمرة داعيا "الأطراف إلى الحفاظ على الهدوء والامتناع عن أي شكل من أشكال الاستفزازات أو الأعمال التي قد تؤدي إلى تصعيد العنف وعلى الوفاء بالتزاماتهم تجاه الشعب اليمني لمتابعة كل سبل المؤدية للسلام".

ومنذ الثاني من ابريل/نيسان، سمحت الهدنة التي تمّ تمديدها مرتين، بوقف القتال واتّخاذ تدابير تهدف إلى التخفيف من الظروف المعيشية الصعبة للسكان، في مواجهة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

وشمل الاتفاق السماح برحلات تجارية من مطار صنعاء الدولي الذي كان يستقبل فقط طائرات المساعدات منذ 2016، ما مثّل بارقة أمل نادرة بعد حرب مدمرة.

وخلال فترة الهدنة، تبادلت الحكومة اليمنية والمتمردون اتهامات بخرق وقف النار، ولم يطبّق الاتفاق بالكامل وخصوصا ما يتعلق برفع حصار المتمردين لمدينة تعز، لكنه نجح بالفعل في خفض مستويات العنف بشكل كبير.

وواجه الخصوم في اليمن دعوات دولية لتمديد الهدنة، بما في ذلك من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وحتى الولايات المتحدة وروسيا تلاقتا في مجلس الأمن لدعم وقف إطلاق النار هناك.

وقام غروندبرغ بجولات مكوكية بين صنعاء وعُمان التي لعبت دورا كوسيط في محاولة لتأمين تمديد لوقف إطلاق النار. والأحد التقى غروندبرغ في الرياض برئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمى، وفق ما ذكرت وكالة سبأ اليمنية.

وقال رئيس المجلس السياسي الأعلى لحركة أنصار الله مهدي المشاط خلال اجتماع سياسي في صنعاء إن مقترحات الأمم المتحدة "لا تلبي طموحات الشعب اليمني"، وفق تلفزيون المسيرة.

ووردت أنباء عن اشتباكات متفرقة الأحد في جنوب غرب اليمن، فيما أفادت مصادر عسكرية من التحالف بأن الحوثيين أرسلوا تعزيزات إلى المنطقة.

وحسب مصادر عسكرية متعددة تابعة للحكومة فإن "الاشتباكات كانت في منطقة الحد عند الحدود بين محافظتي لحج والبيضاء، ومناوشات أخرى من قبل الحوثيين جرت عند أطراف مأرب الجنوبية".

وأكدت المصادر أن "الحوثيين دفعوا بتعزيزات إلى معظم جبهات مأرب خلال الساعات الماضية خصوصا في جبهات الجنوب والشرق وعلى حدود الجوف مأرب".

وأضافت المصادر "أن الاشتباكات حاليا متوقفة لكن نتوقع هجوما للحوثيين" في حال لم يوافقوا على الهدنة في محاولة لانتزاع مكاسب سياسية وتنفيذا لشروطهم.

وكان الحوثيون قد أعلنوا السبت في بيان أن تفاهمات تمديد الهدنة في اليمن وصلت إلى "طريق مسدود".

وتابع البيان "خلال الأشهر الستة الماضية من عمر الهدنة، لم نلمس أي جدية لمعالجة الملف الإنساني كأولوية عاجلة وملحة"، محمّلا التحالف مسؤولية الفشل في التوصل إلى تفاهمات لـ"تخفيف المعاناة الإنسانية عن الشعب اليمني".

وذكرت منظمات إنسانية الخميس الماضي أن توقف القتال أدى إلى خفض عدد الضحايا بنسبة 60 بالمئة، بينما تضاعفت واردات الوقود إلى ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الحوثيون أربع مرات.

ويقول سكان صنعاء إنهم لمسوا تحسنا في حياتهم اليومية بشكل كبير، فقد انخفضت الأسعار مع دخول المزيد من السلع الأساسية إلى المدينة على الرغم من استمرار إغلاق الطرق الرئيسية. ويعتمد نحو 23.4 مليون من سكان اليمن البالغ عددهم 30 مليون نسمة على المساعدات الإنسانية.

لكن الحوثيون حرموا بقرارهم رفض تمديد الهدنة، الملايين من استمرار تدفق المساعدات الانسانية.

وبينما صمدت الهدنة إلى حد كبير، يلوم الحوثيون والتحالف بعضهم البعض بشأن الانتهاكات المبلغ عنها. ولا يزال الحصار قائما على تعز، ثالث أكبر مدينة في اليمن التي تسيطر عليها الحكومة لكنها محاطة بقوات الحوثيين.