الحوثيون يمهّدون لتوسيع صفقة تبادل الأسرى المقبلة

جولة المفاوضات الجديدة بين الحكومة اليمنية والحوثيين تنطلق منتصف الشهر الجاري وتشمل الإفراج عن 1400 أسير.
المبعوث الأممي إلى اليمن يحث الحكومة وجماعة الحوثي على تقديم تنازلات

صنعاء - أعربت جماعة "الحوثي" اليمنية اليوم الجمعة عن استعدادها للاتفاق على صفقة موسعة لتبادل الأسرى مع الحكومة خلال المفاوضات المقرر انطلاقها بين الجانبين منتصف مايو/أيار الجاري، وفق تصريحات أدلى بها مسؤول ملف الأسرى بالجماعة عبدالقادر المرتضى لقناة "المسيرة" الفضائية الناطقة باسم الحوثيين.
وقال المرتضى إنه "من المتفق عليه أن تشمل الجولة المقبلة من المفاوضات بشأن الأسرى الإفراج عن 1400 أسير من الطرفين وإذا تم الاتفاق على توسيع الصفقة فنحن نرحب بهذا الأمر".
وأضاف "لا زلنا ننتظر تشكيل اللجان لبدء الزيارات إلى السجون من قبل الطرفين، بحسب ما تم الاتفاق عليه سابقا".
ولم يصدر تعليق فوري من الحكومة اليمنية بشأن تصريحات المرتضى، لكنها سبق وأن أكدت حرصها على إنجاح المفاوضات المقبلة بشأن الأسرى.
وقال متحدث الفريق الحكومي المفاوض بشأن الأسرى ماجد فضائل الثلاثاء إن "الحكومة جاهزة لتنفيذ زيارات متبادلة للأسرى في سجونها ولدى الحوثيين، حال تنفيذهم الاتفاق الموقع بينهما".
واتفقت الحكومة اليمنية والحوثيين على عقد جولة مفاوضات جديدة بشأن تبادل الأسرى في 15 مايو/أيار على أن تسبقها زيارات بين مأرب (وسط) وصنعاء (شمال) للاطلاع على أوضاع المختطفين والأسرى.
وفي 16 أبريل/نيسان الماضي أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر استكمال إطلاق سراح 869 محتجزا في اليمن، ضمن صفقة تبادل بين الحكومة والحوثيين، تم الاتفاق عليها في سويسرا في مارس/آذار الماضي.

ورحّب المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ حينها بالصفقة معربا عن أمله في أن "تنتهي قريبًا معاناة جميع اليمنيين الذين ما زالوا ينتظرون لمّ شملهم مع أحبائهم والذين يتألّمون بسبب المخاوف بشأن مصير ذويهم"

وحث غروندبرغ الخميس كلا من الحكومة الشرعية وجماعة الحوثي على تقديم تنازلات لصالح الشعب اليمني، الذي يعاني أسوأ أزمة إنسانية في العالم، بحسب المنظمة الدولية.

وقال مكتب المبعوث الأممي في بيان إن "غروندبرغ اختتم زيارة إلى العاصمة المؤقتة عدن (جنوب) التقى فيها برئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي".
وخلال الاجتماع، أطلع العليمي المبعوث الأممي على آخر المستجدات والمناقشات الهادفة إلى "بناء الثقة وخفض وطأة معاناة اليمنيين تسهيلا لاستئناف العملية السياسية".
وأوضح البيان أنه "على ضوء الجهود الإقليمية والدولية المبذولة حاليا لدعم الأطراف للتوصل إلى اتفاق حول سبل المضي قدما في اليمن، أكد غروندبرغ أهمية الحفاظ على الزخم الراهن والبناء على التقدم الذي أحرزته الأطراف".
وتتكثف منذ فترة مساعٍ إقليمية ودولية لتحقيق حل سياسي شامل للأزمة في اليمن، شملت زيارات لوفود سعودية وعمانية إلى صنعاء، وجولات خليجية للمبعوث الأميركي إلى اليمن تيم ليندركينغ.
وتزامنت عملية التبادل الأخيرة مع جهود دبلوماسية ناتجة عن التقارب السعودي الإيراني وترمي إلى ترسيخ وقف إطلاق نار طويل الأمد ووضع الحرب الدامية في البلد الفقير على طريق الحل.
وتتصاعد بين اليمنيين آمال بإحلال السلام منذ أن وقَّعت السعودية وإيران بوساطة الصين في 10 مارس/آذار الماضي، اتفاقا لاستئناف علاقتهما الدبلوماسية أنهى قطيعة استمرت 7 سنوات.

وأجرى وفد سعودي الشهر الماضي محادثات سلام في صنعاء مع جماعة الحوثي التي تحدث مسؤولوها عن تحقيق تقدم وقالوا إن هناك حاجة لمزيد من المناقشات لتسوية الخلافات المتبقية.

وبدأ النزاع في اليمن في العام 2014 وسيطر الحوثيون المدعومون من إيران على مناطق عدة في البلاد بينها صنعاء. وفي العام التالي، تدخّلت السعودية على رأس تحالف عسكري دعما للشرعية، ما فاقم النزاع الذي خلّف مئات الآلاف من القتلى وتسبّب بواحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.