'الحيرة من الشارقة' تُناقش الاستهلال في القصيدة النبطية
صدر حديثا بدولة الإمارات العربية المتحدة العدد الجديد رقم 70 لشهر يونيو/حزيران 2025 من مجلة "الحيرة من الشارقة"، والتي تصدر شهرياً عن دائرة الثقافة بإمارة الشارقة، حيث تزيّنت صفحات العدد بقصائد لـ34 شاعرا وشاعرة من الإمارات وربوع الوطن العربي.
ونشرت المجلة في صدر العدد، تحقيقا موسعا كتبه محمد عبدالسميع سكرتير التحرير، وحمل عنوان: "الاستهلال في القصيدة النبطية.. دهشة الشعر ورونق الإبداع"، حيث احتوى التحقيق على آراء عدد من الشعراء والمتخصصين الذين تناولوا أهمية "الاستهلال" في القصيدة النبطية، مؤكدين دوره المحوري كـ"بوابة للدخول إلى النص" ومفتاح للإدهاش وجذب القارئ.
أشار المشاركون إلى أن الاستهلال ليس مجرد بداية، بل هو مرآة لقدرة الشاعر وبراعته، ويعكس مدى امتلاكه لأدواته الشعرية والجمالية ورؤيته المسبقة لبناء القصيدة، موضحين أن براعة الصياغة في هذا الجزء الأول من القصيدة تبرز قيمتها الجمالية وتحدد مسارها.
وأكدوا على أن الاستهلال الفعال يتميز بالتفرد والتشويق، حيث يرى البعض أنه "جسر" يعبر بالقارئ من واقعه إلى عالم الكلمات، فإما أن يشده ويجعله يستمتع بجمال النص، أو يقوده إلى عالم التكرار الذي يفقده الدهشة. وشدد هؤلاء على أهمية الابتعاد عن العبارات المألوفة والتركيز على العاطفة والثقافة لضمان تميز الاستهلال.
ومن أبرز وظائف الاستهلال، كما يرى الشعراء، هي جذب انتباه القارئ، وتحديد المزاج العام للقصيدة، سواء كان حزينا أو فرحا أو تأمليا، بالإضافة إلى الإيحاء بمضمون النص لمساعدة القارئ على فهم السياق العام منذ البداية.
وبحسب المختصين والشعراء، يتسم الاستهلال المميز بالابتكار والتجديد، والتكثيف والإيجاز، بالإضافة إلى التعبير العاطفي العميق والتناسق التام مع موضوع القصيدة.
وفي الختام، يرى المشاركون في التحقيق أن الاستهلال هو بمثابة "واجهة" القصيدة و"المفتاح السحري الإبداعي" الذي يطلق شرارة الشغف لدى المتلقي، مؤكدين أن العناية بالتجديد فيه ضرورية لأنه العنصر الأول والأهم في جذب الانتباه والإبحار في عالم القصيدة.
هذا، وقد احتوى العدد الجديد من المجلة، على الكثير من الموضوعات التي تنقّل بنا كُتّابها بين القديم والحديث في عوالم الشعر النبطي والشعبي، وتنوعت ما بين الدراسات التحليلية والجمالية، بجانب إلقاء الضوء على سير عدد من الشعراء القدامى والوقوف عند التجارب الإبداعية لعدد من الشعراء المعاصرين والشباب.
وفي موضوعات العدد نقرأ في باب "من زهاب السنين" موضوع الزمان والمكان وما اندرج خلالهما من مواضيع غنية في الشعر النبطي بمنطقة الجزيرة العربية
بينما خصص باب "كنوز مضيئة" للحديث عما تركه الشاعر محمد بن سعيد الرقراقي من كنوز الحكمة وخبرة السنين.
ويسلط باب "مداد الرواد" الضوء على تجربة الشاعر الإماراتي محمد بن حاضر المنصوري "غصاب" ومواضيعه الأدبية.
أما باب "تواصيف"، فتناول حضور طائر الحمام في القصيدة النبطية، كصديق للشعراء وحامل لأشواقهم ومشاعرهم.
ونتعرّف من خلال باب "شبابيك الذات" على تجربة الشاعر الإماراتي الشاب هزاع أبوالريش. ويستعرض باب "إصدارات وإضاءات"، كتاب "قلائد نبطية" لمؤلفته د. عائشة الغيص، وهو أحد إصدارات دائرة الثقافة بالشارقة. وفي باب "عتبات الجمال"، نتعرف على مفردة "الأبواب" في معانيها وتجلياتها في القصيدة الشعبية والنبطية.
كما نطالع في باب "فضاءات" موضوع الصبر ودلالاته ومعانيه في الشعر النبطي والشعبي. ويقدم باب "ضفاف نبطية"، مختارات من قصائد الشاعرة الإماراتية أسماء الكعبي، ويتناول باب "مدارات" صورة الأم في الشعر النبطي، كتجسيد لعاطفة الحنان والتضحية والعطاء.
وفي البابين الثابتين من المجلة وهما "انهار الدهشة" و"بستان الحيرة" نقرأ قصائد للشعراء والشاعرات:
خالد الطويل، صالح الريسي، عايض بن خطاف العجمي، مهرة القحطاني، عبدالعزيز بن سدحان، مهند العظامات، نادر المغيبي، سالم بن كدح الراشدي، أحمد صالح البحا، فاطمة ناصر، طلال الصقبة، علي قينان، أشواق الخليفة، جمال الشمري، شموخ المالكي، عساف بن سعد أبوثنين، علي الغانمي، محمد فهد الطريسي، سلمى الهاشمي، سعيد الكتبي، راشد بن فلوة، فاتن البريدي، حامد بركي الرشيدي، سعيد ذيب الأحبابي، سعيد بن طميشان، حمد آل حبونه، عبدالله حمدان بن دلموك، محمود حسين محمود، الشوق طير، سلطان مجلي، نوف العثمان، عبدالله لهمود البدري، فواز الغانم، خليل هدلان.
يُذكر أن مجلة "الحيرة من الشارقة" تصدر تكريما لاسم قرية الحيرة التي تقع على ساحل إمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة والتي نشأ فيها عدد من الشعراء.
والمجلة هي إحدى إصدارات دائرة الثقافة بإمارة الشارقة برئاسة الأستاذ عبدالله بن محمد العويس، وتضم هيئة تحرير المجلة التي يشرف عليها بطي المظلوم مدير مجلس الحيرة الأدبي: محمد عبدالسميع الذي يتولى سكرتارية التحرير، وناصر الشفيري، ومريم النقبي، عضوا هيئة التحرير، بجانب محمد باعشن، مسؤول التصميم والإخراج، والتوزيع والإعلانات خالد صديق.